القارب مؤهب ،بعد قليل سنشرع في طريقنا نحو الحرية، سنكون محظوظين و نحظى لحياة هنيئة سنتخلص من هذا البؤس الذي عشنا به .هكذا صرخ قبطان القارب
بدأ الخوف يتسلل لقلبي و يدايا ترتجفان لا أعلم أمن البرد أو الخوف . أم سأتراجع في هذه اللحضة . لا هذا مستحيل لقد كرست أيامي و مالي لهذه اليوم.سأعيشه كما هو و كأن حياتي هنا جميلة ،لابأس ماهي إلا ساعات و نكون في سواحل أوروبا.هكذا مضت دقائق أهدئ نفسي بها.أنا ياسين طالب جامعي لم تسنح لي الفرصة لتخرج او حتى إكمال الدراسة ، أنا جرح خلد على حجارة المحيط أنا جثة دفنت تحت تراب المجتمع ، بدأت قصتي حين عدت من الإعدادية على الثانية عشر منتصف النهار وجدت البيت يعج بالناس ،دخلت من بين ذلك الحشد ليقع على رأسي خبر كدلو ماء بارد لم أفق من تلك الصدمة حتى اليوم ،وجدت أمي بين مجموعة من النساء الاتي يبكين أكاد أعرفهن كيف لي أن أنسى من طردننا في جوف الليل بعد طلاق أمي و إفتراقها عن أبي لم يكفنا غدر السند فزادو غدر العائلة لم يتقبلنا أحد و كأننا نكرة في هذا المجتمع لم يعد لنا ما نقابل البشر به ، و كأننا قمنا بجريمة في حق الإنسانية ،خيبة بعد خيبة.قد نكون نحن السبب لأننا نشاركهم بعض الأكسجين او تلك المساحة الصغيرة التي نحتلها عند وقوفنا.إجتزتهن و كلي مسلوب وجدت أمي ملفوفة بوشاح أبيض قد كان هذا سبب كرهي لهذا اللون كيف لا و هو من أخذ أمي .في ذلك اليوم إنهرت و تحولت حياتي للون الرمادي ،لم أجد ذلك المأوى الذي ألتجؤ إليه عند ضعفي غير نفسي.أخذت بالإجتهاد في المدرسة و خارجها مع شبح أمي التي حرمت منها .أتذكر يوم طردني صاحب المقهى لأنني وضعت سكرا في فنجان أحد الزبائن بالغلط، في ذلك اليوم حدثت ضجة بسببي يال سذاجتي ،لم يكن مرغوبا بي من الأساس لكن بعطف أستاذي قبلني ذلك المتملق صاحب المقهى ،لم يساعدني غيره كان يمثابة ذرع حامي لي لكنه ذهب و اختفى مثل أمي تركت وحيدا بسن صغير لا أفقة في الحياة سوى الدروس التي علمتني إياها المدرسة لكت لم أجد أفضل و أصدق من مدرسة الحياة ، أخذت أمشي بالشوارع جسدا بلا روح تائها أركل الحجارة تارة و أبتسم لسماء تارة أخرى حتى وصلت للمنزل أحد أقربائي الذي أواني حتى أصبح راشدا ،أكملت الثانوية و تحصلت على شهدة البكالوريا بعد إجتهاد و عناء أصبحت طالبا جامعيا محطا لسخرية كلهم يستهزئون بملابسي التي كانت رثة أكثر من نفسيتي حتى إحداهن قالت عني داعشي لأن اللحية تغطي وجهي ،لأن مقص قريبي أتلف فهو لم يكن أفضل مني حالا سوى بسقف يأويه فشاركه معي ، و من هناك بدأت فكرة الانتقال لأوروبا لعل الحياة تزهر في طريقي و نسيت أنها تكرهني... وجدت قاربا يتأهب للمضي في هذه المغامرة فأقنعت أحمد لذهاب معي و هكذا قمنا ببيع البيت و أخذنا حاجاتنا و مضينا للقارب و هاهو ذا في منتصف البحر
بدات الأمواج تتقلب و السماء تتلبد و القارب يترنح و بدأ الصراخ في القارب و الكل خائف و هناك من يصرخ سنغرق سنغرق
حتى أنت يابحر ؟ ماهو ذنبي لأعيش هذا حتى البحر خيب أملي لما كل هذا العذاب ألا يحق لي أن أفرح كباقي لأقراني؟ أهذه دقائقي الأخيرة في هذه الحياة ؟
إبتسم ياسين و سلم نفسه للأمر الواقع مرددا إن عدالة المولى عزوجل فوق كل شيئ سآخذ حقي الذي سلبتموني إياه و يا أيها البحر أضننت أنك خيبت ضني هذه المرة ؟ لا فأنا من تمنيت ذلك و كأنه إذا إنتقلت لأوروبا ستتغير حياتي سأذهب لمحكمة قاضيها الله ان لله و ان إليه لراجعون
أنت تقرأ
خيبات
Poetryهي قصة تحمل بين ثناياها كمية من الخيبات المؤلمة ، تحطم كل حصن لكي لا يلوذ لها الإنسان قصة قصيرة لفتى يسمى ياسين فقد اعز الناس له و تذوق المر من كل شيئ