كان يجلس في زواية غرفة المصحة وهو يضم قدميه له وينظر لنقطة وهمية، كل ماحدث وجلوسه الآن فهو بسببه هو، بسبب خطأه، في لحظاتٍ خسر كل شيء، خسر وجوده في نادي كبير لكرة القدم، خسر ثقة عائلته، خسر حبيبته چُمان، خسر كل ماكان يملُك، بسبب شلة أصدقاء سوء جعلوه يمشي معهم في طريق سيء، طريق الإدمان بالمخدرات الذي كاد ان يُنهي حياته للأبد.
شرد في حياته الطبيعية سابقًا مُنذ ذلك اليوم الذي اتت له فرصة المشاركة في مسابقة كرة القدم ليصبح بعدها لاعب رائع في فريق كبير...._______
" زياد يا زياد اخلص هتشلني"
صاح بها صديقه المقرب "حُسام" واقفًا جوار المرحاض ينتظر صديقه الذي اختفى بالداخل لنصف ساعة كاملة، فجأة فُتح الباب وكاد حُسام ان يقع لاستناده عليه تطلع له زياد بأستنكار مغمغمًا" هو الواحد ميعرفش يستحمى في البيت ده ولا إيه؟؟"
رد الآخر بضيق قائلًا
" عندنا محاضرة يا ملبوس.. ساعة بتاخد دُش إيه بتاخد نضافة سنة"
وقف زياد امام المرأه يُعدل من هيئته وهو يُخرج صفيرًا حتى لا يستمع لحديث حُسام الصباحي اليومي
ضرب حُسام كفًا على الآخر
" انت منك لله يالا "
صمت لبرهه ثم اردف بخُبث
" اه صحيح چُمان رنت عليك وانت بتشيل عفنك "
ألتفت زياد سريعًا يبحث عن هاتفه
" فين الفون بتاعي؟"
أشار له حُسام بلا مبالاة ثُم اقترب منه جاذبًا إياه معه
" والله ما انت واخدة غير لما تنزل عشان المحاضرة اللي مش هنلحقها دي خلينا نخلص من ام السنة دي ونتخرج بقا " وبالفعل جذبه معه للجامعةكان حُسام وزياد أصدقاء منذ الصِغر، انتقلوا سويًا لسكن جامعي في مُحافظة أخرى بعدما صادف القدر ان يكونوا بنفس الجامعة ويدرسون "الحقوق "
_____
كان يقف يستند على شجرة وهو يتحدث بنبرة عاشق ولهان
" إيه ياحبيبي، معلش الولا حُسام كان بيرخم عليا الصبح ومرضيش يديني الفون اكلمك"
أتى صوتها من الجهة الأخرى
" مافيش مشكلة، أنت عامل إيه؟"
اجابها بأبتسامة
" الحمدلله، انا لسه مكلم ابوكِ امبارح واتفقت معاه هخلص الإمتحانات دي واجي نكتب الكتاب علطول"
قهقهت بخفة مهمهمة
" هممم، مستعجل اوي بس اشطا انا موافقة"
ظل يتسامر معها لوقتٍ لم يشعر به حتى أتى له حسام مرة اخرى يقاطع حديثه معها كالعادة، اسمته چُمان ' قاطع اللذات واللحظات السعيدة'" في إيه ياعم يخربيت القرف، مش عارف اكلمها شوية؟"
جذبه حُسام كعادته وهو يتحدث بنبرة سريعة
" في مسابقة كرة قدم الجامعة عملاها وفي ناس كبيرة هتيجي تشوف اللاعيبة وهما بيلعبوا، اجري اخلص عشان تسجل"
تلألأت عيني زياد بسعادة، وهو يسير سريعًا مع حسام ليُسجل اسمه وهو يشرد بخياله نحو تلك الأحلام التي يتمنى ان تتحقق مُنذ زمن، وهو أن يصبح لاعب كرة قدم كبير في يومٍ من الأيام، ويبدو ان هذا اليوم قادم.
أنت تقرأ
حكايات من القلب للقلب ♥️
Short Storyهنزل هنا كل الاسكريبتات الي هكتبها وغالبًا معظمها هيكون عن واقع وانا بجسده في هيئة اسكريبت ❤️