الفصل الثاني

2.4K 96 8
                                    

لا تعشق عيني فقلبي منزل للهموم
لا تخطو الي منزلي
فطريقي قاسي مليئ بالاشواك
لا تعطني قلبك البرئ
لا تبتسمي ..لا تتكلمي عن اسرار قلبك
اذا لم استطع الوصول اليك
فلا اقدر ان اسمح لك ان تحبني
فانتِ لا تعلمي شئ عن ألم القلب
انا اتكلم مع ألم قلبي
دعيني وحدي الوحده حياتي ماذا تريدين مني ؟
سوف تري عيني ممتلئه بالدموع يا حبيب الروح ....
لم استطع حمايه حبنا يا سيده القلب!
بل مازلت عاشقه لك رغم انف الذئاب يا حبيبي الروح
-----------
اصابع تطرق برتيبه مستمره لا تتوقف عن الطرق بهذه النغمه التي لا يعلمها أحد من الجالسين امامها يتبعها ثلاث طرقات من القلم الذي تمسكه بيديها ....ليتوقف بثبات امام هذا الشخص امامها ترفع عينها بثبات و حزم تبادله نظرته الحادة التي يرمقها بها هل كان يظن بأنها أحد الفرائس السهلة امامه ... تميل برأسها وهي تنفض شعرها عن عنقها بقوه قبل ان تقف بحده دافعه كرسيها بعيداً عنها بخطوات ثابته بدأ صوتها يرتفع بعصبيه تحاول السيطره عليها
( كان المفروض تسأل انا مين و مرات مين قبل ما تيجي و تقعد قدامي ... انا برضو سمعتي سابقه في السوق و اكيد سمعت انت مش اطرش ... كل خطوه دخلت بيها هنا المكان ده كان عداد بيعد كل لحظه في عمرك من ساعه ما اتولد لغايه ما قعدت قدامي هنا .... اتفضل برااا قبل ما اتطردك يا استاذ رائف )
لتنهي كلامها بابتسامه بارده لقد اتقنتها طوال هذه الاشهر التي استطاعت ان تعلم و تتقن و تعلن للجميع من هي !
ليعلن استماعه لكلامها الحاد بتمرد يقف قبالتها و هو يواجهها
( صدقيني هتندمي يا تولاي هتندمي أشد الندم علي كل كلمه قولتيها دلوقتي ... هعلن عليكي جحيمي )
لتبتسم بأستخفاف لقد تعلمت الكثير من قبل و ها هي تعلن استجابتها للتعليم
( انا متعلماه من و انا عيله ١٠ سنين و بما كبرت عرفته من باشا علمهولي علشان اواجهه الاشكال الا زيك فانت متعلم من استاذك ... صدقني مش هبخل عليك في الرد من غير سلام براااا حالا )
تضغط علي اسنانها بقوة عينها اصبحت مثل البراكين وهي تقف امام الزجاج تعلن انتهاء مقابلتها معه لتلوح له بابتسامه ثلجيه و هو مثل النار المشتعله قبل ان يركب سيارته
لقد أرقهت اليوم بطلبه السخيف هذا هل كان يفكر انها سوف تقبل بهذه الصفقة التي يتأمر بها ضدها و يطلب منها المشاركه الجميع ينتظر الفرصه التي يستطيع ان يهنش فيها لكي تقع و لكنها لن تنولهم هذا .....تدور في المكتب بلا هوادة الي ان توقفت و هي تبتسم ابتسامه اخري تحمل كل المشاعر تعلم انه فخور بها الان تتخيل ابتسامته لها قبل ان يحتضنها بين قلبه و يحميها من العالم
لقد مرت الشهور بها ببطئ للغايه ...خسرت بها كل شئ خسرت ابيها و مروان ثم حبيب الروح لم تتعافي من اي جرح حتي تخسر طفلها التي كانت تتمسك به بكل قوتها ... لقد خسرته وهي تصرخ بوجع ....خسرته يوجع القلب قبل وجع الجسد ... خسرت جنينها الذي كان ينمو في رحمها رغم كل شئ متمسك بها لقد تركها هو الأخر فعن اي جحيم تتحدث و انت لم تعلم ما عشته يالسخريه يديها ترتعش علي بطنها لقد خسرت كل شئ !!!
( محستش بأمي و مقدرتش أكون أم ... جاي تقولي جحيم انا مولودة بيه بيجذب اي حد تجاهي ... حملتني مسئوليه كبيرة اوي بحاول اتعافي منها )
لتغمض عينها بسلام لعلها تجد سلامها في واقعها حقيقتا كما تجده في احلامها!
كانت تنتفض بقوه تركت لجسمها الحرية لكي يطلق سراحه اخيرا لقد تحكمت به كثيرا لم تترك الحرية لاي شئ في حياتها طالما كانت هي المسئوله عن كل شئ في حياتها ... تجري هنا و هناك بفستان احمر كانت تلهث و صدرها يعلو بقوه كانت في غابه... غابه عميقه للغايه وهي بكل سهوله سقطت من حافه الهاوية لاغيه كل عقلها لتنتفض سريعا وهي تفتح عينيها بقوة صارخه بأسمه ...طالما فاقت صارخه باسمه .... اذا لم ينطقه لسانها .. قلبها ينطقه .. جسدها ينطقه ...انه هو دائما
ارسلان العمري
لتنتفض بقوة وهي تستمع الي صوت فتح ابواب المكتب جعلتها تخرج من عالمها الخاص لتهتف بتعب اعصاب وهي لم تقوي علي الوقوف
( في ايه يا عمرو حد يدخل كده !!)
يرمقها بنظرات متفحصه لحالتها التي تبدو مرهقه لم يكن يتوقع ان تفعل كل هذا برائف المسيري جعلته يبدو كالجنون و هو يتحرك من الشركه كالبركان كيف فعلت هذا و هي لم تقوي علي الوقوف
( مكنتش اعرف انك سرحانه ... لقيتك اتصلتي بيا قبل مندا رائف يجي قولت اجيلك بعد ما يمشي معرفش خرج ازاي كده ... شكلك بهدلتيه ؟!)
تنظر له بقوة وهي تتذكر ما حدث لتقف منفعله وهي تخبط قدمها بالمكتب
( البني ادم ده ميدخلش الشركه لاي سبب من الاسباب من الاحسن تبعدني عنه ... بيستخف بيا فاكرني عيله صغيرع مولودة بمعلقه دهب ... انا مبتهددش يا عمرو و انت اكثر واحد عارف ابعده عني )
لتدلك عنقها بارهاق وهي تميل برأسها بوجع
( كنت عايزه اقولك انا قررت خلاص و كلامي مفيهوش رجعه)
لتدور عينيه في الغرفه وهو يهتف باستغراب من حالتها التي اصبحت غريبه الاطوار بل يظن انها اقوي... الحديث بينهم اصبح افضل بقليل من الذي مضي ...لم يتحدثوا لمده اربع شهور لم يحاول الاحتكاك بها لكي لا يؤذيها بالكلام يكفي من نالته من خالته لم يكن احد يقف بجانبها الا مراد و هنا و ميري والدته !
لتنظر الي صورة ارسلان التي اصبحت الي جانبها دائما في اي مكان تذهب له تتحدث و الدموع تسبقها قبل الحروف
( هعلن عن فرحك انت و هنا و جوان و مراد لو حبوا يعملوه معاكم مفيش مشكله ...ارسلان كان مقرر بعد ما نرجع هيعمله ب .........)
لم تستطع ان تكمل حديثها وهي تسحب حقيبتها تحاول ان تداري دموعها التي انهارت وهي تسحب نظارتها الشمسيه بعصبية
( هيبقي الاسبوع الجاي بلغ هنا علشان تجهز ... خلي ندي تلغيلي كل المواعيد مش هكمل )
في اقل من ثانيه كانت تخرج من الشركه تدور بسيارتها بعنف و هو يقف يراقيها بتخابط افكار و احاسيس لا يستطيع ان يصفو لها كاملا ... لكن يبدو انهم كانو خطأ ... انها تعشق ارسلان العمري !!
اصبح لا يفارقها في وجوده او غيابه تصبح كالذئب امام الغريب لكن عندما تنفرد بذاتها و تنفرد بذئبها الفريد تصبح قائدته انه العشق يفعل المستحيل بهم لقد تحول حال ارسلان عندما تلقي نظره منها .... لقد اتته الاذمه خوفا عليها !
يبدو انه سوف يتحدث مع هنا بعد اخر مشاده بينهم بسبب تولاي انها المعركة سوف تبدا
-----------------
تتمسك بحافه سريرها بقوة وهي تحاوبدل الوقوف بكل قوتها لكن يبدو ان مازل قلبها لم يقوي علي الوقوف و التحامل علي الاقل تحاول من أجل راحه امها التي تستمع الي بكاءها كل ليله بجوار غرفه ارسلان و مروان ليلا
لقد خسرت ابنيها و لكنها تصبر و تدعي بعد بكاء تعلم انه ليس بيدها فعل شئ ... انه نصيبها ان تخسر و ولديها و لكن تعترض لكنها تقف امام تولاي بقوة تري انها السبب في كل شئ ... كيف هذا التقيض لا تعلم ما الذي يدور في رأس امها !
لتبكي بقوة وهي تمسك هاتفها تكتب رساله طويلة للغايه لمراد تشكو له كل الذي يدور في قلبها و عقلها ككل يوم لكن يتنهي بها الحال في الممحاه ... لم تتوقف اصابعها عن مسح الرسالة ككل يوم ...ليس لديها القدرة لكي تشكو له حقيقة
لتبتسم ككل يوم و هي تستقبل رسالتها التي تبثها حنان و اشتياق له هذا الغوريلا التي لم تقوي علي فراقه الذي يتعمده تجاها .. لكن هذا يختلف تماما عن الرسالة التي يبثها به اشتياقه في جملة فقط لا غير
( أشتقت لكِ .... لا تحزني انا بجانبك دائما )
جميلة فقط لا تتعدي ال السبع كلمات لكنها كالحضن و الحنان لها كل يوم لتعقد حاجبيها وهي تراه يكتب مره اخري يبدو انه يوجد شئ
( الفرح الاسبوع الجاي و ده قرار تولاي بفرح عمرو و هنا و انا قررت هعمل فرحي بعدهم باسبوع و إياك يا جوان...إياك تكلمي تولاي و تغلطي لان المرادي هتزعلي مني )
انه يهددها .... من أجل تولاي الذي لم يكن يطيق التواجد معها في ذات المكان هل تسحر للجميع لكي يحنو عليها !!! لتلقي بهاتفها بعصبيه وهي تنادي علي امها تراقف تعابير وجهها و هي تخبرها لتجدها تبتسم بحنان موجوع
( ارسلان كان مقرر كده ... حبيبي كان بيفكر فيكم طول الوقت ... تولاي مغلطتش ... هي الا ربنا يتولاها كل يوم هو مش موجود فيه معانا ... انا كمان قررت انا مش هتدخل في اي حاجه تخص تولاي تاني ربنا يصبرنا علي فراقه ديه قدره ربنا حرمني من عيالي ... هي فقدت كل حاجه زينا و يمكن اكثر ...اهدي عليها يا جوان هي ملهاش ذنب )
لتهتف بذهول وهي تقترب منها بهدوء
(حتي انتي يا ماما شايفه اني غلطانه !)
لتؤمي بجدية وهي تنظر لها بعتاب
(انتي غلطانه يا جوان من زمان بس محدش وقفلك .... غلطانه من اول معاملتك لمراد حذرتك كذا مره هيزهق و يبعد ... تولاي الا قلبتي عليها اول ما اتجوزت ارسلان ...لو فكرتي هتلاقيها خسرت مروان و ابوها و ارسلان و ابنها مبقلهاش غير اختها ... لكن انتي الا عملتي في نفسك كل الا بيحصلك ده من اول الزفت الا دخل حياتنا لغايه قعدتك ديه ... اقعدي و راجعي نفسك قبل ما يفوت الاوان و تخسري مراد و ساعتها هتتعبي و تعيطي و مفيش حاجه هترجعه )
لترفع كل منهم مقلتيها قبل ان تستمع اذنهم الي طرق الحذاء بخطوات ثابته  ...نحيف حاد كصاحبته .... صوت حذاءها يوحي بالثبات لكنها ترتعش داخلياً انه يثير بها الخوف و الفقدان في ذات الوقت ... ترفع عينيها بجمود وهي تلتقي بها نعم تتذكر جيدا هذه العينين في هذا اليوم .... سوف يظل خالد في ذاكرتها مدي الحياة
هذا المكان القصر تحول في ليله و ضحاها الي عزاء ...عزاء ضخم للغايه انه ليس لاي شخص !!
انه عزاء حبيي الروح هل يكذبوا !
تنظر حولها بتوهان انها الان فاقده كل شئ الا هذا الذي في رحمها تتمسك ببطنها بوهن ...كل منهم يحاول التمسك بالأخر ... لم تكن تعلم بانها ستفقده هو ايضاً ...تسندها هنا ببكاء هي الاخري تحاول التمسك بها كي لا تسقط ...بالتاكيد.ان هذا كله كابوس فقط !
كابوس طويل ..خانق للانفاس ...قاتل للقلب ...مميت للروح
لتحاول ان تستمع الي هذا الحديث الذي صاحبه ايدي تهزها  بعنف ...صراخ يتعالي و بكاء هستيري من كلاها
( اطلعي برااا ...انتِ السبب في كل الا حصل ...اخذتي مني عيالي واحد ورا التاني ماتوا بسببك ....راحوا من حضني بسببك ... انتي السبب من ساعه ما دخلتي حياتنا و الشركه و خلتيهم يقلبوا علي بعض .... خليتي كل واحد مش طايق التاني و بيتمني موته ... خليتي ارسلان يرمينا كلنا علشانك انتِ لغايه ما راح هو كمان ... كبيري ضاع مني للمره الثانيه و حبيبي راح مني ...حسبي الله فيكي يا بنت رشوان اطلعي براااااا)
ليصمت الصراخ قبل ان تتلقاها ميري و هنا التي كانت تحاول الدفاع عنها بعدما تجمهر الجميع علي الصراخ تسقط مغمي عليها لا حول ولا قوة ... و هذا الذي يحاول بالتشبث بالحياة
لتفيق من هذا اليوم لم تغفل عنه و لن تغفل !
لتتمسك بحقيبتها بعنف وهي تحاول جاهدة التكلم بدون دموع لكن لقلبها رأي اخر تتحدث بنبره حادة
( مساء الخير .... انا جيت ألم حاجتي علشان هرجع بيتي بس اكيد هحضر فرح جوان و هنا الا هيعوزي هيلاقيني في البيت .... اكيد مراد قالك و كلامي مفيهوش رجعه ...انا مبحبش ضعف البنات ده انتي جوان العمري اخت ارسلان عارفه يعني ايه ... ارفعي راسك طول عمرك ..اياك حد يكسرك و لو بكلمة ...انتِ فيكي قوة  تحافظي علي نفسك ... اخر حاجه قبل ما امشي ربنا يعلم اني عمري ما قررت اني أذي اي حد ...انا اضعف من اني اقتل صرصار علشان اخطط و اخطف منك اخوكي او ابنكم ...... انا مش وحشه!)
تتجهه تجاه هذا السلم تتلمس يديه كانه يتمسك به لتخفي دموعها عنهم و لكن حشرجه صوتها تفضحها لتسيطر عليها نبره الحنين
(ارسلان عمره ما كان اي حد ...ارسلان حبيب الروح و القلب ....ارسلان الوطن ... مقدرش اني ابعد عنه عايشة ميته ... ارسلان الوطن وهل يبتعد القلب عن وطنه !)
تتبادل النظرات نور و جوان قبل اخر جمله حتي تشهق نور ببكاء انه ....نفس ذات الجمله بنفس النبره ...انهم كالروح الواحدة ...انهم وطن و ملجأ لبعضهم ..تعلم ان ابنها له علاقات كثيره حتي انها كانت ترفض ارتباطه بها لعدم ايذاءها لكنها لم تستطيع تفهم رغبته بها هي بالذات دوناً عن الجميع انه سحر ... كالساحرة ألقت عليه سحر بعشقها و الذوبان بها كفنجان قهوة ساخن يذوب به مع نظره من ضئ القمر تكفيها وحدها هي سيدة القمر !!
ترتعش يديها وهي تبكي بعنف قبل ان تفتح الباب لتسقط علي هذه الارض ليس لها ملجأ الان الا لهذا المكان عندما كانت بين احضانه عندما حاولت الابتعاد و الهرب ...رائحته مازالت في الغرفه كأن عطره يتلذذ بتعذيبها و يتحداها ... ملابسه كما هي تشعر انه الان سوف يخرج من الحمام و حبيبات المياة تتساقط عليه كأجمل صباح بالنسبه لها ابتسامه منه تخصها كأنه يحتضنها بنظراته
لتقف بوهن وهي تلم اغراضها و صورهم عطره بنفثاته  التي تفرض سيطرتها علي انفها .... تخرج من غرفتها قبل ان تقع عينيها علي هذه ...انها سلسالها التي كان يحتفظ بها و يرتدي مثلها في عنقه اسفل قميصه !
انهم متطابقتين لتحتضنها الي قلبها و هي تعلن استسلامها لليوم لكم هذه الذكريات التي تهاجم عقلها لتصرخ بعنف
( يارب لو عايش دلني له ...يارب لو عايش اديني اشاره ... لو مات خدني له ... ارحمني من العذاب يارب .... انا مش حمل كل ده مش حمل بعدي عنه ...ياريتي ما ضيعت كل الوقت ده و انا بعيدة عنه ... وحشتني يا حبيب الروح )
بعد مرور قليل من الوقت لم يطول كانت تضع حقيبتها في حقيبه سيارتها قبل ان تلقي نظره اخيره علي القصر انه يحمل الحزن و الفرحه في جدرانه ... كانت هنا تتالم وهي الي جانبه ...كل منهم كان يتالم و يتهرب من الاخر كي لا يضعف .....لكن بيتها هو ملجأها
____________
لقد قررت اخيرا ان تتجرأ و تتصل به بعد زياره تولاي لقد اوجعتها و ارهقت ثلاثتهم نفسيا هذه اول مواجهه بينهم بعد هذا اليوم ... طوال هذه الاشهر كانت تراقبهم من بعيد كارسلان لا تحاول الاحتكاك بهم لكن اليوم لقد احيت جميع الذكريات ... تعلم ان تولاي ساعدتها قبل ان تعرف انها من ال عمري ..... لكن كل شئ حدث لها حملته لارسلان و لها لانها جعلته ينشغل عنهم .... كان معها عندما اختطفت و ماتت حيه !!
لم يلحقها بسببها .... حملتها ذنب لم يكن لها و يبدو انه قد فات الاوان لكل هذا لتنتفض وهي تستمع الي صوته بقلق
( جوان في حاجه ... انتي فين !)
لترد بتوتر وهي  تفرك يديها بعنف
( انا كويسه متقلقش ... انا قولت اقولك)
لم يكن لديها القوة ان تهتف لكن صوت تولاي كأنه مازال يرن في جدران المنزل بقوة رغم صاحبته كانت واهنه
(انا موافقة و جاهزة اني ابقي مراتك يا مراد )
لتتسع عينيه بصدمة و يخفق قلبه بقوة كأن كلامها كان كالماء التي تطفئ نيران الغضب التي كانت بداخله من ناحيتها لتصرفاتها .... كأنها محت كل هذا ليهتف بجدية رغم الابتسامه التي شقت وجهه
(انتي متاكدة و لا هتيجي بكره تغيري رأيك ؟!)
لترفع حاجبيها بتحدي لقد اشعلت بها القوة من جديد و التحدي نعم يبدو انها يجب ان تحاول الوقوف مع نفسعدها من جديد قبل ان تخاول الوقوف علي قدمها
( جوان العمري مبترجعش في كلمه قالتها )
نعم يتذكر جيدا عندما كانت صغيره تتشبث بظهره كي يدور بها لقد همست له بطفوليه مرحه
( انا هتجوزك يا غوريلا علشان تلف بيا عالطول ... هفضل خفيفه علشان تشيلني اوعي تتجوز حد غيري )
كان كالوشم محفور داخل قلبه هذه الكلمات التي كانت تدق ناقوس الخطر جعلته يبتعد لفتره كي لا يؤذيها تدو ها هي تنفذ كلامها ...ابتسامه اعجاب عادت تشق وجهه من عودة بدايه قوتها
--------------
تنتظر المصعد لكي يفتح مصرعيه ترتعش بقوة كأول مره تدخل الي هذا البيت ..تشعر بيديه تتمسك بها قلبها كان يتلذذ بهذه اللمسه تشعر بالنيران تغمرها من جديد لكنها نيران الفقدان لتدخل وهي تجر حقيبتها تفتح الانوار ليتها لم تفتحها لقد فتحت علي نفسها ابواب الجحيم ..ابواب تحرق قلبها و روحها
تتذكر همسه صوته المبحوح بكلمات جعلتها تحلق في سماء عشقه
(اخترت كل ركن و كل قطعه بنفسي ...كل حاجه هنا الا جايبها بنفسي و مشرف عليها مفيش حد رجله هنا ...كنت متاكد ان محدش هيدخلها غير الا تقدر انها تروض الذئب  ...الفريسه الا قدرت تغير كل حاجه ... كل قطعه هنا منقيها و كأنها كانت ليكي انتي بتعبر عن كل حاجه الاسود ده الذئب قبليكي ....الابيض ده النقاء الا دخل حياته لما الفريسه دخلت ....القهوه ده شعرك يا سيدتي ....شعرك الذي اغرمت به ...انتِ موجوده في كل حاجه يا تولاي ...اقدر اقول انك قدرتي تقتحمي عالم الباشا بكل سهوله و انا ..موافق   )
لم يترك لها الفرصه للنظر ...لم يترك لها فرصه الحديث ...يريد ان يغتنم كل لحظه من الان ....كل نظره لها ...كل لمسه ...يريدها الي جانبه وها هو حان الوقت لقد اصبحت ملكه و لن تستطيع ان تبتعد مره اخري ليس حقها و ليس حق اي شخص ...خلال ثواني كانت تشهق وهي تجد نفسها لا تلمس الارض لتتشبث بعنقه وهي تراقب نظراته التي تلتهمها لتهمس بخفوت
(اعقل يا ارسلان و تعال بس نتكلم ...)
لينظر لها بشوق وهو يتمسك بها بحنين هاتفا
(خلاص فقدت عقلي يا سيدتي ....ارسلان خارج نطاق الخدمه  يا سيده القلب )
لتغمض عينيها وهي تسمح له بان يقتحم عالمها كما هي غزت عالمه بموافقته ....لقد حان وقت نسيان العالم ليغمض عينيه وهو يقبلها بشوق سنين طويله للغاية ....منذ وقت مر عليه تعذب به ....كأنه كان يعرفها منذ صغره و عادت الي قلبه مره اخري
ليبتعد عنها وهو يلهث بقوه هامسا
(بأحبك يا تولاي ....بحبك يا سيده القلب )
هذا البيت كالموج الذي يطبطب علي صاحبه و يحتضنه و كالجحيم الذي يحرقها بين نيرانه .... يحرقها بين نيران القسوة انها دائما تولاي بنت رشوان التي تحترق في عشق ارسلان العمري
نيران طالتها رغم كل شئ ...نيران كانت تحمي نفسها منذ الصغر من نيران الحب لتقع في غرام ذئب لتصبح قائدته
#شهد زاهي

قائدة الذئاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن