كَانَت تَسِيرُ فِي اللَّيل عَائِدَةً إلَى بَيتِهَا بعد خُرُوجِهَا مِن المَكتَبَة.
وبَينَما كَانَت تَعبُرُ بَينَ الأَزِقَّة سَمِعَت سُعَالًا قَوِيًّا وشَخصٌ يَطلُبُ النَّجدَة بِصَوتٍ لَا يُسمَع.
ظَلَّت تَتَّبِع صَوتَ السُّعَال وَتَبحَث بَينَ الأَزِقَّة، حَتّى وَصَلت إلَى المَكَان الصَّحَيح، ويـا لَيتَها مَا وَصَلت.
" بُومقِيُو!!! "
صَرَخَت تَجرِي نَاحِيَتَهُ، ذَلِكَ القَابِع بِالأرض بَينَما يَسِيلُ بَعضٌ مِن الدِّمَاء مِن فَمِه وبَعضٌ مِن رَأسِه، لَاسِيَمَا جُرحٌ فِي أيسَرِه.
" سَـا عِـ دِيـ نِـي. "
قَال بِتَقَطَّع لِتَفزَع الأُخرَى.
" حَسَنًا فَقَط لَا تَتَكَلَّم، سَوفَ أُحَاوِل حَملَك وأُسنِدَكَ عَلَيَّ. "
قَالت رِينِينْغ بِنَبرَة وجَسَد يَرتَجِفَان.
حَاوَلتَ أن تَسنِدَهُ وبِالفِعل نَجَحت، لَفَّ ذِرَاعَهُ حَولَ عُنُقِهَا وهِيَ فَقَط تَسِيرُ بِهِ وُصُولًا لِمَنزِلهَا.
" حَسَنًا إبقَى فَقَط على السَّرِير وأنَا سَأتِي حَالًا. "
قَالَت بِرَعشَةٍ فِي سَائِر جَسَدِهَا، جَرَت نَحُو الصَّيدلِيَّة ثُم أَحضَرت ضِمَاذَات وشَاشٍ كَثِير وبعضٌ مِن المُطَهِّرَات.
بَينَمَا هُوَ جَالِسٌ يَبتَسِم بَين أَلَمِه على سُرعَة تَصَرُّفهَا وقَلَقِهَا عَلَيه.
بَعد ثَلاث دَقَائِق عَادَت رِينِينْغ بِشَكلٍ مُبَعثَر ثُم جَثَت أمَامَهُ.
" بُومقِيُو هَل تَسمَعُنِي؟! هَل أنتَ بِخَير هَل تَرَانِي؟ "
قَالت رِينِينْغ بِقَلَق ليُجِيبَهَا بُومقِيُو..
" أَجَل ولَكِن أَشعُر بِأَلَمٍ عِند أيسري. "
قَال بُومقِيُو بِتَعَبٍ شَدِيد وصَوتٍ خَافِت لِتُخرِج رِينِينْغ أدَوَات التَّطهِير.
" بُـ بُومقِيُو هَـ هَل يُمكِـ نُكَ خَلـْ عُ.. قَـ مَيصِكَ لِأَرَى جُرحَـ ك. "
قَالت رِينِينْغ بِخَجَلٍ شَدِيد لِيَبتَسِم بُومقِيُو بِخِفَّة ثُم حَاوَلَ النُّهُوض بِجِذعِه لِتُسَاعِدهُ الأخرَى.
خَلَع قَمِيصُهُ بِخِفَّة بَينَما يَتَألَّم، رَأَت رِينِينْغ ذَلِكَ الجُرح العَمِيق عِند أيسَرِهِ، شَعَرَت بِالخَجَلِ كَثِيرًا ولَكِنَّهَا حَاوَلت عَدَم إظهَارِ هَذَا.
" هَل أنتِ.. مُصَابَة بِالحُمَّى؟ "
سَأَل بُومقِيُو بِصَوتٍ خَافِت وإبتِسَامَة صَغِيرَة، فَقَد لَاحَظَ إِحمِرَار خَدَّيهَا، نَفَت هِيَ مِرَارًا بَينَما تُطَهِّر جَرحَه.
كُل مَا كَان يَفعَل هُو تَأَمُّلُهَا والإبتِسَام مِن حِينٍ لِآخَر، يَبتَسِم عَلى قَلَقِهَا، ويَبتَسِم عَلى خَجَلِهَا اللَّطِيف.
بَينَما كَانَت تَضَعُ الضِّمَاذَة عَلى صَدرِه، بدأت تَعتَذِر.
" آسِفَة سَتَتَأَلَّم قَلِيلًا. "
قَالت ثُم بَدَأت تَضغَطُ عَلى الضِّمَاذَة لِتَلتَصِق بِصَدرِه.
" هَل تَشعُر بِتَحَسُّن؟ "
سَألَت هِيَ.
" أَجَل الحُرقَة قَلَّت قَلِيلًا. "
قَالَ بُومقِيُو بَإبتِسَامَة.
" حَسَنًا دَعنَا نُطَهِّر جُرُوح وَجهِكَ. "
قَالَت رِينِينْغ.
بَدَأت بِتَطهِير جرح رَأسِه وهُوَ فَقَط يَتَأَمَّلُهَا.
وُصُولًا لِشَفَتَيهِ المُمتَلِئَتَين التَّان تعشَقُهَا هِيَ.
" هَل تُعجِبَانِك؟ "
سَأَل بُومقِيُو.
"مـ مَالذِّي تَقصِدهُ؟ "
سألت بِخَجَل.
" شَفَتَاي. "
__
أَطوَل فَصل فِي تَارِيخ الرُّوَايَة :)
أنت تقرأ
غَير سَعِيد || تِشُوي بُومقِيُو.
Romance" بُومقِيُو أنتَ لستَ سعيدًا! " قالت. -تِشُوي بُومقِيُو. -لِيم رِينِينْغ. بَدَأت: ٢٠ إِبرِيل ٢٠٢٢.
