موسيقى عالية رخمة و أضواء ملونة يغلبها السواد الخافت ، الجميع يرقص و يتمايل مع الإيقاع الصاخب المتردد في أرجاء النادي الليلي بحي تشادون كرانج في بانكوك الساهرة ، تجلس بمفردها على طاولة تقديم المشروبات الطويلة الخالية تشرب مشروبها الكحولي المفضل بكأس ذو الحجم الكبير و تراقب الناس و هم يستمتعون بوقتهم ، نهضت من كرسيها وقفت و ربطت شعرها المنسدل الذي يصل لكتفها بالربطة التي لبستها بمعصمها سابقا و أمسكت بكأسها الممتلئ لنصفه ، توجهت نحو الازدحام تمر بينهم و هي تحشر يديها مقربة لجسدها أكثر كي يسهل عليها التحرك بين الازدحام الغير طبيعي كأي يوم من أيام الاجازة حتى وصلت لنهاية الطريق أمام باب بوابة النادي الكبير الذي بجانبه تماما مدخل سلم يصل للطابق الثاني مشت الى ان وصلت لأول درجة توجهت للأعلى لأنها تعلم بأن هذا المكان في الأعلى يكون شبه فارغ من الناس أيام الاجازة فأغلبهم يتجمعون بالأسفل تحت الكرة المضيئة ، أرادت الاختلاء بمفردها قليلا حتى مغادرتها بينما تحتسي كأسها الثاني مع أن أقصى ما تستطيع شربه هو ثلاث كأوس من التكيلا فقط و بعد الثالثة تغلبها الثمالة و تفقد وعيها ، لكنها أرادت المغامرة اليوم وصلت للأعلى
كان المكان خاليا مثل ما توقعت تماما ، جلست على الكنبة الكبيرة التي تتوسط المكان ، أكملت شرب شرابها و هي تراقب الناس من الأعلى ، فور ان انهت مشروبها شعرت بصداع خافت أنذرها بمستوى ثمالتها الحالية لكنها تجاهلت الأمر و أرادت أن تشرب أكثر اليوم ، تقدمت بجسدها للأمام بعد أن كانت شبه مستلقية على الأريكة أصبحت تنقل بنظرها على المكان بحثا عن أحد النادلين ، حولت بنظرها لساعتها
أنت تقرأ
قبل أن نكون غرباء
Romanceدوما ما تجد في تلك الغرفة الخافتة الضوء ركنا به صندوقا مملوءا بذكريات علاقة استصعب نسيانها ، في خلال بحثك قد تجد قطع أوراق ممزقة بأحرف مبهمة و حبر زائل طغى عليه الزمن أو ورودا جافة هالكة الألوان من الموعد الأول ، وان كانت العلاقة تسكن بركن كبير في...