الفصل الثاني عشر

3.2K 107 36
                                    

الفصل الثاني عشر
حاولت كثيراً
لم تفهم حبي لك
منحتك قيمة كبيرة لكنك سحقتني انا و قلبي
لن أسامحك
انت من انهيتني اولا
لقد أحرقت كل شئ و لن اعود لك
لا أستطيع أن أكرهك لكني لن أسامحك
أبكيتني كثيراً
لا أستطيع أن اكرهك يا أرسلان
سحر يدور اصيب كل الموجودين  ... كالفرسه انتِ جامحه تسبقيني بعشقك بأميال و عند ملاقاتك اقع صريع عينيكِ مره اخري ...سباق لا ينتهي و الجائزه الفوز بقلبك يا سيدة القلب
لتنتحي الفرسه برأسها وترفع هي يديها تتحس علي جبهتها
حتي الفرسة انحنت من اجلها !!
انها قائدة الذئاب كيف لا تنتحني من اجلها الفرس كيف لم يشعر بحبها العنفوان الذي يسيطر علي جميع حواسك يجعلك طوع لنظره منها لينحني وهو يمسك يديها التي تتحسس شعر الفرسة لتهمس بأبتسامه صافيه
( اهلا بيكِ يا قمر  )
كانت مشهد يأسر العين حتي أنه أسر عين الذي يقف يراقبهم منذ أن وصل توقف علي هذا المشهد الذي جعل الجميع يهيم بهم لم ينقصه شئ هي تقف تتحسس الفرسة التي انحنت برأسها لها كأنها تفهم أنها تقف امام ساحرة سحرت الجميع هنا و هذا المنتصب الظهر الشامخ الذي متطي الفرسة بأصول كأنه فارس خلق لها و للساحرة لم يمر الكثير ثواني معددوده كان ينزل بخفة من أعلاها حتي توقف عندها يتفحصها بيديه قبل عينيه من سلامتها لسانه لم يتوقف وهو يهتف بقلق ظهرت في نبرة صوته العصبية و هو يتأكد بعينيه
( انتِ أزاي ترمي نفسك قصادها كده ؟؟ .... علشان ايه كنتي هتموتي نفسك يا تولاي قدام الفرسة !!!)
لتدور بعين لم تفقد هذه الشعلة التي أضاءتها للحياة من جديد و تأكد ان تولاي لم تمت !!
صوتها الذي خرج بحشرجه عصبية وهي تتمتم قائلة
( علشان الا انت كنت بتعمله انت و الست الحلوة إلا كنت بتكلمها و بتضحكلك بقلب عرفت كنت هموت ليه نفسي يا باشا ... علشان اشوف هتخوني هنا كمان و لالا ؟!!)
كل من رأهم ظن انه كلام عاطفي يدور بينهم حتي قرر الأقتراب و إظهار نفسه
قاسم الدمنهوري
يعلو صوت والده و هو يهلل بوصوله مجرد أن لمحة يقترب تجاههم ليهتف بفرح
( ولدي أخيراً جيت )
ليجذب نظرهم الصوت العالي الذي علي من حولهم بعد حالة صمت متابعة لما يحدث لتنظر له بصدمة وهو يقترب تجاههم انه الطائر الذي كان موجود أثناء رحلتها من لندن إلي هنا !!
هل هو أبن عمها حقاً ؟
ليظهر صوتها خفيض مصدوم أستطاع سماعه بوضوح
( قاسم ابن عمي  )
لينظر لها بسرعة وهو يرفع حاجبه وهو يتمتم بحدة
( قاسم ابن عمك و ده عرفتيه امتي ؟؟)
لم تستطع أن تجيبه و هو يقترب منهم بشموخ لقد تغيرت نظرته عن أخر مرة قابلته بها كان مرح لكن الأن عقدة عينيه بحدة وهو يتأملها في وقفتها هي و أرسلان الذي تمسك بيديها بقوة يرفض أفلاتها من يديه ليتوقف أمامهم أخيرا و عمها ليهتف عمها بفخر
( ولدي قاسم الدمنهوري يا تولاي يا بتي اول مرة تشوفيه طيار قد الدنيا ... قاسم ده جوز بت عمك الباشا ارسلان العمري )
ليمد قاسم يديه ببرود وهو يسلم علي أرسلان الذي ينظر له نظرة ثاقبه لم تفهمها تولاي كان الأخر  ينظر لها متفحصاً تبدو أحسن من أخر مرة رأها كانت منهارة هشه لكنها الأن تبدو كأنها كمن عاد للحياة بعد أنهيار ليهتف بجدية أخيراً
( أتقابلت انا و تولاي قبل كده يا حج ...لكن انا و الباشا ديه اول مره )
لتزيح بعينيها بتوتر وهي تشعر به يشدد علي يديها مع كل حرف ينطقه قاسم و كانت الأقوي عندما نطق أسمها
( أهلا يا قاسم .... قابلته لما كنت راجعه من لندن يا عمي كان هو الطيار بتاع رحلتي )
لينظر لها عمها بجدية  و هو يشير إلي أرسلان هاتفا
( وهو جوزك كان فين لما رجعتي لوحدك ؟؟)
لتعض علي شفتيها بتوتر وهي تفلت يديها من أرسلان قائلة مغيرة الحوار الذي أخذ مجري ثاني لا تفضله ... لتتحرك مع عمها
( ارسلان كان عنده شغل مقدرش ينزل معايا .... هسيبكم علشان تقعدوا سوا بعد أذنك يا عمي )
لتجري من أمامه تهرب من نظرانه التي إذا تحدث ستكون تسب و تلعن هذا الواقف امامه بنظره تحدي له هو !!!
أرسلان العمري هذا القاسم تقابل مع زوجته دون علمه و تهرب منه الأن ليتمتم قائلا بجدية
( مقابلناش ليه تولاي قبل كده و ازاي محدش قالنا انها اتجوزت ؟؟)
لينظر له بحدة وهو يهتف بقوة يعرفه من يكون هو حتي يتسأل بهذه الأريحيه
( وانت مين علشان تتصل و تبلغك انها هتتجوز؟؟ ....وانتم محدش ظهر ليه لما كانت لوحدها و محتجاكم و عمك بيموت ... أفضل اني مشوفكش قريب منها ...مش هقولها تاني تولاي ملكية خاصه و الا كان ناوي ابوك يعمله أظن أنها متجوزه حاليا يعني مش ليك ... تولاي العمري ياريت تفهم الكلمة ديه علشان انا هدوءي أوحش من زعلي )
ليرفع قاسم حاجبه بحدة وهو يهتف بعصبية
( ديه بنت عمي الا ابوها حرم علي ابويا انه يتدخل في اي حاجه تخصهم وهي متصلتش ليه قالتنا علي الا فيهم !!! ...ولا احنا هنخمن مسمحلكش تتكلم علينا كده و انت غريب عننا مش فاهم حاجه ... ابويا نوي علي حاجه انا مكنتش موافق عليها من الأول مباخدش بنات الناس عافية مابالك ببنت عمي  يعني لحمي الا لما يسيبه الغريب انا هحمية ...تولاي تخصني حتي و إذا كانت مراتك )
ليقترب منه بنظرة خطر يعلم ما هي نهايته إذا لم يكف عن الحديث عنها أقترابه وهو يهتف بقسوة
( إياكَ إياكَ تنطق اسمها تاني حتي لو في سرك ... تولاي متخصكش بأي حاجه تنساها من تاريخك كأنك متعرفهاش من الأساس وجودها هنا غلط من الأول و دلوقتي لازم اصلحه)
يصمم الأخر علي حديثه وهو يصرخ بعصبية ضارباً بكل شئ تحطم من حوله برؤيه عينها الباكية بالتأكيد كانت بسبب المدعو أرسلان العمري ... عينيها سحرته كان يعلم أنها ابنه عمه تولاي احمد رشوان لقد بحث في سجل الركاب حتي يعلم أسمها ... طلب من ابيه ان يجعلها تأتي إلي البلد سريعاً حتي يعود و يراها و يعرض عليها الزواج لكن ليست بالطريقة التي نفذها والده من أجل ورثها لم يستطيع الأنتظار عندما تأكد من أنها هي حتي وجدها متزوجه ،وهذا زوجها يقف يهدده من أن ينطق اسمها حتي ستظل أبنه عمه غصب عنه
( الكلام ده عندك في القاهرة لكن هنا أنا ابن العمدة و مش هسيب بنت عمي الا كانت بتعيط طول الرحلة اكيد بسببك و كانت شبه ميته معاك !! ... مش هسيب بنت عمي تتحرك أنش واحد بدون موافقتها يا أرسلان العمري )
أنتهي من حديثه حتي بدأ الشجار بينهم بقوة و قد بدأه ارسلان وهو يلكمة بغل
( ده عند أمك يا روح امك )
-------------
تجلس أمام عمها في مكتبه تحاول أن تخرج منه حديث لما حدث في الماضي مما جعل أمها تتركها طوال هذا العمر لا تسأل عنها و لو مكالمة لا تتم دقيقه فقط تسمع صوت أنفاسها التي حرمت منها كما حُرمت من معرفة الحقيقة لتهتف برجاء
( بالله يا عمي قولي اي حاجه اقدر أسامح بيها ولو جزء من إلا حصل معاها علشان اقدر أدور عليها ...انا منغير ام و اب و اتحرمت منها طول حياتي لأسباب معرفهاش )
في حديثها تدخل زهرة بسرعة وهي تلهق من جريها لينتفض عمها بقلق وهو يهتف
( في ايه يا بت يا زهره ايه الدخلة ديه ؟؟)
لتولول وهي تضرب علي وجنتيها بقلق تصرخ قائلة
(إلحقينا يا هانم ...الباشا بيتخانق مع سي قاسم )
لتنتفض بذعر وهي تجري إلي الخارج بسرعة صارخه بقلق متمته
( ايه الا حصل ؟؟ .... قال ايه عصبه يخليه يتخانق معاه )
لتهز الأخري رأسها بلا علم وهي تجري معها إلي المكان التي تركتهم به و هربت من أمامه
( معرفش يا هانم زعقوا حبه و لقيتهم مسكوا في خناق بعض و الستات بتولول برة )
تتوقف أمامهم أخيرا كان ارسلان يضربه بغل فيحاول الأخر ردها لكن كان ينجح مرة من عشرة امام عصبية ارسلان التي عمت نظره لتصرخ بقوة وهي تلقي بنفسه امامه تحتضن يديه  حتي توقف كلا منهم لكن نظراتهم لم تتوقف )
( في ايه الا بيحصل هنا .... كفاية يا ارسلان بالله )
لينظر لها بجنون كما كانت صرخاته يهتف قائلاً
( مش هنقعد دقيقة واحدة هنا ...يلا علشان نمشي )
لتنظر له بصدمة لا تستوعب ما الذي حدث لكي يجن بهذه الطريقة ليعلو صوت من خلفها جعلها تدير رأسها تنظر له و هو يتنفس بعصبية
( مش هتتحركي من هنا خطوة غير لما اسمع موافقتك انك تعيشي معاه بأرادتك )
لتعقد حاجبيها بعدم فهم متمتمه قائلة
( يعني ايه بأرادتي انت شايفه مجرجني من شعري و لا مكتفني يا قاسم ؟)
ليشيح بيديه بعصبية علي وجهها وهو يهتف بغضب قائلاً
( وشك الا مكنش باين من كتر عياطك و سفرك لوحدك ده تسميه ايه ؟؟ .... في حاجه حاصله ما بينكم و انتي خايفه )
لتبتسم بسخرية وهي تنظر له بقوة
( مين سمحلك انك تتكلم معايا بالطريقة ديه لمجرد شوفتني بعيط يبقي هو غاصبني و ضاربني و مبهدلني ...الا أنت بتتكلم عليه ده جوزي انا مبتغصبش علي حد زي ما كان عمي يجوزني ليك غصب علشان اخد ورث معرفتش عنه اي حاجه و ابويا مات بسبب ملعون ام الفلوس )
لتنظر إلي أرسلان بجانب عينيها يعلو صوتها بحدة قوية أعجبته في شخصيتها الجديدة جعلته ينظر لها بفخر ان هذه زوجته و نظره أخري هائمة بهذه المخلوقه التي تقف امامه مدافعه عنه و عن حبها حتي إذا كانت تموت بسببه و كان هو السبب يجعله يلعن نفسه كل دقيقه علي كل دمعة نزلت منها
( الا بتتكلم عليه ده محدش فاهم هو ايه بالنسبالي ....أرسلان انا اخترته بكل جوارحة و جوراحي ... ارسلان هو الوطن بالنسبة ليتيمه زي ملقتش نقطه غيره يكون وطنها و أمانها ... أرسلان انا بنته مش مراته هو كان وطني الا لما بهرب بروح له حتي لو هربانه منه ... هو القلب و الروح الا محدش هيفهم انا بتكلم علي ايه ... انت متعرفش حاجه عني علشان تتكلم بالطريقة ديه مسمحلكش و لا لأي مخلوق يتكلم عني و عن أرسلان لان كلكم جهلة في حروف العشق الا اتعلمتها علي ايده )
كان يقف كلاهما مصدوم من حديثها الأول كان مصدوم من حديثها القوي الذي يثبت عشقها لهذا الشخص التب تنتمي له بكل جوارها حتي و هي كانت منهارة... عينيه منتفخه من كثرة بكاءها التي لم تتوقف عنه لكنه لم يعلم أنها تبكي من أجل أشتياقها له !!!
أشتياقها علي عشق ظنت انه مات !!
الثاني كان مصدوم من حديثها عنه رغم كل شئ مازال بداخلها يحتل كل ذرة بها التي انتفضت صائحة بحبه و لم تخجل امام أي شخص وهي تعلنها صريحة ...منتفضه كما انتفص قلبها من أجله
تجبر نفسها علي أن تواجهه بعد أعترافها بأنها لازالت تعشقه بكل جوارحهم ...تعشقه بألمها ووجعها تعشقه ...كما تعشق عينيه التي اصابتها بلعنه الوقوع في حبه ألف مرة هو وهو نارة التي تحرقها كان هو دائما ً أرسلان العمري 
تهرب من امامه لم تقدر علي المواجهه هذه المرة تشعر هي بالأنهزام لقد خسرت مرة أخري امامه و يفوز هو بكل بساطة تجري إلي غرفتها بعدما تركت الجميع في حاله  إنصدام هائم من حديثها الذي أوقف الجميع كالصنم حتي هو لم يقوي علي الحديث !!
كأنه طفل صغير مذنب امام عشقها له التب لم تتردد في إظهاره للجميع حتي يلزم كل منهم حده
من أجله تنهزم تولاي مرة أخري لكنها ليست فريسة بل قائدة ألزمت حتي الذئب الصمت
-------------
تجلس علي الأريكة تبكي بقوة لقد أنهزمت و أعلنت بكل قوة و نبرة لا تتحمل النقاش حتي و لو لمرة .... تلعن هذا القلب الذي يعلن عصيانه علي كل شئ بها حتي عينيها التي تهيم به حتي الممات !!
يديها التي تسبقها لقلبه تتحسس نبضه خلسة في نومة وهي تتأمل ملامحه لا تنام طوال الليل تخاف حتي تكون هذه أخر مرة تراه !
تكذب وهي تدعي الكرهه و أنكشفت الكذبه بمجرد رأته يتشاجر مع قاسم الذي قرر بأنها مجبرة لأرسلان هو لم يكذب أنها فعلاً مجبرة لكن بسبب قلبها و ليس بسببه هو .... ليجلس علي ركبتيه أمامها وهو يحضتنها بقوة لاعناً كل شئ من حوله يمكن أن يبعده عنها ... يبعده عن هذه التي اعلنت التمرد و العصيان حتي من أجل نفسها ... يموت من أجلها ومن أجل قلبها الذي يخفق بأسمه ليهمس بخفوت صادقاً وهو يتمتم
( انا مخنتكيش ولا  لمست اي واحده تانيه غيرك .... مقدرتش أنتِ كنتي موجودة في كل حته فيا ... كانت كل حته فيا بأسمك و بتنطق بأسمك و بتنادي بيكي أنتِ.... حتي لو حاولت كنت بفشل و كل مرة تيجي صورة ليكي علي بالي حتي لو كانت مشوشه كانت كفيلة أنها تمنعني حتي لو الفكرة جت علي بالي مبطلطش أنطق أسم واحد طول الفترة ديه وهو تولاي القلب )
لترفع رأسها من بين يديها وهي تنظر له بعدم تصديق باكي
( وحياة أنس أغلي حاجه عندك  قول أنك صادق مبتضحكش عليا )
ليمسك وجهها بين يديه بعشق ناطق بكل خلية به تنطق بأسمها هي فقط كان يظن أنه سيقدر علي خيانتها حتي و إن كان فاقد الذاكرة لكنه كاذب لم يستطيع جسده ظل وفي لها هي فقط كأنها سحرت له هو الأخر ليكون ليديها هي فقط و لقلبها هي فقط ...شفتيه وفيه لها و لأسمها تولاي القلب
( وحياة أغلي حاجة عندي أنتي يا تولاي و حياتك انا ملمستش اي حد تاني علشان قولتلك متجوزتش لأني جسمي مش متقبل أي ايد تانيه غيرك ...قلبي رافض لأي حد غيرك أنتِ يا تولاي القلب )
أنه صادق كل حرف نطق به يؤكد لها أنها مازلت بداخله تحتل كل ذرة به ... جسده الذي ينتفض و عضلاته التي تنقبض أسفل يديها التي لم تعلم غير العشق علي يديها هي فقط تولاي القائدة له تبكي من جديد لكنها بتأكيد أن قلبها لم يكذب ..عقلها نسج الكثير و الكثير من الصور التي ضربت خيالها لكنها فراغ .... لكن هذا لن يجعلها تسامحه و تغفر كل شئ وهو يعلم لتهتف قائلة بجدية
( انا مش عايزه امشي من هنا ... انا عارفه انت هتقولي ايه علشان قاسم جه مش هتخليني هنا بس انا لسه معرفتش اي حاجه عن مريهان )
ليغمض عينيه يعلم أنها لن تسامحه و لن تعود الأن تولاي التي يعرفها لكنه سيظل يحاول حتي تسامحه ليهتف بجدية
( هنمشي يا تولاي و نرجع تاني لكن علي بيتنا ... مريهان انا هعرف عنها كل حاجه لكن حالياً الشغل متعطل انا مش موجود و لا حتي أنتي و أمي و جوان محدش لسه عرف اني عايش و أنس لسه في حاجات كتيرة ناقصة )
أمه كيف ستواجهها من جديد لقد قررت البُعد عنهم إلي الأبد ...قررت عدم رؤيتها من جديد بعدما حرمتها من حضور كل شئ يخص أرسلان زوجها هي !!
حرمتها من حضن أم أفتقدته رغم انها القتها بعد موت مروان لينقلب كل شئ عليها من جديد لتهتف بأصرار جدي
( انا لسه عند قراري مش هرجع القصر ...انا هرجع لشقتي لبيت بابا الله يرحمه و نسيت اقولك شقه مروان انا هكتبها بأسم أنس ديه حقه من ابوه )
ليضرب الطاولة بقدمية بعصبية وهو يصرخ بها قائلاً
( انتي هترجعي شقتنا مفيش قعاد في شقه حد لا ابوكي و لا مروان ...و الشقه هتفضل بأسمك ديه وصيه مروان و مش هتيجي انتي الا هتبوظيها هتفضل بأسمك .... لكن مفيش قعاد فيها طول مانا عايش فاهمة )
لتقف لنفاذ صبر وهي تتنهد بقوة قررت الصمت أفضل شئ في حالتهم هذه لتجذب حقيبتها بعصبية تضرب الأرض تلملم أشياءهم بعد أن جهزت قررت الرد لتمتم  ببرود قائلة
( هرجع شقه بابا الله يرحمه ومش هتناقش معاك لاني مش هدخل القصر ده عهد انا اخذته بعد ما اتحرمت حتي من أني اكون موجوده في عذاك ... خليك مع نور هتنبسط اوي أنك عايش يمكن تبطل تحاسبني علي حاجات مليش اي دخل بيها من اول موت مروان لغايه الدقيقة ديه الا واقفه فيها قصادك حرمتني من كل حاجة )
-----------------
بعد توديع عمها مع وعده بأنها ستعود مرة أخري عندما يستقر الوضع لم تري قاسم إلا علي باب البيت لم يقول أي شئ إلا جملة واحده شعرت بالصدق في محياها
( وقت ما هتحتاجيني هتلاقيني جمبك مجرد ما تقولي ...إحنا عيلتك يا تولاي غصب حتي عن جوزك )
لتؤمي وهي تركب السيارة التي احتل بها مكانه وهو يراقب الجميع من خلف زجاج السيارة بنظرة ثاقبه حتي إستقرت إلي جانبه من جديد مودعة الجميع ليتحرك بالسيارة سريعاً تاركاً غبار قلب خلفه
بعد مرور الوقت توقف أمام المبني الذي يقبع بها منزلهم معاً لتهز رأسها رافضه بتصميم وهي تهتف بقوة
( أنا مليش مكان في البيت ده ..... الا كان موجود معايا و دخلهولي مات و معدش له وجود وديني بيت بابا مش هطلع لو عملت ايه )
يمسح علي وجهه بنفاذ صبر مستغفراً لقد فاض به من عنادها بدون وجهه نظر
( أستهدي بالله يا تولاي بدل ما اشيلك و نتفضح وسط الخلق ...بيت ابوكي مش هسيبك هناك لوحدك لو مين قالي وانتي عارفة كفاية وجود محسن الزفت ده معاكي في نفس الشارع يخليني اسيبلك ١٠٠ حاري و برضو مش هسيبك لوحدك )
لتضرب بقدميها في الأرض بعصبية قبل أن تلم حاجتها و تخرج من السيارة ضاربه الباب بعنف لتهتف بتحذير وهي تشير له بأصبعها
( إياكَ تفكر تيجي علشان هطردك أشر الطرد و فعلا هفضحك وسط الناس )
تركته مبتعده لخمس خطوات قبل أن تعود له من جديد تهتف بجدية
( أقولك هات ترنيم و أنس و متطلعش انا هنزل أخدهم لحسن تاخدهم و تسافر تاني تدور علي انتقام حد مخدتهوش دور كده يمكن تلاقي حد ناسيه و لا حاجه مضمنش اسيبهم معاك )
لتتركه هذه المرة فعلاً و قولاً و هي تختفي داخل المبني ليضرب بقدمه مقدمة السيارة وهو يرفع هاتفه متصلاً بمراد قائلاً
( تعالوا علي القصر و مهد لجوان علشان متنتكسش و عايز حرس علي البيت بتاعي بدل ما اكسر دماغها إلا مبتفهمش ديه )
------------------
توقف بسيارته أمام القصر قلبه يخفق ألف مرة .... يخاف علي جوان أن تنتكس أو يحدث لها شئ يخاف علي أمه التي لن تتحمل الصدمة أن ابنها الذي مات مُنذ سنة يقف أمامها حي يرزق يقترب ببطئ من القصر و هو يستمع إلي همسات الحرس ترحب به بعدم فهم و تصديق من جديد لينفتح باب القصر و كان عمرو الذي أستقبله وهو يهتف بقلق قائلاً
( جوان مش مبطله عياط و مراد مهد لها أن في حاجه حصلت بخصوصك من ساعتها و هي بتعيط ...براحة يا أرسلان علشان نور متتعبش مش ناقصين تعب تاني )
ليؤمي بهدوء وهو يدخل حتي توقف أمامهم كان الجميع متجمع إلا هي
أمه و جوان و هنا و مراد و عمرو و أنس و ترنيم الجميع وقف بمجرد رؤيته لتصرخ أمه بصدمة وهي تمسك قلبها بعدم تصديق لمن دخل عليهم الأن !
( أرسلان أبني )
ليقترب منها سريعاً وهو يسندها محتضنها بقوة لقد هَرمت كأنها كبرت مائه عام خلال هذا العام
( أمي )
تلقي نفسها في أحضانه وهي تجهش في البكاء لم تردد إلا كيف ؟؟ .....كيف يقف امامها الان وهي التي ظلت عام تبكي علي أبنائها التي فقدتتهم واحد تلو الأخر  لتجلس أخيرا تبكي بأنهيار ... كان يقترب من هذه التي تنظر له بصدمة علي كرسيها المتحرك كالصنم لا تقوي علي إكمال بكائها حتي توقفت عن كل شئ حتي وقف امامها  لترفع يديها تتمسك بيديه حتي تأكددت أنه حقيقه لتهمس بخفوت
( أرسلان أنت عايش ؟؟)
كانت الصدمة للجميع وهي تسند بيديها علي كرسيها تقف بصدمة للجميع حتي علت صرختهم بعدم تصديق لما يحدث بأكمله إلا هي كانت في عالم أخر وهي ترفع يديها تتحسس وجهه ببكاء هذه المرة حاد وهي تلقي بنفسها تتعلق برقبته جعلته يرفعها داخل أحضانه يحملها يتشممها بحنان
( أرسلان انت ممتش زي ما تولاي كانت متاكده طول السنه ديه ... كذبناها كلنا لكن هي كانت واثقه انك عايش رغم موتها و انهيارها ...انت عايش و معايا يا حبيبي )
يحتضنها بقوة حانية وهو يدور بها بسعادة غير مصدقه بأنها وقفت علي قدميها تتعلق برقبته كالطفلة الصغيره ليعلو صوت مراد وهو يهتف بعدم تصديق
( أنتِ وقفتي يا جوان ...أنتِ واقفة علي رجلك )
لتنظر إلي قدميها بصدمة مستوعبه بأنها وقفت علي قدميها بعد عذاب سنتين !!!
أنها أستطاعت أخيراً أن تقف علي قدميها و أرسلان هنا معها إلي جانبها يمسك يديها ، يقترب منها مراد وهو يحملها بعدم تصديق
( جوان إنتي واقفه علي رجلك .... أنتي بتتحركي )
تضحك بسعادة وهي تحضنه بقوة كان الجميع في عالم حتي توقف كل شئ وهو يقترب منه ينظر له بأشتياق قسم قلبه إلي أشلاء بنبرته الصغيرة الحانية بطبعها وهو يهتف قائلا
( بابا )
توقف كل شئ عندما لمس يد هذا الصغير التي تلقاه منذ ولادته عندما تخلي عنه الجميع إلا هو ...يده الحانيه التي تتمسك بأصبعه منذ سنوات لا تقوي علي إفلاتها ...يده الصغيرة عينيه التي كانت نسخه منه كل شئ توقف عند حضن هذا الصغير الذي تعلق برقبته داخل أحضانه يتشممه كما كانت تفعل تولاي طوال السنه ...تنام داخل أحضان هذا الصغير تبكي علي رائحة حبيب رحل و ترك لها رائحتة و عينيه التي أبت أن تفارقها كما أبي هو أن يفارقها و أن يترك أحضانها ...هذا الصغير أنس العمري هو نقطه قوة أرسلان العمري التي يستمدها من الذئب الصغير ..... كان هو النسخه منه التي لم تفارق سيدة القلب 🖤

قائدة الذئاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن