انبثق نور أضاء لها طريقاً أوشك ليكون فجوة إلى أجلٍ ليس بمعلوم...
ما كانت تتوقع أن الوصول إلى مسعاها سيكون بالأمر الهين، وهل هو كذلك فعلاً؟!
هكذا ظنت لكنها تناست حقيقة أن العالم مليء بمن هم جُنات على مبادئ كاد ليسلم الكون لو بقيت نصب أعينهم...
ومدى أذيتها من قبلهم حقيقة لا يبرهنها سوى الزمن...
.
.
.
.
[ am 4:00 -- فرانكفورت-- ]
وكما اعتادت كل ليلة، كأن كائناً غريباً يدفعها إلى الاستيقاظ في مثل هذا الوقت!
منذ ساعة، في تمام الثالثة بعد منتصف الليل، فتحت عينيها لتجد نفسها متلحفة بغطائها الناعم، غارقة في ظلمة الغرفة التي وعلى ما يبدو غاب عنها ضوء القمر فلم ينر لها زاويتها التي لطالما فضلت الجلوس فيها والتفكير....
آخر مكان أدركت فيه وجودها كان سيارة يولاند ثم لا شيء بعدها.....فقط تحدق في السقف دون صداعها، بفستانها، علبة دواءٍ وكأس ماءٍ ممتلئ حتى منتصفه موضوعان على الأباجورة القريبة منها على الجانب الأيسر...
وخلال ساعة فقط استطاعت التخلص من آثار تلك الأمسية بحمام دافئ أنعش لها خلايا جسدها، وعادت تفكر! تتذكر وتحاول البحث عن إجابات.... ككل ليلة!
في تلك الزاوية، شريكة أفكارها، على أريكتها الخمرية المريحة، غرقت مسترخية تميل رأسها، ذقنها يستند على راحة يدها اليمنى، بإنارة صفراء خفيفة، مصدرها مصباح صغير يستقر على طاولة دائرية تتربع محاطة بجداري غرفتها في الزاوية على جانبها الأيسر، بجانبه إطارٌ صدفي يحمل بداخله صورة تجمعها بوالديها يوم تخرجها.....
صندوق خشبي متوسط الحجم وضعته في حضنها، مفتوحٌ قفله كانت حاله، مجوهرات والدتها التي عهدتها إليها موضوعة فيه، قلادة، خاتم، سوار وأقراط ألماسية، ذاتها التي كانت تلبسها في الأمسية، وورقة!زرقاويتاها تحدقان في الفراغ، على مرأى بصيرتها، تتداخل الكلمات في تحليلات وتعقيبات داخل عقلها، تلك الكلمات التي خُطَّت على ورقة كبيرة على كلا الوجهين، من والدتها! تحمل في طياتها الكثير المريب، الجديد الصادم؟!
حرفت بصرها إلى حيث الورقة، التقطتها من داخل الصندوق بيدها اليمنى التي كانت تسند ذقنها عليها، حدقت بالكلمات وأعادت القراءة مراراً... رسم لها خيالها تصوراً لوالدتها تقف أمامها تخبرها هذه الحقائق بلسانها....
مزاعم؟! اختلاق أكاذيب وانحراف عن الحقيقة! اكتشفها والديها! ما كان مخفياً لسنوات طويلة! وكان المقابل حياتهما!هذه الرسالة.... رسالة والدتها التي علمت بوجودها حديثاً، عندما عادت من روسيا برفقة يولاند....
روسيا... موسكو! جيوفينتوس! هناك حيث اكتشفت بعضاً من الحقائق، كان قدراً مرسوماً، لقاؤها بـ جيو تراها، ولكن سفرها إلى هناك أخرها عن إيجاد بعض الحقائق الأخرى! هذه التي خطت في الرسالة! لربما حدث كل هذا ليس بمحض الصدفة، لربما هناك رابط، دليل وهدف من كل ما حدث! خاصة لقاءها بالمدعو جيو! مقتحم قلبها، ويا لها من تعاسة!
أغمضت كروس عينيها تتذكر ما حدث يوم عودتها....
هرعت إليها إيلين في المطار وأخذتها في عناق شغوف أوقع كليهما أرضاً، بكت كثيراً، إيلين صاحبة القلب الحديدي المرهف، وجن جنونها لذلك التبدل الشكلي الي طرأ على شعر كروس!
أنت تقرأ
رماد تختبئ تحته النار || 2
Romantikعندما تكون مرمياً على طرقات الحياة تتخبط في فراغات فاعلم أنك ما عدت موجوداً بحيث لا يبقى منك سوى الفتات هنا ستكون قد وصلت لنهاية الطريق، لكن ليس إلى نهاية فعلية لإحدى طرق الحياة.. بل لنهاية شيء داخلي يسمى الأحاسيس ، تلك التي تجعل الإنسان إنساناً!