{11}

338 41 20
                                    

_________________________

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

_________________________

نيويورك:
سجن بوكا / الساعة السادسة مساءا:

تقف ذات الشعر الأسود على منصة الإعدام
ملامحها لازالت تتميز بالبرود الذي شهدته منذ صغرها
لا تُظهر أي ذرة خوف ، تقف بشموخ وثقة
عشبيتاها تنظران لكارهينها بهدوء
امامها يقف آلاف المدنيين الذين يصرخون ويطالبون بلفّ عنقها بذلك الحبل الذي لا يفصل بينها وبينه سوى بضعة سنتمترات
رغم مظهرها الثابت ، في داخلها تشعر بأسى شديد
لن ترى اخاها أبداً كما طمحت إليه
لن تلم شملها بذلك الشخص الذي عاشت من أجله ، قتلت من اجله ، واُعدَمت من أجله

لا تحزن إن مت ولم اراك يا أخي
فأنا ميتة منذ فراقنا ، هانا التي سترى خبر وفاتها ليست روحي وإنما جسدي فحسب يا اخي
روحي ماتت منذ تسع سنوات..
ما بات الصباح صباحاً من دونك ، ولا الليل ليلاً
نيويورك باتت غير حافلة بالنشاط كما كنت اراها رفقتك
بذلت مستحيلي لأصل إليك ، لاكن الجميع يقف ضدنا يا أخي
لا يريدوننا ، لا يحبوننا
ببساطة ، القدر لا يريدنا مع بعض
ولو ارادنا يوماً لقلت أنها معجزة
فأي معجزة يا ترى ستُعلي سقف احلامي
أنا حقا اتطلع للمعجزة التي ستجمعني معك.. ولو باتت بعد ألف سنة من يومي هذا
ألف سنة..؟
لاكن لما لا تكون الآن؟


بعدما اغمضت عينيها ، فتحتهما ببطئ لتقابل المشهد الذي اشمأزت منه
حبل المشنقة المعلق امامها ليس بالشيئ السيئ
انما الشيئ السيئ هو والدي الذي يقف مع المدنيين بينما ينظر لي بابتسامة خبيثة
أشعر بأنه يستخف بي ، يستخف بقوتي التي راهنت على انها ستهزمه
هو يثير اشمئزازي أكثر فحسب..
حتى تلك العصابة التي سلّمتني لوالدي ، تنظر لي بهدوء
جميعهم لا يبدي أي مشاعر
إلا صاحب الندبتين الذي يبتسم هو الآخر

" هيا!! "

احدهم يدفعني
لا اعلم لما هم متحمسون هكذا لموتي ، في النهاية حتى انا قد سئمت من هذه الحياة
لاكن..
ان ناديت الآن بإسمه.. هل سيأتي ياترى كما فعل سابقا؟

صَمّتُ قليلا ثم صرخت بكامل قوتي يائسةً من وضعي

" هانما! "

إعدام || HanmaWhere stories live. Discover now