في احد غرف القصور البهية تجتمع عائلة كبيرة على إحدى موائد الإفطار التي يترأسها الجد و على يمينه زوجته أما على يساره فيجلس كل من نجله الأكبر و زوجته يليهما باقي أفراد العائلة، حينها استفسر الجد: أين هما حفيداي؟
تنهدت ايما بعاطفة و أجابت: أيان الصغير لم يستيقظ بعد و لوكاس يرفض النزول و تركه لوحده، لقد اوصلت له الفطور قبلها لذا لا تقلق يا أبي. قهقهت الجدة و ردت : لقد فاجئني حقا فور عودتي من السفر على الرغم من ان لوكاس لا يرفض لي أي طلب إلا أنه لم يسمح لي بحمل أيان الصغير.
وافقها الابن الثاني للعائلة الذي كان اسمه كريستوفر متذمرا: ذلك الشقي يتجرأ على التصرف بوقاحة معي لولا انه طفل لكنت ضربته بشدة، تبسمت زوجته كاترينا بلطف و قالت: و هل كنت ستنجو من مقالبه ؟ تنهد باستسلام و هز كتفيه بقلة حيلة: حسنا، معك حق.
ضحك الجد بصخب على شهامة حفيده و أردف: لا أتوقع أقل من ذلك من حفيدي اللطيف، ارتعش بدن الجميع حينما وصف الجد لوكاس باللطيف و لم يغفل هذا عن الجد الذي حمحم مكملا: ما أردت قوله هو أنه لم ينس وعده بحماية أخيه بالرغم من مرور ثلاث أشهر على ولادته.
ابتسمت ليليانا الابنة الصغرى للعائلة بلطف و قالت بحنين : هذا يذكرني بحماية اخوتي لي، اتذكر انهم كانوا يخيفيون كل من يقترب مني خاصة اخي ارمان. ثم ضمت يديها لصدرها متمنية: اتمنى ان يحظى أيان بنفس الدفئ الذي شعرت به حينها.
في بقعة مظلمة قريبا من تلك الأجواء الدافئة، يقف أحدهم يحدق في تلك العائلة المتناغمة بغل ثم همس لنفسه بحقد: سأتأكد من ان أمحي هذه الابتسامة المزعجة من على وجوهكم الكريهة.
من جهة أخرى كان آرمان شاردا طوال المحادثة فقط يحرك ما في طبقه بصمت. انتبه له الجد فحاول إغاضته قائلا: ما بالك هل أكل القط لسانك؟
لكن المعني بالكلام لم ينتبه و استمر في ما كان يفعله إلى أن استقام فجأة من مقعده مستأذنا بالمغادرة: لقد شبعت، عن إذنكم. ثم التفت إلى زوجته إيما : ارجوكي تفقدي الصغيرين. بعدها وجه كلامه لأخويه كريستوفر و ليام: سأسبقكما للشركة لا تتأخرا. و غادر باستعجال.
نظر الجد لظهره بريبة أما إيما فقد تنهدت بقلق ذلك لأن أرمان لا يتصرف على سجيته منذ فترة. التفت الجد لإبنيه الآخرين و سألهمها: هل تواجهون مشكلة ما في إدارة الشركة؟
نفى الاثنان معا بدهشة و وضح الابن الثالث للعائلة "ليام" قائلا: لا بالعكس، فنحن على وشك إتمام صفقة مهمة ستنقل شركاتنا نقلة نوعية حقا.
أمسكت الجدة صدرها بقلق: لدي شعور سيء حيال هذا، آرمان يبدو قلقا و شاحبا على غير العادة، ألم يفصح لك عن شيء صغيرتي إيما؟
نفت إيما بصمت و قلق فتدخلت ليليانا محاولة تغيير الجو الذي أصبح متوترا فجأة: لا تقلقي أمي و استرخي انتي تعرفين اخي أرمان لابد أنه مرهق بسبب العمل فهو لا يرتاح إلا قليلا.
أنت تقرأ
للقدر رأي آخر
General Fictionتخيل معي ان تنفصل عن عائلتك لتبقى وحدك تصارع قسوة الأيام فقط بعد ان كنت تمتلك سندا و منزلا دافئا يؤويك وجدت نفسك بين أرصفة الشوارع تكافح من أجل قطعة خبز تسد بها جوعك. بينما كان غيرك يلعب و يدرس و يحتمي بدفئ والديه غارقا في أحلامه الساذجة كنت انت مض...