الفصل الأول: ثلاثة وواحد.

1.1K 74 281
                                    


ارتمى جسده بدفيء أحضان أمه الجالسة على كرسيها المتحرك تتلو عليه تلك الكلمات التي لطالما كانت تقولها كل الأمهات في مثل هذا الموقف عندما يسافر أطفالهن للجامعة
"بني... تناول طعامك، اهتم بصحتك، ولدراستك"

فصل العناق مقبلا رأسها وكلتا يديها يوميء لها بالإيجاب ولكنها أشارت بسبابتها وكأنها تحذره عندما تذكرت تلك الجملة فجأة
"وتحصل على أصدقاء جدد"

قهقه منها ومن تحذيرها اللطيف
"ليس بهذه السهولة"

"جيمين لا تزعج أمي و تعال لأودعك"
قال الأخ الأكبر وهو يتجه نحوهما تظهر فى حركة جسده الطويل والمتناسق مرحاً وفي خطاه سرعة تنم عن محبته، باسطاً ذراعيه الطويلتين ليتمركز بينهما الأصغر معانقاً إياه بقوة.

"سأشتاق لك سوكجين"
"هيونغ أيها ال.." ضرب سوكجين على ظهره ببعض القوة مؤنبا أخيه الصغير الذي لا يحترم فارق العمر بينهما، مما جعل جيمين يتأوه قليلا محاولا الابتعاد عن الآخر وهو يتلوى كالسمكة

"سوكجين!"

حذرته الأم من العبث مع صغيرها مما جعل سوكجين يضحك تاركا جيمين وواضعا يده على كتفه"اجعلني فخورا بك"
لم يكد يعده حتى التفا على بكاء الأم مجددا مما جعل جيمين يتذمر "أميييي أخبرتك أني سأكون بخير"
وهكذا أخذهم سوكجين في عناق أخير قبل ذهاب جيمين.

لم يكد يصل جيمين لنهاية الشارع الذي يسكن به مع أسرته، حتى خارت قواه التى تفاخر بها أمام أمه وأخيه، توقف قليلا بينما يدلك عينيه.

"أمي هناك رجل كبير يبكي!"

إلتقطت أذناه بعفوية ذلك الصوت فنظر خلفه لطفل يمسك يد والدته التي قالت "لقد ضربته أمه لأنه لم يشرب الحليب"
رفعت الأم بصرها نحو جيمين المصدوم
"لم أبكِ!"
ابتسمت لجيمين وسارعت للهروب من الموقف المحرج ساحبة طفلها الذي ظلت عيونه متعلقة على جيمين ومشيرا إليه
"لقد كنت تبكي أيها العم.. أمي كيف عرفت أنه لم يشرب الحليب!"
"شششش الكبار يعرفون كل شيء"
سمعها جيمين تقول هذا وهى تسرع أكثر من خطواتها بعيدا عن جيمين الذي بقى مندهشا يفتح فاهه ويشعر بالإحراج حقا.

لكن عندما رأى كيف أن هذا الطفل يبدو مطمئنا وهو يسير ممسكاً بيد أمه، نظر ليديه التي تمسك بمقبض حقيبه سفره والتي ستكون رفيقته طوال الرحلة للعاصمة بعيدا عن مسقط رأسه بوسان.

وصل سيؤول بعد ساعات ليجد نفسه بأكثر الشوارع ازدحاما، شعر بتوتر خاصة وهو لا يعلم كثيرا عن الأماكن في هذه المدينة الكبيرة، وقد خالجه شعور الغربة أكثر مما ظن فقرر أن يستقل سيارة أجرة فلا يوجد من هو أعلم بطرقات المدينة أكثر من سائقيها وأجهزة تحديد المواقع في سياراتهم.

غذاء الروح || Kbromanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن