الفصل الثامن ♥

9.4K 383 77
                                    

_إن كان للقلب الحق في التحدث، لكان قال لها واخبرها بالكثير عن عشقها المستحوذ على كل ذرة به_

************************

حاول عمر أن يتخطى مشاعره المضطربة التي تجتاحه ما أن يراها، ويهدأ عاصفة قلبه التي بدأت كعادته عندما يراها.

اقترب منها بخطواته، ووضع يده فوق كتفها يهز إياها برفق، حتى نجح بالفعل في إيقاظها، وقفت تطالعه باعين تملأها الدهشة والعديد من التساؤلات قد آتت إلى عقلها.

تشعر أنها في حلم تحلم به كعادتها، فكيف قد آتي هنا في ذلك الوقت؟!

كانت تعلم أنه سيأتي إليها بالطبع؛ حتى يأخذها لكنها لم تتوقع أن ياتي بتلك السرعة، علمت أنها في واقع ليس في حلم كما كانت تظن، عندما وصل صوته الى مسامعها وهو يتحدث بنبرة حادة كعادته

:- إيه اللي عملتيه دة، بتتصرفي من دماغك ليه، ازاي تيجي تقعدي في بيت كامل لوحدك، أكيد بتهزري، أنتِ بتتصرفي من دماغك ليه، كعادتك دايما مش بتفكري في اللي بتعمليه، مش عارفة دة هيبقى صح ولا غلط.

عقدت كلتا زراعيها أمان صدرها الذي كان يعلو ويهبط بعنف وغضب، كانت تنتظر إياه حتى ينتهِي من حديثه، ثم أردفت ترد عليه بمكر

:- هو إيه اللي ازاي اقعد في بيت كامل لوحدي، إيه العجيب والجديد في كدة أنا حياتي كلها بقت لوحدي جت على البيت مثلا، أنا قولت آجي أعيش في مكاني الطبيعي زي حياتي، متشغلش بالك أنتَ.

رد عليها بحدة وهو يزمجر بغضب اجتاحه ما أن استمع إلى حديثها الذي اشعل النيران بداخله

:- فين لوحدِك دي، ما احنا كلنا جنبك ومعاكي يا آلاء، ماما، تامر، فريدة، ونغم، فين اللي لوحدك بقا، ولا هي كم كلمة حفظاهم عاوزة تقوليهم وخلاص.

_وتفتكر يا عمر هما دول بس اللي أنا عاوزاهم ومحتاجاهم جنبي في حياتي.

غمغمت جملتها بنبرة تملأها العتاب والحزن الذي دمر أنياط قلبه، تريد أن تصل إلى غايتها.

صمتت لوهلة ثم استردت حديثها مرة أخرى، عندما رأته أولاها ظهره حتى يتهرب منها ومن نظراتها التي ترمقه بها، يشعر بجمرات ملتهبة تزداد اشتعالا بعد جملتها؛ لذلك توجهت هي ووقفت قبالته؛ ختى تستطع مواصلة حديثها

:- والله!! هي عمتو اللي كانت جنبي قبل كدة، آه صح اصل ماما وبابا كانوا بيطمنوا عليا لما اروح أي حتة مع تامر وفريدة مش كدة.

اردفت جملتها الاخيرة بسخرية تامة، وقد اعتلى ثغرها ابتسامة زائفة.

تذكر على الفور حديث خاله الدائم له، كان يخبره دوما بأنه يطمئن عليها عندما تكون معه هو فقط.

قبض فوق يديه بغضب حتى ابيضت مفاصله من فرط الغضب الذي يعصف به، وصدر عنه تنهيدة حارة من داخله، قبل أن يرد عليها بصرامة و نبرة حادة، لكنها لينة بعض الشئ

آنين وإبتهاج (هدير دودو) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن