ضَيفٌ مَجهُوّل

55 6 2
                                    

"صَباحُ الخَيرِ أرنولّ"
قالَها وهُوَ يُحَيي جَارَهُ الذّي جَمَدَ مَكَانَهُ مَصدومَاً فاتِحاً فاهَهُ تَعَجُباً لِمَا سَمِعَه،

• حَسّناً يَبدُو أنّ إسّمي هُوَ أرنولّ، هَذِهِ بِدايَةٌ مُبَشِرة •

وَقَف صَامِتاً مُنتَضِراً رَدَ جَارِهِ لكِنهُ رأهُ يَتراكَضُ بِخَطواتٍ خَفيّفة ليدّخُلَ مَنزِله

-فِي الدَاخِل-

ظّلَ يَبحثُ عَنْ دَفتَرِ مُلاحَظاتٍ أو أيِ شيئٍ يُمَكِنَهُ مِنْ تَسّجِيلِ تِلكَ المَعلومةِ الجَديدةِ التي طَرأت علىٰ مَسامِعهِ

: أينَ أجِده، أين، حَسَناً هَا هوَ..

أمسّكَ بِدَفتَرِ مُلاحَظاتٍ صَغيّر وَهوَ يَكادُ يَطيّرُ فَرَحاً، مَن يَراهُ يَظُنُ أنهُ وَجدَ شَيئاً عَظيّماً
أخذَ قَلماً كانَ بِجانِبِ الدَفتَر ليخُطَ في أُولىٰ صفحاتِه ،

إسّمي هوَ أرنولّ ،

القى نَظَرَةً لَمَّا حَوْلَهُ مُسّتَكشِفاً المَكانّ بَعْدَ انَّ شَرَّدَ نَاظِرَا لِمَّا خَطَّتْ يَدَاهُ لِيَسْتَفِيقُ مِنْ شُرُودِهِ

: يَبْدُو وَكَأنَنِي اقبَلتُ حَديثًا لِهَذَا الْمَنْزِلِ.

أَخَذَ يُخْلِي الصَّنَادِيقُ مِمَّا اِحْتَوَتْ مُنَظَّمَا كُلَّ شَيْءٍ بِمَحَلِّهِ

- دينق دونق-
إسّتَجذَبَهُ صَوْتُ جَرَسِ الْبَابِ لِيَتِرُكَ مَا بِيدِهِ
وَيُذْهِبُ حَيْثُ شَدَهِ فُضُولِهِ لِمُعَرَّفِهِ هُوِيَّةَ الطَّارِقِ

ارنولّ pov
* شَخْصٌ مَا اِجْهَلْهُ يَقِفُ امامي مُحْدِقًا بِي،
يَبْدُو اِقْصَرْ مُنِيَ لَكِنَّهُ فِعْليا اِقْصَرْ،
سَرَتّ رَعَشَةٌ فِي جَسَدِي لِرُؤْيَتِي مَلَاَمِحَهُ الْبَارِدَةَ،
ذُو بَشَرةٍ قَمحِيةٍ اللونِ أبّهَتُ مِما أملِك،
مَهْلًا كَيْفَ عَلِمَتْ ذَلِكَ،
انا لَا اُعْرُفْ كَيْفَ يَبْدُو شَكْلِيٌّ حَتَّى،
هَرِعْتُ الى الْمَرَاةِ تَارِكًا كُتْلَةَ الْجَلِيدِ يَقِفُ خَلْفَي
وَلَا يُبْدِي اي رَدَّةِ فَعَلٍ عَلَى هُرُوبِيّ هَكَذَا مَنِ أمامِهِ،
القيت نَظَرَةً مَا انَّ وَصَلْتٌ،
اووه انني وَسِيمَ فِعْلَا،
لَيْسَ غُرُورَا وَلَكِنَّنِي تَخَيَّلَتِ انني قَدِ ابدو قَبِيحَا للحضه*

أَلْجَمَ سَاهِيَاً① لِتَبّدَأَ مُقلَّتَاهُ بإسّتِكشَافِ تَفاصِيلِه ،
وَجْهٌ يَحْمِلُ بَشَرَةً خَمْرِيَّةَ، تَعْتَلِيهِ خُصْلَاتُ شَعْرِهِ الْمُتَنَاثِرَةِ ب إهمَالٍ،
تُدْنُوهَا سَودَاوِيَتاهُ مَعَ اِنْفِهِ الْمُنْحَدِرِ بِحَدَّةٍ وَشِفَاهَهُ الْمُتَوَسِّطَةِ الْحَجْمِ الزَّاهِيَةِ بِلَوْنِ الْاِحْمَرِ الكَاردِينَالِي②،
رُتِبَتْ تَفَاصِيلُهُ بِدِقّةٍ لِتُعْطِيهِ مَلَاَمِحَاً حَادِّهِ وَبَارِدِهِ فِي ذَاتِ الْوَقْتِ،
تَعَجَّبَ لِشَكْلِهِ اذ يَبْدُو عَكْسَ مَا يَشْعُرُ بَانُهُ عَلَيْهِ،
مَلَاَمِحٌ بَارِدَةٌ وَشَخْصِيَّةٌ إجتِماعِيةّ وَدُودَة

: يَبْدُو أنَنِي لَدِّي اِنْفِصَام

غَيَّرَتُ وِجْهَتُي إلىٰ حَيْثُ تَرِكَتُ ذَاكَ الشَّابُّ،
لَا الومُهُ انَّ اِسْتَغْرَبَ تَصَرُّفَاتُي،
لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ كُنْتُ سَأَهْرُبُ،
ف تَصَرُّفِيَّ مُخِيفَ بَعْضِ الشَّيْءِ،

خَطَوْتُ حَيْثُ حَطَّتِ أرْجُلِي امام الْبَابَ،
وَلَكِنَّنِي لَمِ اجِد أحَداً سِوَى نَفْحَةِ بَرْدِ اصَابَتني لِتَرْتَجِفَ أطرَافِي،
اوصَدتُ الْبَابَ لِأَتَلَافَاهَا③ .

: يَبْدُو اِنْهَ قَدْ رَحَلَ

عُدْتُ الى غُرْفَةَ الْجُلُوسِ لِأَكْمَلَ مَا بَدَأَتْهُ آنِفًا لِأَجِدُهُ مستلقياً عَلَى الاريكة بِكُلِّ رَاحَةٍ

: عَفْوًا؟

نَطَقَتْ متسَائِلَا عَنِ السَّبَبِ الَّذِي ادخَلّهُ الىٰ هُنَا وَعُمِّنَّ سَمْحَ لَهُ بِذَلِكَ فِي الْمَقَامِ الاول

: يَبْدُو اِنْكِ نَسِيَتْنِي يَا صَغِير !

إنتَهَىٰ .
_________________________________

① أَلْجَمَ : وَقَفَ / سَاهِيَاً : شَارِداً / أْخَذُهُ التَّأَمُّلُ بَعِيداً .

②الْاِحْمَرِ الكَاردِينَالِي : الأحّمَر الزَاهِي - المُشرِق .

③لِأَتَلَافَاهَا : أتَفَادَاها - أتَجَنَّبُهَا .


-

نَجمَةٌ مُنِيّرَةٌ تُبهِجُنِي ، فَلا تَبخَلوا بِهَا 3> .

مَن أنا  |  Who am iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن