الطاوية هي فلسفة ودين نشأ في الصين القديمة، وتعود أصولها إلى الحكيم الصيني لاو تسي الذي كتب النص الطاوي الأساسي "التاو تي تجينغ" حوالي القرن السادس قبل الميلاد. الطاوية تسعى إلى تحقيق الانسجام بين الإنسان والطبيعة وتحث على العيش ببساطة وبشكل متوازن. تعتمد الطاوية على فهم "الطاو" أو "الداو"، الذي يعني "الطريق" أو "السبيل"، وهو مبدأ أساسي يعتبر القوة الكونية التي تخلق وتنظم كل شيء.
المبادئ الأساسية للطاوية:
1. الطاو (Tao): هو المفهوم المركزي في الطاوية ويمثل الطريق أو القانون الطبيعي. يُعتبر الطاو غير مرئي وغير ملموس، لكنه يخلق ويحكم كل شيء. العيش وفق الطاو يعني اتباع الإيقاع الطبيعي للحياة من دون مقاومة، والانسجام مع القوى الكونية.
2. الوو وي (Wu Wei): يعني "عدم الفعل" أو "اللافعل الفاعل". هذا المبدأ يحث على العمل بشكل عفوي ومتناسق مع الطبيعة، بحيث لا يجبر الإنسان نفسه على التغيير، بل يسمح للأمور بأن تحدث بطبيعتها وبدون إجبار أو عنف.
كما تحتوي الطاوية على جوانب روحية وعملية، مثل التأمل وممارسات الطاقة (مثل التشي كونغ والتاي تشي)، وتعتقد بوجود طاقة حيوية تُعرف باسم "تشي" (Qi) تتدفق في الكون والكائنات الحية، وترتبط كذلك بمفاهيم الانسجام بين القوى المتضادة مثل اليين واليان
3. البساطة (Simplicity): تدعو الطاوية إلى حياة بسيطة وابتعاد عن المادية والإفراط في الرغبات. يُعتبر البساطة طريقًا نحو السعادة الداخلية والراحة النفسية.
4. التوازن والانسجام: الطاوية تشدد على أهمية التوازن بين القوى المتضادة، مثل مفهوم اليين واليانغ. يُعتبر التوازن بين هذه القوى جوهريًا لتحقيق الانسجام الداخلي والخارجي.
5. التواضع والمرونة: تؤكد الطاوية على أهمية التواضع والمرونة في الحياة؛ بحيث يكون الإنسان قادرًا على التكيف مع التغيرات من دون مقاومة. يعتبر الطاويون أن القوة الحقيقية تكمن في اللين والقدرة على التكيف.
6. التأمل والتركيز الداخلي: يشجع الطاويون على التأمل كوسيلة لتهدئة العقل والتواصل مع "الطاو". من خلال التأمل، يُعتقد أن الإنسان يستطيع الوصول إلى وعي أعمق وفهم للطبيعة الحقيقية للأشياء.
الطاوية والطبيعة:
الطاوية تشجع على الاندماج مع الطبيعة واحترامها. ترى الطاوية أن كل شيء في الكون مترابط، وأنه يجب على الإنسان أن يتعايش مع هذا الانسجام الكوني، بدلًا من محاولة السيطرة على الطبيعة أو استغلالها.
الطاوية والحياة الاجتماعية:
تعاليم الطاوية تتجنب المشاركة في الصراعات السياسية والاجتماعية؛ حيث تدعو إلى حياة هادئة وبعيدة عن الفوضى. يُعتبر السلام الداخلي أهم من السيطرة على الآخرين، وتركز الطاوية على تحقيق السعادة الشخصية من خلال الانسجام الداخلي بدلًا من السلطة الخارجية.
الطاوية كدين:
تحولت الطاوية بمرور الزمن إلى ديانة، وظهرت طقوس وممارسات مختلفة مثل الصلاة والعبادة في المعابد الطاوية، واستخدام التمائم والأدعية للحماية والشفاء. يشمل الدين الطاوي أيضًا مجموعة من الآلهة والأرواح التي يُعتقد أنها تحكم الطبيعة والعالم الروحي، ويكرم أتباع الطاوية هذه الآلهة للتواصل مع القوى الكونية والحصول على السلام والحماية
.
الطقوس و الاحتفالات الدينية في الطاوية
هناك العديد من الاحتفالات و الطقوس الدينية التي تقام، و التي تخص الطاوية و معتقديها، من أبرز هذه الطقوس هو أنهم يفعلون طقوس تخص تنصيب الكهنة، و طقوس أخرى يقومون بها تخص عيد ميلاد الآلهة الخاصة بهم، و نجد أن معتقد الطاوية من المعتقدات، التي تحاول أن تجعل الإنسان يحافظ على النظام النباتي خلال غذائه، و أن يصوم الإنسان ويحافظ على صيامه.
و أشهر ماهو معروف عنهم هو قيامهم بالعديد من الطقوس المختلفة، التي تساعدهم في الحصول على الصحة و السعادة لكل فرد منهم، و نجد أنه يدخل فيها العديد من الفنون القتالية أيضاً، و نجد أن بعض الكهنة يقومون بطقوس في العديد من المناسبات، من هذه المناسبات الزواج و الولادة و الدفن عند الموت، يقومون باستخدام العديد من الأشياء في طقوسهم.
فمن الأشياء المستخدمة، الذين يقومون بحرقه، و الكتب المقدسة، و الأقنعة، كما يستخدمون ما يسمى بالماء المسحور، و عندما يوجد أي مريض عندهم، يقومون بعلاجه بطريقة خاصة، و هذه الطريقة تعتمد على أن يدخل المريض غرفة، أكثر ما يميز هذه الغرفة هو لهدوء في جميع أركانها، و يجعلون هذا الشخص يقضي وقت معين داخل الغرفة و الهدف من ذلك هو أن يقوم هذا الشخص بالتفكير في كل ذنوبه في هذا الوقت و يتأمل فيها،
كما يشتهر عندهم وجود ما يسمى بالوسطاء، و هؤلاء الناس، يتم استخدامهم لكي يكونوا، حلقة وصل بين الآلهة او الأموات في العالم الآخر، و بين عالمنا هذا، و هذه الطقوس أكثر ما يميز معتقد و مذهب الطاوية في الصين .
أنت تقرأ
تعرف على الصين
Randomمنذ انه الثقافات الشرقية اصبحت مشهورة جدا في مجتمعاتنا العربية أردت ان انشر بعض القصص و الاساطير و المعلومات عن تاريخ الصين لمزيد التعرف على ثقافتها خاصة و انها تعتبر الدولة الاكثر تعدادا للسكان في العالم