عندما غلب سيدنا موسي عليه السلام جميع السحرة آمنت السيدة آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون، حيث سألت من غلب فقيل غلب موسي وهارون فقالت : آمنت برب موسى وهارون، وقد آمنت آسيا قبل إيمان امرأة خازن فرعون ماشطة إبنتة، وعندما أسمع الله عز وجل آسيا كلام روح ابن امرأة خازن فرعون يبشر امه بما أعده الله لها في الجنة لتصبر علي الاذي وقبض الله روح امرأة خازن فرعون وكشف الغطاء عن ثوبها ومنزلتها وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون، فإزداد إيمانها ويقينها .
أطلع الله عز وجل فرعون علي إيمان زوجته فخرج علي الملأ وقال في الناس : هل تعلمون من آسيا بنت مزاحم؟ فأثني جميع الناس عليها، فقال لهم : إنها تعبد آلهاً غيري، فقال الناس : اقتلها اذا ، فأوتد لها فرعون أوتاداً فشد يديها ورجليها سمر يديها ورجليها وألقاها في الشمس، ولكن الله عز وجل أمر الملائكة أن يظلوها بأجنحتهم عندما ينصرف الناس عنها .ثم أرسل إليها فرعون يخبرها أنها إن عادت عن دينها فستكون امراته من جديد ويرجع عن تعذيبها، فعندما أتاها رسول فرعون رفعت بصرها إلي السماء وقالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة و نجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين، فاستجاب الله عز وجل لدعائها ورأت آسيا بيتها في الجنة فضحكت، بينما كان فرعون مقبل عليها فقال : الا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك، فقبض الله عز وجل روحها وألقي حراس فرعون الصخرة كما أمرهم عليها ولكن بعد أن قبضت روحها وكان جسدها بلا روح فلم تشعر بالألم .