بَعدَ أَنْ حَطَم "إِبرَاهِيم" الأَصنَام فِي مَعْبَد -أور- عَاد القَوم وَوجَدُوا أَصنَام أَلِهَتَهُم قَد حُطِمَت جَمِيعُهَا إِلى كَبِير الأَصنَام الذِي وُضِع القادوم بِيَدَيه فَتذَكَر نَفر مِنهُم حِقدُ إِبرَاهِيم عَلى أَلِهَتهم وكُفرِه بِهَا إجتَمعُوا بِه وسَألُوه:
أَنتَ مَن فَعَلَ هَذَا بأَلِهَتِنا ياإِبراهيم!؟
قال:
بَل فَعَلَهَا كَبِيرهُم فَسأَلُوهُم إِن كَانوا يَنطِقُون
فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ وكأَنَهُم أَفَاقُوا مِنْ غَفلَتِهِم فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ولكِنهُم إسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى وأَجمَعُوا أمرَهُم أَن يَحرِقُوه ويَنتَصِرُوا لأَلِهَتِهم
بِقَتل "إبراهيم" قتلًا يُكَافِىء جَرِيمَتَه فِي حَق الآلهة أَوقَدُوا نَّاراً هِي أَعظَمُ نَّار أُوقِدَت عَلى ظَهرِ الأَرض وأَن يُلقَى فِيهَا "إبراهيم"وظَلَ أََهلُ بَابِل يَجمَعُونَ الحَطَب لإيقَاد تِلكَ النَّار شهرًا كاملًا..ولما أَوقَدُوهَا نارًا عَظِيمَةً أَصبَح نُورُهَا يُرَى مِن آخِر المَدِينَة، جَاء مَلَك لإِبرَاهيم فقال:
ياإِبراهيم ألَكَ حَاجَة ؟
وكَان هذا المَلَك هُو جِبرِيل عَليه السَلام
قال إبراهيم:
أَما لَك فلا وأمَا للّٰه فَنَعم
حَسبِي اللّٰه ونِعمَ الوَكِيل
والنَّاس يَنظُرُون، ألقِي "إبراهيم"فِيهَا بِالمَنجَنِيق كَانَت نَار عَظِيمَة فقال اللّه:
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ
فلَم تَمَس "إِبراهيم" بِسُوء فكَانت برداً وسلاماً عَليه
كَان أَغرَب مَنظَر وأعظَمُه فِي الوَقتِ عَينِه
النَّاس مُندَهِشُون، مالذي جرى؟
وإبراهيم قَائم يُصلِى فِي النَّار فِي مَشهَد لا يُصدق
أهذا سِحر أم حَقِيقَة؟وتَركوهَا أيامًا ولياليَ كانت كُل الحَيَوانَات تطفئ النَّار عن"إبراهيم" إلى"الوزغ" كَان يَنفُخ يأجج النَّار على"إبراهيم"حتى إنطفأت بَعدَ أَربَعِين يَوم فَهَرعُوا إِليهَا فَوجَدُوه واقِفًا هُنَالك ولَيسَ بِه شَيء خَاف النّاس مِنه ورتَابوا
وسمع بِه مَلكُهم
أَمَر النَمرود بِحظُور "إِبرَاهِيم" فَكَانت المُوَاجَهَة الشَهِيرة ،
قال زاهاك النمرود :
-مَنْ هُو إِلهُك ياإبراهيم
رَد إبراهيم :
-رَبِي الذي يُحيي ويُمِيت
قال زاهاك النمرود:
-أنا أُحيي وأميت.. أضربُ عُنقَ سِجينٍ لدي فَأميِتُه وأتركُ الآخر فَيَعِيش.
رَد عَليه إِبرَاهيم:
-إِلهي يُخرِجُ الشَمس مِن المَشرِق.. فَأَخرِجها أنت مِن المَغرِب
{قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
فبُهت "النمرود" ولم يدرِ ما يقُول..
بَعدَهَا خَرَجَ "إبراهيم"يَدعُوا النَّاس فَلَم يُؤمِن بِدَعوَته إِلى "لوط" إبن أخيه "هاران" وزوجَتُهُ "سارة"
فأوحى إليه اللّه أن يُهَجِر...

YOU ARE READING
حَامِلْ اَلْنُور {سِلسِلَةُ اَلْبِدَايَةُ و اَلْنِهَايَةُ ٣}
Ficción históricaدَعني أخبِرك بأشياء لا تعرفها ولم تسمع عنها من قبل، لاتستغرب وأصغي جيداً وغرق في تفاصيل حروفي فكلماتي قد نسجتها بمعرفةٍ يطُول البحث فِي تَفاصِيلِها إن تعمقت في أحد أجزائها، غرقت في هلاك أصاب من سبقوك وإن بقيت معي ستنجوا بخلاصة ماأريدك ان تعيه وتحف...