الفصل ال32

15K 974 80
                                    

#الدهاشنة3....(#وخفق_القلب_عشقًا...)
         #الفصل_الثاني_والثلاثون.
(إهداء الفصل للقارئة الجميلة/يارا محمد ، شكرًا جزيلًا على دعمك المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 💙)

أعانقك خلسة بين سطور أوجاعي، فيرسمك الحنين فِي كُل الزَّوَايا ، فعشقك يَغزُو الشرايِين ، ويرنو صبابة لناظزي ولحلمي يسْتبيح ، فيأتيني محملًا بِعقيق الورد ، ليزرع بداخلي حلم ينبض بغرامك الذي أشعل مصباح وجداني، ليعود إليه ضوئه الشارد، فسكنة جسدي حاربها لساني حينما خفق بهمسٍ بين واقعه وحلمه بحروف اسمك:
_آســـــــر!
فتحت عينيها وهي تتفحص الفراش بخوفٍ، فأزاحت الغطاء عنها ثم هرولت تبحث عنه في الغرفة بأكملها، فاهتدت نظراتها عليه يغفو على المقعد الموضوع بالشرفة ، وعلى ما بدى إليها بأنه لم يذق النوم طوال الليل، اقتربت منه "تسنيم" ثم جذبت أحد المقاعد لتقربها منه، تتأمله عن قربٍ ومازال عقلها لا يستوعب كونه منحها السماح بتلك السهولة، بل أنصت إليها ولجرح قلبها النازف، ومع ذلك ضمها لصدره، أمسكت بيديه وكأنها تفتقد إحساس الأمان بقربه منها، وعينيها قد ملأتها الدموع، مازالت حائرة بالإنطباع الذي كونه عنها ، وما ينوي فعله، فتح "آسر" عينيه ليجدها تجلس مقابله، فما أن التقت الأعين بنظرة خاطفة حتى سحبت يدها ونهضت وهي تردد بارتباكٍ:
_آ... أنا كنت.. آآ..
أعاد المقعد للخلف ثم نهض ليقف مقابلها، فرفع ذقنها بيديه ليجبرها على التطلع إليه، تلك النظرة نفذت لأعماقها، فاستطاع أن يلامس ما بداخلها، فمرر يديه برفقٍ على خديها ثم قال بصوته الرخيم:
_صباح الجمال.
انعقد حاجبها بذهولٍ من طريقته، وخاصة حينما استطرد قائلًا:
_مش عايزك تفكري في أي حاجة تانية يا تسنيم، أنا جنبك ومستحيل هسمح لمخلوق يمس شعرة منك.
وضمها لصدره وهو يربت على ظهرها بحنوٍ أزاح تلك الآلآم العالقة بوجدانها، فودت لو ظلت هكذا للأبد حينها لن يهاجمها تلك الهواجس.
                       *******
بسرايا "المغازية"
لم تصدق "فاتن" ما أخبرتها به الخادمة، فهبطت للأسفل سريعًا لتتأكد بنفسها من الضيف الذي ينتظرها، فجحظت عينيها في صدمةٍ حينما رأت ابنتها هي من تنتظرها، فاستكملت الدرج لتقف مقابلها وهي تردد بدهشةٍ:
_ناهد!
لم تمنحها فرصة لإستيعاب الأمر، فهرولت لأحضانها، الا يكفيها غياب أعوام عن منزلها وعائلتها، فلم تكن تتخيل تلك المعاملة الباردة من والدتها، وخاصة حينما أخرجتها من أحضانها وهي تعنفها بغضبٍ:
_انتي ازاي تتدلي على مصر من غير ما تعرفينا؟
حدجتها بعينيها الفيروزية بنظرة حزينة، ليتبعها لهجتها المعاتبة:
_دي مقابلة تقابليني بيها بعد كل السنين دي يا ماما!  ، وبعدين يعني لو كنت قولت لحضرتك إني نازلة مصر كنتي هترضي أنتي أو أيان؟
احتدت حدقتيها بغضبٍ قاتم، اتبعه صراخها:
_أني مش عارفة انتي ليه مش قادرة تفهمي اللي بنمر بيه، وجودك اهنه في الوقت ده مش في صفنا يا بتي.
ابتسمت بتهكمٍ وهي تجيبها بسخرية:
_ليه!  ، عشان خايفة الكره والحقد اللي زرعتيه في قلب ابن اختك يبقى نتيجته انا الضحية..
واقتربت منها وهي تستطرد بحزن:
_مهو اكيد محدش منهم هيسكت بعد اللي هتعملوه في بنتهم، وهيبقى ليهم ردة فعل صح ولا أيه؟
صاحت بها بانفعالٍ:
_انتي برة اي حسابات،  ده تار أيان ويخصه هو.
استحقرتها بنظراتها قبل أن ترد عليها بسخطٍ:
_لا يا ماما اللي بيحصد شر مبيجنيش غيرها، وانتي باللي زرعتيه جواه هتجني علينا كلنا،  وبعدين مش كنتي دايما بتقولي انه ابنك مش ابن اختك،  ومن حبك فيها سمتيني على اسمها، خلاص يبقى تستحملي كل اللي جاي.
زلزل صوتها اركان السرايا:
_انتي بتعدلي على مين يابت فاتن، اللي بتتكلمي عنها دي كانا بتي قبل ما تبقى اختي الصغيرة، كنتي عايزاني اعمل ايه يعني وانا شايفاها قدامي غرقانة في دمها، كان لزمن أيان يفتكر اللي حصلها في كل ثانية وكل دقيقه عشان يقدر يأخد تارها من اللي اذوها.
تطلعت لها بانكسار، فكلما حاولت تغيرها فشلت في ذلك، مازالت والدتها محتفظة بتفكيرها التقليدي الباحت، حتى بعدما ارسلت ابنتها تستكمل دراستها في أكبر الدول المتقدمة.
                       ********
الظلام يستحوذ عليه فجعله لا يرى شيئًا من أمامه، كل ذرة في جسده تؤلمه، وكلما يحاول تحريك يده أو حتى ساقيه عجز عن ذلك، فتأوه بألمٍ شديد من فرط ما تعرض له من ضربٍ مبرح فمازال لا يتذكر أي شيء مما حدث، أخر ما يتذكره هو انجراف تلك السيارة لتقطع عليه  الطريق،فهبط منها رجال ذو أجساد عتية، فسأله واحدًا منهما هل هو "عباس المهدي"؟  ، فأكد له بأنه هو، ومنذ ذلك الحين لم يرى أمامه شيئًا من فرط اللكمات التي تلاقها وحينما فتح عينيه وجد نفسه بذلك المكان الغريب، فحاول جاهدًا أن يرفع صوته عل أحدًا ينجده، ولكن لم يستمع إليه أحدًا، وكأنه بنهاية العالم، فردد بصوتٍ شاحب حينما شعر بصوت أقدام تقترب منه:
_أني فين؟  ، وانتوا مين؟
لم يتحرك من يقف أمامه، بل كانت نظراته الصقرية مسلطة عليه بثباتٍ قاتل، دقائق يتفرس ملامحه، ليشير بيديه لمن يقف جواره، فأسرع تجاه أزرر الإنارة وهو يقول في طاعة:
_أوامرك يا كبيرنا.
انطلق الضوء بأرجاء المخزن المتهالك، لينير العتمة التي اختبارها منذ دخوله لذلك المكان القبيح، فحاول فتح عينيه لتتصلب على مصرعيها حينما وجد من يقف أمامه، يطالعه بكل غرور وعنجهية،  فبات مشتتًا لا يعلم ما الذي يحدث بالتحديد، حتى أن نطقه للكلمات خرجت مذبذبة:
_آسر!!
سحب نظراته القاتمة عنه، ثم استدار تجاه"صالح" ورجاله، ليشير إليه بخبثٍ:
_إخص عليك يا صالح، بقى تعمل في الخال كده!   لا لا زودت العيار.
ابتلع "عباس" ريقه الجاف بصعوبةٍ بالغة، وهو يراقبه بخوفٍ، وكأنه يشك في نواياه، فقطع آسر المسافة بينهما، حتى بات ينطاحه رأسًا برأس، فلف ذراعيه حول رقبته ليدفعه بعنفٍ وهو يردد بصوت ثابت انفعالاته:
_شكله مكنش يعرف ان بينا نسب يا خال، حقك عليا أنا.
استحضر كلماته المهاجرة وهو يحاول الصمود أمامه:
_في أيه وليه مخليهم جايبني هنه.
حك طرف أنفه بهدوءٍ عجيب، ثم استدار برأسه تجاه صالح ليؤمره بالخروج، ثم وقف في مقابلته، طالت لحظات الصمت والاخير يترقب ما سيقوله، فانحنى على اذنيه ومن ثم همس بصوته الشبيه بفحيح الأفاعي:
_أنت تعرف أيه هو عقاب اللي يبص لحريم بيت الكبير؟
وضم شفتيه معًا وهو يستسكمل بمكر:
_لا أكيد متعرفش،بس اللي هتعرفه الوقتي اللي يقرب لشيء يخصني عاقبه هيبقى أيه  ..
ورفع ساقيه ليهوى بها على جذعيه فصرخ الاخير بألمٍ حينما طقطقت عظامه، ومن ثم عاد ليكسر اليد الاخرى وهو يصيح به بغضبٍ فتاك:
_أنت هنا عشان أعاقبك على كل اللي فات واللي جاي،زمان مكنش في حد يقفلك ويدافع عن تسنيم دلوقتي في اللي هيخليك تكره حياتك وتتمنى الموت..
وهوت بساقيه ليكسر قدميه، والاخر يصرخ كالنساء ويطالب بالرحمة التي لم تشفع له مثلما لم يشفع لتلك الصغيرة ذات الجدائل الصغيرة، صرخ وهو يتعهد له بالا يفعل ذلك مجددًا، ولكن لن يبرد تلك النيران المشتعلة بداخله..
                  *********
اجتمع الجميع على المائدة بمنزل الكبير لتناول الغداء، بينما كانت تجلس "ماسة" على الأريكة تلهو بدميتها لامتناعها بتناول الطعام في ذلك الوقت، فلم يرغب يحيى بالضغط عليها لذا تركها لجواره وجلس يتناول طعامه، سقط بين يد "ماسة" سيارة صغيرة باللون الأحمر، أعجبتها للغاية، فأخذت تحركها يمينًا ويسارًا، استحوذت على انتباهها وتركيزها، لا تعلم لما تشعر بأنها رأتها من قبل، فلم يخب أمالها حينما عمى عينيها ضباب طفيفي ليدفعها لرؤيتها تقود سيارة كبيرة الحجم باللون الأحمر، وفجأة انقلبت بها عدة مرات وصراخها كان يصم اذنيها باسمه، ارتجفت اصابعها وانتفضت بجلستها لتسقط السيارة عنها وهي تصرخ بشكلٍ جنوني:
_يحيــــــــــــــــى!   لا..... لا..
وسقطت أرضًا مغشي عليها، ليهرع إليها "يحيى" فحملها بين ذراعيه وهو يلطم وجهها برفقٍ ويناديها بقلقٍ سيوقف قلبه حتمًا:
_ماسة!!
وحملها للاريكة والجميع في حالة من الفزع، وترقب لما سيقوله الطبيب الذي أتى به "بدر" على الفور.
                       ******
كان مهمومًا، يشعر ولأول مرة بأنه بحاجة لوجود أحد أبناء عمه لجواره، عله سيهون عنه كثيرًا، يشعر بأنه مغلوب على أمره بما فعلته به "روجينا"، فكم تمنى أن لم تمت له بصلة عله يتخذ قرار يرضي غروره كرجلًا يسري بعروقه دمائه الشرقي، أفاق أحمد من عتابه لنفسه الذي طاله بجراحه على صوت دقات باب شقته، فنهض عن مقعده ثم اتجه ليفتح بابه ليرأها تقف أمامه، تلك الفاتنة التي أنبضت بداخله في ذلك الوقت شعاع لحبٍ لطالما كان يتهرب منه، ويظنه ليس من حقه، بات الآن على علم بأنه كان يمتلك كل الحق، نظراته الساهمة بها جعلته تقرأ ما تكتبه عينيه بين سطورها، فتملكتها ربكة أخفق لأجلها قلبها دون توقف، فلعقت شفتيها بتوترٍ وهي تقدم له ما تحمله من طبقٍ يملأه الشطائر وعصير البرتقان باليد الاخرى، لتخبره بارتباكٍ لاحظه أحمد:
_أنت مأكلتش حاجة من الصبح فعملتلك حاجة خفيفة.
ابتسم بتهكمٍ ثم قال بصوتٍ رق بحبها:
_طول عمرك بتركزي في أصغر تفاصيلي يا حور.
ابتلعت ريقها بصعوبةٍ، فوضعتهما بين يديه ثم كادت بالعودة لشقتها،  فاوقفها حينما قال:
_حور.
وضعت يدها على صدرها وهي تجاهد ضربات قلبها العنيفة، فسحبت نفسًا مطولًا قبل أن تستدير إليه، فوجدته يضع ما بيديه ويقترب ليقف مقابلها، ثم بكلماتٍ مبهمة قال:
_أوقات كتير الظروف اللي حوالينا بتبقى أقوى من أي مشاعر لطيفة ممكن تكون بين اتنين عمر ما قلوبهم اعترفت بحبهم لبعض لان ده بالنسبالهم شيء مخالق لاخلاقهم ومبادئهم اللي اتربوا عليها، بس النظرات والافعال بتبقى عكس اللي جواهم، ويمكن اللي يقدروا يكنوه لبعض هي المحبة والاحترام اللي هيفضلوا في ذكرياتهم للأبد.
ترقرقت عينيها بالدموع وقد تسنى لها فهم لغز كلماته التي لامست وجعها، فنقلت لعينيه لمعة بدمعة عزيزة شفقت على حالهما، فارتسم ابتسامة افتكت برجولته الجذابة وهو يقول:
_كده يبقى فهمتيني.
هزت رأسها ومن ثم رفعت عينيها تجاهه لتجيبه بصوتٍ مزق قلبه فعليًا:
_فهمتك يا أحمد.
ثم كادت بالتوجه لشقتها، ولكنها توقفت رغمًا عنها، ثم استدارت لتقف مقابله مجدداً قائلة بابتسامةٍ ترسمها بالكد:
_مش محبة واحترام بس، دعوات صافية بالسعادة اللي ممكن نلاقيها حتى لو مع ناس غيرنا..
وبألم اخترق صوتها قالت:
_خليك متأكد اني هفضل ادعيلك على طول... عن أزنك.
وتركته وهرولت للداخل وتلك المرة انسحبت قوتها الزائفة، لتخر أرضًا خلف باب غرفتها باكية، ويدها تكبت شهقاتها علها لا يستمع لأنينها أحدًا، ولكن كيف لقلب عاشق الا يستمع لنصفه الأخر؟
                         *******
حبيباتي الفصل قصير عن قصد لاني الفصل ال33 هيكون فيه قفز بحدث معين هنتكلم عنه باستفاضة.... المهم عندي ليكم بقى خبرين هيفرحكم أوي، علشان تعرفوهم لازم تدخلوا اللينك اللي تحت، بس لازم تعرفوا اني هحتاج دعمكم جدًا زي ما اتعودت اني مخطيش اي خطوة من غيركم ومن غير دعمكم ليا، مش هطول عليكم يالا ادخلوا باللينك وادعموني ووصلوه لاكبر عدد من اللايك انا واثقة انكم اد التحدي...

اللينك أهو 👇🏻ويارب المفاجأة اللي تعبت فيها الايام اللي فاتت كلها تنال اعجابكم... بحبكم في الله ♥..

https://www.facebook.com/386876678074537/posts/5371230072972481/

**********_________*********

الدهاشنة 3 .. وخفق القلب عشقاً .. آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن