أوصل (كابراو) الفتاة حتى الباب ودعها و أغلق الباب متجها للصالة و جلس على نهاية الكنبة ، اتكئ بظهره على حافتها و أخذ يرتشف الشاي الدافئ الذي أعده قبل قليل ، نقل بنظره للنافذة الكبيرة التي تحتل أغلب مساحة الصالة و الشمس قد بدأت تنير المدينة بتأندقائق هي و قد أنهى الشاي ، وضع الكوب الخزفي على الطاولة و استلقى متعبا بعد عمل مجهد متواصل طوال الليل رفع رأسه مرة أخرى و تأكد ان كان لم يضع الكوب قريبا من الحافة ثم أراح رأسه على الوسادة الناعمة وهو يسحبها واضعا إياها أسفل رأسه و أغلق عينه .
صدى صوت المنبه ، رفعت يدها من أسفل الغطاء و أدخلتها يدها لأسفل الوسادة لم تجد الهاتف ، مسحت بيدها بجوار رأسها ، تنهدت بانزعاج
- "أين هذا الهاتف اللعين؟" قالت (وان)
أخرجت يدها من تحت الوسادة و فركت عينيها الناعسة و الهاتف لا زال يرن
- "اللعنة اللعنة " قالت بصراخ
نهضت و جلست على السرير بتخدر و هي تنزل قميصها الذي وصل لأعلى ما يمكن ، جلست قليلا و هي لا تزال غير واعية ثم نهضت و هي ترفع اللحاف ، توجهت للكنبة بعد أن وقع نظرها على هاتفها هناك و جلست رافعة هاتفها أغلقت المنبه ، وضعت الهاتف على الطاولة التي أمامها و رفعت رجليها واضعة اياهما على الكنبة ثم استلقت ، عدة ثواني و هي تحاول أن تنام مرة أخرى
- " اليوم مدرسة!" قالت و هي تنهض بسرعة
استقامت من مكانها وقفت و انحنت بظهرها بملل و هي تضع يديها على ركبتيها مريحة أعصابها قليلا قبل أن تتوجه ليومها الدراسي الأول بعد اجازة كانت جميلة بالنسبة لها لولا أحداث الأيام القليلة ، استقامت مرة أخرى و أخذت هاتفها من على الطاولة ، فتحته كانت الساعة على الشاشة تشير الى السابعة و النصف
- " يجب علي الإسراع " قالت و هي ترجع هاتفها على الطاولة
توجهت للخزانة و أخذت ملابس المدرسة قميصا أبيضا قصير الأكمام بأزرار و تنورة كحلية اللون طويلة تصل لأسفل الركبة ، ثم سحبت الحزام الأسود الظاهر بين الملابس و وضعتهم على الطاولة و دخلت الحمام ، بعد حمام دافئ وروتين الصباح المكرر خرجت بالروب ، لبست ملابسها بحماس ليومها الأول و فصلها الثاني الأخير بالمدرسة لطوال حياتها التي ستعيشها فيما بعد ، شعرت بالحماس يتدفق بجسدها كالدم ما ان فكرت بأنها السنة الأخيرة لها بالمدرسة و بعدها تستقبل حياة جديدة أو حتى على الأقل تدرس ما تريد
أنت تقرأ
قبل أن نكون غرباء
Romanceدوما ما تجد في تلك الغرفة الخافتة الضوء ركنا به صندوقا مملوءا بذكريات علاقة استصعب نسيانها ، في خلال بحثك قد تجد قطع أوراق ممزقة بأحرف مبهمة و حبر زائل طغى عليه الزمن أو ورودا جافة هالكة الألوان من الموعد الأول ، وان كانت العلاقة تسكن بركن كبير في...