علي: أكسره! كسرو الباب ليدخلو إلى تلك الجثة الهامدة بين أربع حيطان و متى ضحكت الدنيا له، ياله من مسكين يضن أن لدُنيا مشاعر
حمله كل من محمد و علي إلى السيارة ليسرعو به إلى المستشفى ؛ أحضروا السرير. صرخ بها علي مستنجدا أيوجد طبيب أصبح كالمجنون يحوس في تلك الضجة التي عمت المستشفى في دقائق كيف يخسره كيف يفعل ذلك بعد أن قرر إعلام أبيه يعلم أنه لا يستطيع تحمل صدمة أخرى مرة ثانية كيف و هو لا يعرف أصلا بأن له إبنا ستكون نتائج صدمته وخيمة، ربي ساعدني و إحمه و قرّ عين أبيه به (لا تستخدم يا المناداة في الدعاء لأن الياء للبعيد و الله قريب في. قوله تعالى { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[سورة البقرة:186]. والله أعلم
أدخلو ياسين الإسعافات
قرر علي أن يخبر صديقه الآن قبل أن يفقدو ياسين لا يعلم لماذا يحس بأن طيف الموت يحوم حولهم أستغفر الله العلي العظيم
علي في الهاتف: يا أبا ياسين أنا في مستشفى....... أحتاجك أن تأتي الآن اذا لم يكن متعبا.
ابا ياسين بعدما إستغرب من ما أردفه علي بهاته السرعة حتى أنه لم يدعه يسأله مابه او مايحدث، حتى أنه يردف السلام أولا: حسنا
أسرع ابا ياسين إلى المستشفى فصوت علي لم يكن بخير إذا لم يكن هو مريضا فمن؟ ربي قد تكون فدوى أنا لا أتحمل أن يحدث لها شيئ بعد فقدي لياسين(اللهم لا ترمي فيها سوءا اللهم احفظها)
خرج الطبيب المسؤول عن حالة ياسين ليهرع له كل من علي و محمد : هاااا مابه
الطبيب: إنهيار عصبي يبدو أنه لم يتحمل إحدى الصدمات لذلك سيبقى اليوم هنا لنتأكد من حالته فهو بخير الآن لكن يجب أن يبتعد عن القلق فمن الممكن أن يتعرض لها مرة ثانية و قد تكون خطيرة ، على كل الحمد الله على السلامة.
علي: شكرا
محمد: ماذا حدث له حتى يصاب بالإنهيار العصبي
علي غير مبالي: أخبرته أنني أعرف أباه.
محمد متفاجأ:كيف تعرف أباه من هو؟
علي: سليم أب ياسين
سليم من خلفه: كيف؟؟
إنتبه علي للواقف خلفهم و لا يعلم حجم الصدمة التي تلقاها
سليم في نفسه: أحَس أنه سطل ماء بارد رمي عليه كيف إبنه حي أم أنني أتوهم و من ياسين إذن إبني إسمه ياسين أليس كذلك لا يعلم ماهذه الكذبة التي عاش بها كيف يحدث هذا
علي متداركا لأمر صديقه الذي يشطره قبل أن ينشطر في حد ذاته: إجلسه يا محمد
علي يجلس بجانبه : سأحكي لك كيف قابلته إسمعني بدا بحكايته و سليم مغيب عن الحياة لا يعلم أين يعيش إنتهى علي من سرده لينتبه لسليم الذي أجهش بالبكاء
سليم من بين بكائه: أين هو إبني ردوه لي هل مات؟ لماذا هو بالمستشفى هل سيذهب مرة أخرى؟
أمسكه علي قبل أن يبدأ بالهذيان أكثر
في تلك اللحضات ذهب محمد ليسأل الطبيب أيستطيعون زيارته ليسمح لفرد واحد فقط شرط أن لا يجهده
عند حضور محمد فز له علي مستفهما ليعلمه ما قال الطبيب، ليردف علي: أدخل أنت يا سليم لكن لا تجهده قد يصاب بشيئ خطير. قصد أن يهلع لكي لا يضر فلذة كبده
دخل سليم إلى الغرفة الباردة الخالية من الصوت إلا من أصوات الآلات و دقات القلب التي تحدث ضجيجا كيف للحواس أن تقبل العيش مع هذا الصوت الذي لا نسمعه و إذا سمعناه فترة كرهناه قد نكون نكرهه لأنه يظهر عند المآسي فقط
وقف سليم عند رأس إبنه بتلهف يرى رجلا بارزة لحيته مصففة بعناية و شعره الذي ورثه منه مشعث غير مرتب و ملامحه الشاحبة التي توحي بأن صاحبها نال من الحياة قسطه، بدا يتلمس شعره و يديه التي غرزت بها إبرة لنقل المصل المغذي في آن بدا ياسين يفتح عينيه و تتضح له الأشياء رأى رجلا ليس بغريب عنه لكنه لا يعرفه أهذا أنا؟ إنه يشبهني عندما تغطي اللحية كل وجهي ماذا يحدث أمت؟ لم يستطع التكلم فهو يحس نفسه مكبلا أمام نسخته المكبرة
بدا وجه سليم يتفتح لتفتح عيني ياسين لا يريد أن يجهده لكنه لم يستطع الخروج لذلك أردف من بين شفتيه التي إلتسقت تأبا المفارقة ليصدح صوت طفيف: إبني!
تعجب ياسين ليدرك ماعاشه و يتذكر كلام علي لا يستطيع أن يجزم شيئا لكن هذا هو الوقت المناسب ليضع النقاط على الحروف اليوم سيعلم لماذا تركه أردف و التعب نال منه: لما تركتنا
سليم بعد أن فهم ماذا يقصد و ما قال له علي قبل الدخول أن ياسين قالو له أنه تركهم يردف في أسى بادي على ملامحه المجهدة: سأخبرك بكل شيئ لكن لن تقاطعني
أومأ ياسين برأسه موافقا أن يستمع لتبريراته فلا قوة له بأن يبقى بلا إجابة بعد أن كانت أمه تأبى اجابته عن سر ترك والده لهم.
أنظر يا إبني أنا لم أكن أنانيا لكنني حقا نادم لقد حدثت خلافات بيني و بين أمك و لكنها لم تتحمل لم تتحمل أن تبقى معي بعد تلك المشاكل فأنا يا بني لم يكن لي بيت فعشت مع عائلتي بسبب الظروف المعيشية لكن أمك لم تستطع التأقلم على ذلك بحكم أنه لدي أخوات و إخوة و بتنا ليس بكبير أعلم أنه من حقها لذلك لم أجادلها في موضوع الطلاق أرادت أن تبني لك حياة كريمة و رأت أنني لا أملك ما يؤهلك لذلك و هي من كانت بنت عائلة عريقة لها من المال و الجاه لذلك قبلت بعيشك معها كل تلك الفترة الطويلة أتعرف أنها كانت عصيبة ففي طلاقنا إشترطت علي أن لا أراك و خالتك ساعدتها بكونها محامية فقبلت بعد أن إقتنعت أن حياتك معها أفضل لك و بعد أن سمعت بوفاتها أتيت لأخذك للعيش معي فقد استقريت ماديا لذلك كنت متيقنا أنني سأكون سندك لكن ما أن وصلت إلى بيت جدك حتى قابلتني خالتك استغربت ان أمك توفيت فكيف لأخت أن تنسى أختها بسرعة هكذا فقد كانت في كامل حلتها سألتها عنك لأنني لم أدخل إلى جدك لأنه لم تكن علاقتنا طيبة لتخبرني أنك توفيت قبل أمك بعامين و أنها لحزنها عليك لحقتني لكن ما أخبرني به علي تيقنت أنها كانت سببا في تشتت عائلتنا فهي التي كانت تبدي المقارنات مع أختها و أكرهتها فينا لأننا فقراء و لا نصلح لهم أعلم أنه خطإي لكنني عميت من حزني عليك لم أحقق في الأمر أعدت بناء حياتي و الآن وجدتك سامحني
ياسين: ههههه أخطأت لكن ليس بقصدك حقا أخطأتم فأردتم تصحيح الخطأ و أنا أين محلي لماذا أنجبتموني إذن لكي أعيش هكذا لكي أحرم من كل شيئ لكنني لم أعاتبكم يوما فهي حياتكم نحن ألعاب بين أيديكم أليس كذلك متى ما أردتم تخلصتم منا لابأس لكنني حقا متعب لا أريد سماع أي شيئ أخرج
لم يعرف سليم كيف يواسي ابنه و على ماذا يواسيه لديه كل الحق خرج يجر مأساته معه.
في جهة أخرى صورية: والآن كيف حاله أمي قلقة عليه
محمد في الهاتف: إنه بخير لا تقلقو
صورية بعد أن أنهت المكالمة. إنه بخير يا أمي لا تقلقي
توضأت زوجة علي لصلاة ركعتين شكرا لله و الدموع في محاجرها فهي تشفق على هذا الطفل سيئ الحظ
و صورية التي لا تعلم ما به صدرها يكتظ لتصعد لإكمال دراستها تشكر الله أنه بخير
أنت تقرأ
خيبات
Puisiهي قصة تحمل بين ثناياها كمية من الخيبات المؤلمة ، تحطم كل حصن لكي لا يلوذ لها الإنسان قصة قصيرة لفتى يسمى ياسين فقد اعز الناس له و تذوق المر من كل شيئ