" لمسى دورك! "•19•

19 3 0
                                    


واضعة يدي على صدري الذي يُعتصر و أحاول أن أتوقف عن البكاء،
لا أستطيع، لا بأس، عيناي تؤلماني، لا بأس بذلك أيضاً، لماذا لا تحاولين أيقافي، ليس لدي سبب لأيقافكِ... بالأضافة إلى أنكِ تستحقين هذا تستحقين هذا الألم، لماذا؟، لأنكِ أنتِ من تسبب به لنفسكِ، ألم تري ما حدث؟!، بلى رأيته... ربما أنتِ إلتي لم ترى، ماذا تقولين؟!، أنتِ من كان متشبثاً كل تلك السنوات... أنتِ مَن كنتِ ترسمين و تخططين للحظة المثالية لمعرفتكِ الحقيقة متغافلة عن الثمن... لويزا كلانا نعرف أن الحقيقة مؤلمة و مع ذلك أنتِ من تشوق لها و الآن تشتكين منها ، لقد كسرت قلبي، لا بأس بذلك أيضاً ليس لديكِ وقتٌ طويل لتتألمي على أي حال ، أنتِ محقة ليس لدي وقت، أنظري حولكِ خذي نظرة أخيرة و أستسلمي،

رفعتُ رأسي و نظرتُ أمامي، من أعلى الجبل من فوق المنحدر، الحطام المدفون تحت الرمال، الصحراء إلتي أعتادت أن تكون مدينة، الشمس خلفي و السماء العصر فوقي،

كم أتمنى أن أرى غروب الشمس مرة واحدة بعد مرة أخيرة، لا أعتقد أن هذا ممكن،
شعرتُ بالألم وهو ينتشر في أحشائي، شيء ملئ فمي ، و بدأ يسيل منه، مددتُ أصابعي لأعرف ما هذا، أنهُ السائل الأحمر المسمى بالدم، عدتُ بظهري إلى الوراء و تمددتُ على الأرض، أخذتُ شهقياً و زفرتهُ، ثم مددتُ يدي في جيب سترتي، أخرجتهُ و وضعتهُ تحت ذقني، أصبعي على الزناد،
كل ما عليّ فعله هو أن أضغط ،

انتظري! اغلقي عينيكِ أولاً، أغلقتُ عيني فنزلت قطرة ماءاً من عيني لتمر بحانب وجهي و تستقر على تراب الأرض،

تستطيعين فعل ذلك، فقط فكري بأنكِ ستؤذين من تحبين لو تحولتي، مينهو، أجل مينهو، أمي!، و أمكِ أيضاً، أحبه و أحبها...أسامحها أتمنى أن تسامحني،
ستفعل،

عدتُ للغرفة السوداء مجدداً، لا شيء لأنظر إليه، لا شيء لأسمعه، ها أنا ذا، في المنزل مجدداً، جاء نحوي راكضاً
ثم جرني خلفه ، و تابع الركض، إلى أن توقف في الحديقة وسط العشب الأخضر،
ثم قال لي وهو يبتسم:
" لقد كبرتي" قلتُ و أنا أمرر يدي في شعره بخفة:
" من دونك"
دفع يدي و قال ضاحكاً:
" لويزا الغبيا"
وضعتُ يدي على كتفه و قلتُ و أنا أحاول أن أبتسم: " توقف عن تغير حروف الكلمات للتمشى مع قوافيك ايها المزعج"

نظر إلي نظرة سخرية و قال: " هذه طرق لا يعرفها إلا العظماء لذلك أصمتي و أستمعي إلى هذه"

قلتُ قبل أن أجهش في البكاء:
" لا أريد أن أسمع قصائدك الفارغة"
قال وهو يبعد يدي عن كتفه و ينظر إلى كفها:
" لا بأس، سيكون لنا وقت لذلك"
" لقد أستبدلتك! " صحتُ في وجهه فقال وهو يضع يديه على كتفي: " أعلم و لا بأس في ذلك"

نظرتُ إليه فقال : " نحن بخير الآن، نحن في رأسك، لن نحتاج أي شيء أو أي أحد، لنلعب فقط"

مسحتُ دموعي و قلتُ: " ماذا تريد أن تلعب؟ "
لمس كتفي و قال قبل أن يفر هارباً : " لمسى دورك! "

.النهاية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة فن النجاة في ارض العجائب 🎉
فن النجاة في ارض العجائبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن