وكانت تتحدث بتهديد شديد "انت كل مره تفضلي تتاخري في دفع الإيجار كده انت اي معندكيش دم ولا بتحسي ولا بتحبي تأكلي فلوس الناس وتنامي مرتاحه انا هستن لاخر الشهر دا اخرك معايا ودا اخر تحوير ليكي انت فاهمه "
كالعاده حياه تستمع لهدا التهديد عند أول الشهر من ام محمد صاحبه البيت التي تسكن فيه حياه واختها نغم وهي ترد علي كلام ام محمد بكل هدوء كعادتها "حاضر أن شاء الله يا ام محمد علي اخر الشهر الإيجار هيكون عندك "
كانت تغادر ام محمد وكانت آخر نظراتها كتحزير لها وحياه أغلقت الباب خلف ام محمد وجلست علي الكرسي بجانب الباب ودموعها تنهمر علي حالها هي واختها بعد وفاه والديها وخصوصا والدتها التي تركتهم بدون رعايه وذهبت الي زوجها
حياه تفكر وتفكر لا تعرف من اي تدربر المال وكل مالها الذي تأخذه من عملها في المحل لا تعلم هل تسد البقال ام الجزار الذي لا يأخذون منه اللحمه الا كل شهر مره وتظل تسددها باقي الشهر أم مصاريف نغم ام ايجار المنزل أو بتعريف اصح ايجار الحجره التي لا يو بها طاوله وكرسين فقط حيث أن حياه باعت كل مقتنياتهم لتدبير حالهم
ولكن حياه أخبرت صاحبه المنزل أنها ستدبر المبلغ لكي تريح نفسها من صراخ صاحبه البيت حتي هذا الوقت تكون الأمور قد تيسرت ورفعت يدها الي الله "يارب دبرها من عندك انا تعبت مش عارفه اعمل اي واجيب منين يارب دبرها " كانت. تتحدث بحرقه علي حالها هي واختها نغم التي تركتهم والدتهم التي كانت تعولهم بكل ما تستطيع وكانوا مستوردين الحال حتي مرضت مما ادي الي مماتها وتركتهم لا يعلمون كيف يديرون حالهم وما شعورهم الذي كان مختلط لبن القهر والحزن علي حالهم واليوتم الذي أصبحوا فيه وخصوصا نغم فهي صغيره علي كل هذه الآلام وتفعل حياه كل ما تستطيع لكي ترشيحها ولكن ما باليد حيله ودموع نغم التي تحرق قلبها حيث تعود كل يوم من المدرسه عيناها متدمرنين من البكي بسبب تنمر باقي الاطفال عليها بسبب ملابسها و يوتمها وكأنه ليس كافيا موت والديها وضيق حالهم ولكن حياه تظل تواسيها وتوعدها ان لهذا الحزن نهايه وان هذا الحزن سيتدل يوما ما كي تستطيع أن تكمل حياتها ودراستها مع هذا التنمر والحزن
فاقت من شرودها علي صوت طرقات علي الباب وظنت أن.......