قد وجِدَ طفلٌ افقدتهُ الحياةْ عُذريات النفس اكثرُ من غيرهِ حتى زخرفت على قلبهِ حروفًا لن ينسى وقعها فقد ولِدَ(ايليان) الذي سمته جدته و كان الابن البكر في عالمٍ موحش تتنازع فيه الآلهة و البشر و المخلوقات لكن رغم ذلك كانت الفرحة على اوجه الاهل حتى تكاد تتشقق الوجنات من فرحة القلوب فأخذ الاب مُتباهيًا بمولوده وأخذت الام داعيًة له بحُسنِ العَيش لكن.....
لم يدرك احدٌ بأن الماضي لن يموت بل سيولد شكل ثأر جديد
فبعدَ ليالٍ طوال ادركها السهر مع الطفل في المهد حتى اخذ التعب مأخذ من الاهل و ادركا بانهما مازالا عاجزين على امورٍ كهذه فقررا الطلب من جدة الطفل العيش معهما لتهتم بالرضيع
بعد ان مرت ايامٌ وليالٍ على ايليان وهو في احضان جدته بلغ ايليان عدة اعوام لتأتي امه مستبشرةً الى الجدة
جواهر:اماه لقد أيقنت بحملي ليلة امسٍ بمولود يؤاخي ايليان
فأخذت امها مبتسمةً فرحة لهذا الخبر فنظرت الى ساحة البيت لترى ايليان وهو يلعب لتختفي البسمة تدريجيًا عن محياها لتقول متسائلةً متعجبة :
اترزقين بطفلٍ اخر و عجزتي عن ادخال الاول الى قلبكِ و تحمل مسؤلياته؟
فأجابت (جواهر) متعجبة من قول الام: اتقولين هذا وانت تتسائلين ايضا فكيف لي ان لا احب شخصٌ زُرِعَ فيَّ لاشهر ومن دمي وانما انا لاهية عنه ليس بأكثر لكن تيقني بأني سأهتم بهما كلاهما من الان
فاجابت امها:الام ليست بحمل الشهور ولا بسيل الدم في العروق و انما الام برائحة الليل في احضانها عندما تخلط باحضان ابنها فأحتضني كلا ابنيكِ من الان ربما يأتي يومٌ في هذه الدنيا الصعيبة لا يعودون لكِ فنحن البشر لا نتعض من تجارب الذين قبلنا حتى نطعن بنفس الطعنات أفنسيتي قصة الإله الابيض و ابناءه
فوقفت (جواهر) متعجبة من قول الام وقالت: هيا يا اماه انها اسطورةٌ ليس الا اتصدقين بهذا الكلام
الجدة: يا ابنتي ان الالهة موجودة لا تدعي اناس قارتنا
يخدعونك بأقوالهم فاهل القارات الاخرى تعتمد على هذه الالهجواهر : يا اماه ان قدومكِ من قارةٌ اخرى يجعل الاساطير تختلف من مكانٍ لمكان لكن انظري الى الجانب الايجابي التقيتي بأبي هنا في هذه القارة و تزوجتما دون حاجتكِ الى الهة تلك القارات
فأخذت (جواهر) مقبلةً على زوجها لتبشره و يراودها الخوف من قول امها
و قالت لنفسها: اظن انني يجب ان اخذ الامور بجدية من الان و ان اهتم بمولودي الجديد و الا اهمل ايليانومرت ايام و الاشهر الى ان اصبح هذا الخوف مجرد ذكرى منسية لتلد الام بنتًا فاخذت نفس الفرحة تتراود على وجوه الاهل فاخذوا بالاحتفال و الفرحة بالمولود فاصبح لـ(ايليان) شقيقةٌ
