أسمــــاء بنت أبى بكر
كانت تلقب بذات النطاقين
إنها صحابية بنت صحابى حفيدة صحابى أم صحابى
وزوجة صحابى وأخت أم المؤمنين عائشة ــــ رضى الله عنهم
عائلة أسماء بنت أبى بكر ــــ رضى الله عنها
أبوها الصحابى أبى بكر الصديق و الخليفة الاول لرسول الله
جدها الصحابى أبو قحافة
زوجها الصحابى الزبير بن العوام من المبشرين بالجنة وحوارى النبى
صلى الله عليه وسلم
و أبنها الصحابى عبد الله بن الزبير بن العوام
أختها أم المؤمنين ــ السيدة ـــ عائشة ـــ رضى الله عنها
زواج أسماء بنت أبى بكر ـــ رضى الله عنها:
تزوجت أسماء ــــ رضى الله عنها ـــ الزبير بن العوام ــــ رضى الله عنه
فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصماً والمهاجر و خديجة الكبرى
و أم الحسن وعائشة
صبرت أسماء بنت أبى بكر على حلو الحياة ومرها مع الزبير بن
العوام ــــ رضى الله عنه فلم تكل ولم تمل فهى التى قامت بتربية الأولاد
وإعلاف الفرس وكانت تحمل النوى وتسيرفى الصحراء وتعلو الجبال
حوالى أربعة كليو مترات. ثم تطحن النوى للفرس ولك تكره هذه الحياة
تقول رضى الله عنها : لقد تزوجت الزبير وما مال له ولا مملوك ولا شئ
غير الفرس فكنت أعلفه و أسقيه واطحن له النوى وأكفيه مؤنته وأسوسه
وكنت أعجن ولم أكن أحسن الخبز فكان يخبز جارات لى من الانصار
تقول ذات النطاقين : كنت أجمع النوه من أرض الزبير التى أقطعه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت يوماً والنوه على راسى فلقيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من اصحابه فدعا لى ثم قال
أخ أخ ليحملنى معه فاستحييت أن أسير مع الرجال وتذكرت غيرة الزبير
فأنه كان شديد الغيرة فعرف رسول الله إنى أستحييت فمضى
فجئت الزبير فأخبرته بما حدث فقال لى
والله لحملك النوى كان أشد على من ركوبك معه فقالت:
أرسل إلى أبى بكر بعد ذلك خادمة فكفتنى سياسة الفرس فكأنما أعتقنى
المصدر: صحيح البخاري
صبر أسماء بنت ابى بكرـــ رضى الله عنها وقت الشدة
أبو جهل ــــــــ لعنة الله عليه ــــــــ يلطمها
وكما صبرت ذات النطاقين على طاعة زوجها وعلى طاعة ربها وصبرت
ايضاً على ابتلاءات الدعوة ويوم الهجرة الكريمة ووقعت لها هذه الحادثة
تقول ـــــ رضى الله عنها:
لما توجه النبى صلى الله عليه وسلم من مكة حمل أبو بكر معه جميع
أمواله خمسة آلاف أو ستة آلاف ، فأتى أبى قحافة وقد عمى فقال:
إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه ، فقلت : كلا قد ترك لنا خيراً كثيراً
فجمعت الحجارة ووضعتها فجعلتهن فى كوة البيت وغطيتها بثيابى
ثم أخذت يده ووضعتها على الثوب فقلت ترك لنا أبى هذا المال
فقال : أما إذا ترك لكم هذا ، فنعم يظن أن هذه الأحجار دراهم ودنانير
قالت ذات النطاقين ـــ أسماء بنت أبى بكر
وأتى أبو جهل فى جماعة . فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك؟
قلت لا أدرى ـــ والله أين هو؟ فرفع أبو جهل يده ، ولطم خدى
لطمة خر من قرطى(أى عقدى) ثم أنصرف فمضت ثلاث أيام لا ندرى
أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبى بكر.
ذات النطاقين :
سميت بذلك الاسم بعد قيامها بدورها البطولى الرائع يوم
الهجرة فأنطلقت وهى حامل بولدها عبد الله بن الزبير فى شهوره الاخيرة
تضرب الفيافى وتعلو الجبال لتقوم بمهمة يضعف عن حملها الرجال الأبطال
ترى ما هى هذه المهمة ؟ أنها صنعت سفرة النبى صلى الله عليه وسلم فى بيت
أبى بكر حين أراد الهجرة قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به
فقلت لابى بكر والله ما أجد شيئاً أربطه به ألا نطاقى
قال : فشقه باثنين فأربطى بواحد السقاه والآخر السفرة ففعلت فلذلك
سميت ذات النطاقين , ثم أنطلقت أسماء من بيتها شاقة نطاقها تحمل الشراب
والطعام إلى رسول الله وأبى بكر وهما فى الغار وكانت تنقل ما استطاعت من
أخبار إلى النبى صلى الله عليه وسلم
إلى أن وصل الرسول الكريم وصاحبه أبى بكرــ رضى الله عنه إلى المدينة
هجرة ذات النطاقين ـــ رضى الله عنها
بعد وصول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبى بكر إلى
المدينة هاجرت أسماء بنت أبى بكرـــ رضى الله عنها إلى المدينة لتلحق
برسول الله وأبيها وعند وصولها إلى المدينة مباشرة وضعت ذات النطاقين
عبد الله بن الزبير عندما وصلت قباء فنفست بعبد الله فى قباء
ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحنكه
فأخذه صلى الله عليه وسلم ووضعه فى حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم
بصقها فى فمه فأن أول شئً داخل بطنه لريق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم دعا له وسماه عبد الله ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله
وقد أمره بذلك الزبير بن العوام فتبسم الرسول حين رآه مقبلاً
وكان عبد الله أول مولود للمهاجرين فى المدينة، وسعد المهاجرين بولادته
المصدر: صحيح مسلم -
رعاية أسماء بنت أبى بكر ــــ رضى الله عنها لعائلتها:
ظلت ذات النطاقين راعية لأولادها مطيعة لزوجها بارة بأمها رغم
شركها . فعن أبن الزبير قال: نزلت هذه الاية فى أسماء ـــ رضى الله عنها
{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم
أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}
كانت أمها أسمها قتيلة جاءتها بهدية فلم تقبلها السيدة أسماء حتى
سألت النبى صلى الله عليه وسلم فنزلت تلك الاية وقال لها صلى الله عليه وسلم صلى أمك المصدر: صحيح البخاري
هكذا تكون المسلمة
وكانت ذات النطاقين ـــ رضى الله عنها: تسأل فى كل أمر من أمور دينها
فكانت تسأل النبى الكريم وتتعلم منه صلى الله عليه وسلم
و اشتهر عنها ــــ رضى الله عنها ـــ
إنها كانت مجاهدة فى سبيل لله فهى
التى كانت تشهد المغازى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتداوى الجرحى وتسقى العطشى وشهدت يوم اليرموك مع زوجها
الزبير بن العوام ـــ رضى الله عنه ــ
كرامة ألسيدة أسماء ــــ رضى الله عنها فى غزوة اليرموك
يقول أبو واقد الليثى ــــ رضى الله عنه :
كانت أسماء ــ رضى الله عنها مع زوجها الزبير ـــ رضى الله عنه
فقالت له : يا أبا عبد الله ، والله إن كان الرجل من العدو يمر يسعى فتصيب
قدمه عروة أطناب خبائى فيسقط على وجهه ميتاً ما أصابه السلاح
فكانت ــــ رضى الله عنها لها كرامات كثيرة وصفات عظيمة وجليلة
ولكن دعونا أخواتى نتكلم فى الجزء الثالث والاخير عن هذه الصفات
النبيلة التى لم تكن فى سيدة ألا السيدة أسماء بنت أبى بكر
ــ رضى الله عنها.
صفات ـــ ذات النطاقين ــــ رضى الله عنها
كانت ــــ رضى الله عنها ــــ
تقيةعابدة
وبلغ عن تقواها وتعبدها إنها
لم تترك العبادة بعد أن بلغت التسعين من عمرها وهى عجوزة عمياء ضعف
عقلها ورغم ذلك أحضرت أنسان يذكرها بالصلاة و كيفيتها حتى لا تموت
وهى تاركة الصلاة.
علمها : كانت اسماء ــــ رضى الله عنها :
عالمة محدثة فقيهة فهى التى روت الأحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم
وهى التى كانت تفتى فى أدق المسائل الفقهية
جودها : عرفت أسماء بنت أبى بكر ــ رضى الله عنها
بالجود والبذل و الانفاق على الفقراء والمساكين وكان لها فى ذلك منهج خاص
يقول عبد الله بن الزبير ما رأيت امرأة قط أجود من أمنا عائشة وأسماء
فكان جودها مختلف فكانت تجمع الشئ إلى الشئ حتى إذا اجتمع عندها وضعته موضعه
فكانت ـــ رضى الله عنها لا تدخر شيئاً للغد فكانت سخية النفس
شجاعتها الفريدة:
يقول عبد الله بن الزبير ـــ رضى الله عنه
يأخذ بمشوراتها فى أمر قتال وقال لها خذلنى الناس حتى ولدى وأهلى
فماذا أفعل ولم يبق معى ألا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من الصبر
ساعة والقوم يعطوننى فما قولك
تقول ذات النطاقين ـــ رضى الله عنها
لأبنها
إن كنت تعلم إنك على حق وإليه تدعو فامضى له فقد قتل عليه أصحابك
ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بنى أمية
وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك و أهلكت
من قتل معك ، كم تمنت ألسيدة أسماء ـــ رضى الله عنها
أن يموت ولدها شهيداً
كانت ذات النطاقين عندها من الشجاعة مالا يوصف أخواتى فقد كانت تحث
أولدها على الشهادة فى سبيل الله فلما قتل أبنها وصلب جاءت إلى الحجاج
وهى عجوز طويلة عمياء
فقالت له: أما آن للراكب أن ينزل ؟ فقال :المنافق ؟
قالت والله ما كان منافقاً وكان صوماً قواماً براً
قال الحجاج: أنصرفى يا عجوز فقد خرفت
قالت : لا والله منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: فى ثقيف كذاب ومبير (الكذاب هو المختار بن أبى عبيد الثقفى
وأما المبير أى المنافق فهو الحجاج)
الراوي: والد أبي المحياة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/259
خلاصة حكم المحدث: أبو المحياة وأبوه لم أعرفهما
هكذا كانت شجاعة أسماء بنت أبى بكر ـــ رضى الله عنها و رباطة قلبها مع
كبر سنها و رايت ظلم وجبروت وقلة حياء وسوء الأدب من الحجاج
ولكنها تقطع لسانه البذى بعد أن قتل عبد الله بن الزبير وصلبه ثم أنزله والقى
به فى قبور اليهود
وصبرت أسماء ذات النطاقين على هذا الفعل الاثم من الحجاج ورفضت أن
تذهب له عندما دعها مرة أخرى وأمر بحبسها داخل بيتها فقالت فى صمود
وفخر بالايمان ولغة الايمان العميق والخوف من الله وحده
لا آتيك حتى ببعث إلى من يسحبنى أليك.
وفاة السيدة ـــ أسماء بنت أبى بكر ـــ ذات النطاقين ــ رضى الله عنها:
وبعد حياة حافلة مليئة بمشاهد الحق و أفعال الصدق وأنوار اليقين
جلست أسماء بنت أبى بكرـــ رضى الله عنها: على فراش الموت وذلك بعد وفاة
ولدها عبد الله بليال قد تكون ثلاثة أو سبعة ليلى أو أكثر
وكانت قد دعت الله قبل موتها أن تكفن ولدها وتصلى عليه و أستجاب الله لها
فأتيت بعد موته فجعلت تحنطه وتكفنه بيدها
أما وصية ــ ذات النطاقين قبل موتها
فهى قولها : إذا مت فاغسلونى وكفنونى وحنطونى، ولا تذروا على
كفنى حنوطاً ولا تتبعونى بنار
وقد توفيت سنة ثلاثة وسبعين وقد بلغت مائة عام وهى آخر المهاجرت وفاة
فإلى جنة الفردوس يا ذات النطاقين