𝟴𝘁𝗵 𝗦𝗵𝗼𝘁

204 30 10
                                    









"لاَ تَرحلِي"

راوَغت وتجَاهلته عَبر رَكضِي فِي مُنتصَف ذَلِك الزّقاق الضِّيق خَلف بِنايَة سَكنِي

"تعالي معِي"

أمسَك برسغِي ليُوقفنِي عنُوةً

"إبقِي مَعي لِليلَة واحِدة فقَط ولاَ تُغادِري فِي الصَّباح وَحدكِ حتَّى نَنصرِف سويًا"

هُو قَال ذَلِك بينَما ينظُر إلَي بِنظرَاتٍ مُتوسِّلة مُحاولاً إلتِماس المُوافقة منِّي

"لاَ تضَعني فِي مَواقِف ضعِيفَة كَهذِه جايك"

لَم أُرد بِأن أكُون ضعِيفَة الإرادَة أمَامه لكِنَّه قَد حطَّم مُعتقدَاتِي المُتغطرِسة بقَولِه

"ماذَا عنِّي إذًا؟ أنَا الذِي أضَع نَفسِي فِي مَوقفٍ مُشفِق بنظَركِ كَهذِه! أنَا الطَّرف الآخَر الذِي يدفَع بنَفسِه لِلأمَام لِطلَب شَيءٍ مَا أو لفِعل شَيءٍ مَا كمَا المُصالحَة فِيمَا بينَنا، لاَ أكتَرث إن كَان شَكلِي مزريًا أو إن كُنت أتوسَّل إليكِ جاثيًا علَى رُكبتيّ لكِن لاَ تُسمِّي مَوقفِي هَذا ضعفًا، أنَا أريدكِ الليلة هُنا وبجَواري .. أريد تَمضِية الوَقت معكِ
لَيس محضُور علَي أن أبتدِء دائمًا وأبتَغِي مَسح الفتِيل بينَنا قَبلكِ .. لَن أترَاجع ولَن أندَم علَى ذلِك سأتوَاتر إليكِ سَأبادِر للصُّلح دائمًا لاَ مَانِع لدَي
سحقًا للكِبريَاء الذِي يجعلَنا نتبَاعد عَن بعضَنا البَعض، لاَ تشعُري بأنَّكِ ضعِيفة فِي مَواقِف كَهذِه ومُستسلِمة أو خاضِعة لِي بشَكلٍ مُشفِق مَا دُمنا نَبتغِي السَّلام لِبعضنَا، لاَ أنتَظر منكِ شيئًا سِوى القُبول"

"القبُول؟ أم الجوَاب المقبُول بِالنِّسبة لَك؟"

"برِضَاكِ سيُصبِح الجوَاب مقبُولاً"

"لاَ مجَال للرَّفض إذًا؟"

"بَلى، لكِن سأتردَّد إلَيكِ دَائِمًا خَانِعًا ودُون إستِسلاَم"

"كُن علَى مقربةً منِّي إذًا قبَل أن أغيِّر رَأيِي"

حدَث إحتِكَاكٌ غرِيب بَين نظَراتِنا، بَات قرِيبًا منِّي .. بِضع سنَتيمِترات فقَط ثُم إنشَات،
حَاصرنِي بَين ذَلِك الحَائِط الخَرسانِي خَلفِي

إلتقَط يَدِي اليُمنى يتلمَّس فراغَات أصَابعِي ويتحسَّس بشَرتِي النَّاعِمة، أنفَاسِه الدَّافِئة صفَعت يدِي قَبل أن ألاحِظ سخُونة تَطريز قُبلتِه عَليها وقَد شعَرت بتِلك الشَّرارة تَسري فِي عُروقِي وتتكتَّل حتَّى ضخّت خارجًا علَى هَيئة قشعَريرة طُولِية فِي أنحَاء جسَدي

خلُود غَير مؤبّد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن