[خيال | Fantasy ]

2

وكما هي عادتي.. من العمل إلى الشاطئ.. لكن ميكاسا لم تظهر مجدداً.. استمريت على هذا الحال لمدة شهر لتظهر مرة أخرى يوم اكتمال البدر.. يبدو أنها لا تأتي إلى الشاطئ إلا في هذا اليوم.. لكن.. كيف تعرف أنه هو؟! (شكلها كده ماشية بالتقويم الهجري) ولماذا هذا اليوم بالتحديد؟!

ما أن رأيتها حتى اتجهتُ إليها.. كانت لا تزال بالفستان الأبيض وسترتي فوقه..

"بالتأكيد أنت هنا لتأخذ سترتك.."

"كلا... لكن.. أين كنتِ كل هذه المدة؟!"

"لا أعلم..."
ماذا تعني بلا أعلم؟! كيف لا تعلم أين كانت؟!

"لماذا تأتين إلى الشاطئ في يوم اكتمال البدر فقط؟!"

"لأنني كنت هنا في نفس الوقت.. في المرة الأخيرة.."
المرة الأخيرة؟!
لماذا تتحدث دائماً بينما تنظر إلى الشاطئ؟!

"هل نذهب لنتناول شيئاً ونتحدث؟!"

"كلا.. لا أريد... لا زلت أشعر بالشبع منذ تلك المرة..."

ماذا؟! كيف؟! لقد مرَّ شهر بالفعل!
"هل يمكن أن نتحدث هنا إذاً؟!"

"أنت تتحدث بالفعل..."

"أعني.. أنني أريد أن أعرف بعض الأشياء عنك.."

"لماذا؟!"

"ليس هناك سبب.. فقط لأنك أثرتِ فضولي..."

"وأنا فضولي دفعني لرؤية البحر... لكن.. لم أكن أعلم أن هذا سيحدث..."

"ما الذي حدث؟!"

"ليس من الجيد أن تعرف كل شيء..."
ربما هذه أكثر إنسانة غامضة رأيتها في حياتي..

"كم عمركِ إذاً..."

"آخر مرة احتفلت بعيد ميلادي كنت في الثامنة عشر.."

"ومتى كانت آخر مرة؟!"

"أريد العودة إلى المنزل..."

"ألم تخبريني سابقاً بأنه قريب؟"

"لا أعلم..."

"كيف لا تعلمين..؟!"

"لا يمكنني أن أعرف هل هو قريب أم لا... لكن كل ما أعرفه.. أنني كنت أسمع صوت البحر من داخله..."

"وكيف ستعودين؟!"

"أنتظره حتى يأتي ليأخذني..."

"من هو؟!..."

نظرَت إليَّ وقالت "لن تعرفه إن أخبرتك.. لذا لن أفعل..."
قالت هذا ثم جلسَت على الأرض..

"الجو بارد.. والموج يرتطم بك.."

"أخبرتك أنني معتادة على البرد..."

"لكن..."

لم أكمل جملتي لتقول "اذهب إلى المنزل... لا أريد أي أحد.. أريد فقط أن أراقب البدر..... وأنتظر...."