ذلك الإحساس الذي ينتابنا عادة عند الغرق في بحيرة من التفكير المستمر و الأحاسيس المختلفة يجعلنا نغير من أنفسنا و نتقدم في أعمارنا .
ذلك هو نفسه الشعور الذي ينتابنا عند شعورنا بالسعادة و الحزن معا .
ذلك هو نفسه الذي يجعلنا نرى أن العالم هو عبارة عن سلسلة من الامتناهيات ...بدايتها الحياة و نهايتها حفرة الممات .
تركت للتفكير دوامته الخاصة لكي يسبح فيها ...و جعلت لحياتي ممرين ...، إما أن أعيش في الواقعية او أن أعيش في تلك الرغبات الكابتة في اعماقي
لكنني فضلت إختيار ان أعيش بحرية تامة و أن أسرح في مخيم مشاعري ...دون العودة الى ما قد تخلف من الماضي .أخذت تلك الشرايين تجري في اعماقي ، وصولا الى قلبي الذي إنفطر ...شعرت بإنسداد في الخلايا المحيطة به ليتوقف بي الزمن فجأة.
ارى من يأكل، و من يشرب ، و من يغني و من يقرأ ، السعيد في وجهه و التعيس في تفكيره.
هل اصبحت الثقة بهذه السهولة في الانكسار ؟ أنا عن تلك الجدران التي بنيتها بنية الحب قد ذهبت عند سماعي لما قاله أوستن .
هل اصبح الحب اناني و نرجسي ؟ هل اصبحنا نقع في فخه بهذه السهولة ؟.
تركت أوستن ، توجهت الى ذلك المخيم الذي كنا فيه ، أين تم القسم على الوعود التي ربما لن تتحقق يوما ما .
لأقابل كاثرين بوجهها التعيس كأنها في ألم حاد ، لكنني لم أكترث لها .
" ما بك سييرا عل أنت تبحثين عن شيئ؟" صوبت كاثرين نحوي بأعين مرفوعة
"أبحث عن باتريك " اجبت فورا
" لماذا ؟" لتجيب عني بوجه خائف
"هل انت خائفة من ردة فعله على مرضك ؟ لكنني نسيت انك انانية القلب و مثيرة للشفقة ...انا اشفق عنك كثيرا أتعلمين لماذا ؟ لانك على الرغم من هذا المرض الذي إبتلاك الله عز و جل به لكنك الآن تقابلين في الجدران ..وحيدة في دربك هذا لسوء أفعالك الذي ستبقى تابعة لك حتى الممات " لم أعلم لما قلتها هكذا بقسوة و ربما كانت في قلبي لكنني لا أكره كاثرين ، بكل بساطة .
غير أن كلامي جعلها تخرج ما كان مخفي من اسرار الى قيد العلم ." سييرا ...، لست أنت من تشفقين عني ، بل انا من اشفق عنك ...هل تعلمين لماذا؟ "
ضحكت في وجه كاثرين لأنني لا أصدق اي كلام منها ، لكنها بدت لي واثقة من نفسها ما جعلني اغوص في كلامها
"نعم انا وحيدة ، لكنني لا أملك صداقة مزيفة ، الواحدة في المستشفى و الاخرى تخفي أسرار اخرى عني ، في المدة التي كنت كاتبة بأنابلك الصغيرة التي تم إقصائك منها و طالما أنك انانية تفكرين في نفسك فقط ، صديقتك الغالية سبينوزا رمت بنفسها من الجسر لانها بكل بساطة سئمت من الحياة التي تدور حولك فقط سييرا ...انت فقط !!! و بينما كنت تغازلي في آرين و فرحة بأقوالها لكنها ..." توقفت كاثرين لاستوعب ما قالته عن سبينوزا! هل هذا صحيح ؟؟ هل حقا رمت بنفسها !!!
" انت تكذبين كاثرين ...، سبينوزا إختفت هذا صحيح لكنها لم ترمي بنفسها لم تفعلها و لن تفعلها لانها الاكثر تعلقا بأحلامها و طموحاتها "
" سييرا دعينا من الكذب انا اتكلم معك بنبرة بصفتنا أشخاص قاربنا على الثمانية عشر سنة ...، و آرين "
" كاثرين ما بها آرين !!! ما بها تكلمي "
"قبل عام من هنا ، و قبل أن يتم لقائكم، كانت آرين قريبة منا كثيرا و خاصة باتريك ، علاقتهم ميزتها الاخوة و المحبة و الصدق خاصة ...، في ليلة ما ، جعلتنا آرين نأخذ نوع مختلف من الدواء ...المخدرات ، اصبحنا كالمجانين في الشارع ، تارة نضحك و تارة نبكي ، انا و باتريك توقفنا عن تعاطيها غير أنها لم تتوقف ...ما جعلنا نكلم خالتي "
" ما الذي حدث بعدها ؟"
" قررت خالتي ان تدخلها الى المستشفى للعلاج من التعاطي هي و باتريك الذي توقف عن تعاطيها ....، لكنها لم تتوقف بل اصبحت شاحبة و ذلك الجمال الذي إعتاد على توسط وجهها إختفى ، ظهرت تلك الهالات التي جعلتها شبه ميتة ، و ذلك الجسد الرسوم بدقة اصبح كالورقة إذا نفخت فيها طارت...، يوما ما بعد خروجهم جلبناها هي و باتريك الى منزلنا لاننا ظننا من تعافيهم، غير أنها حاولت أن تحرق باتريك داخل غرفته لانها لم تجد ما تتعاطاه ما جعل أمي و امها يشتكون بها ، لتدخل الى تلك الزنزانة لتلتقي بكم...أنت ساهمتي في معالجتها ، و في دواءها من كل المراحل التي كانت تعاني منهم ، لقد توسطت حياتها كذلك الطريق الشي يضيئ نور حياتنا ."
لم أعرف ما الذي اصابني من رعشة ، و لا من صدمة و لا من خيبة امل ...بالصداقة التي ظننت يوما أنها حقيقة بل ظهر أننا كنا نتظاهر بصدقها فقط .
" كيف تعلمين باليوم الذي إلتقينا فيه انا و آرين ؟" سألت كاثرين من فضولي الثائر لتجيبني
"كنا نتتبع في آرين ، انا و باتريك ، و كانت تلك هي اللحظة الذي رآك فيها ، و زاد تعلقه فيك بعد كل ما فعلته من اجل آرين ...، لا أكذب لكنك كنت دائما صديقة حقيقية "
" لماذا جعل أوستن يغادر تاركا لي بإبنتي التي لا تتجاوز العام الواحد من ميلادها ؟ لماذا فطر قلبي بهذه الطريقة ؟ لماذا جعلني افكر ان الحب له حدود ينتهي فيها و ليست كل الاشياء تدوم الى الأبد ؟ لقد جعل من سماء الكون سوداء في أعيني و من خضراوية الأرض إلى قاحلة صفراء ؟ "
"لكل قصة نعرفها قصة لا نعرفها يا سييرا ...و نصيحتي لك ...أنت لك قلب جميل و صافي ، لا تتركي العلاقات تؤثر عليك ."
أنت تقرأ
The Magical Book |الكتاب السحري
Fantasíaبعد البدايات تأتي دائما النهايات . بعد العسر يأتي دائما اليسر . و بعد الصبر يأتي دائما الأجر . و بعد المشقة تأتي دائما الراحة . و بعد الحلم يأتي دائما الإستيقاظ . كلنا نطمح لكي نعيش شيئا خياليا ، مثلا بعد قراءتنا لكتاب أليس في بلاد العجائب نريد أن ن...