رفيق الروح

287 14 5
                                    

يقتـ..'ل التفكير المُفرط صاحبه حيًا

اخذت الغرفة ذهابًا وإيابًا في حالة من الغضب والضيق:
"كفاية بقا تفكير كفاية يا كارما"
جلست على طرف الفراش وهي تضع رأسها بين يديها هامسة لنفسها
"اخد جائزة نوبل في أكتر شخص بيفكر وبيرهق نفسه، اوف"

عادت وجلست لحاسوبها مرةً أخرى لتُنهي إعداد السيرة الذاتية الخاصة بها، لم يكن الأمر يحتاج التفكير المُفرط والضيق، ولكنها مُصابة به، يغلبها التفكير وإن لم تجد حلًا يتحول ذلك لعصبية مفُرطة

مكتوبًا بالسيرة الذاتية
"كارما تمّام، مهندسة برمجيات، 25 عامًا، وأجيد المهارات الأخرى مِثل كتابة المحتوى والتصوير الفوتوغرافي"

نظرت لتفاصيل السيرة الذاتية ثُم حفظتها وارسلت منها نُسخة للشركة التي تود أن تعمل بها، وبعدما انتهت اغلقت الحاسوب بقوة وذهبت لترتمي بأحضان والدتها وهي تقول بهدوء
" بعت الـ cv بتاعي للشركة، ادعيلي يا رب اتقبل! "
ربتت والدتها على شعرها قائلة بحنان
" ان شاء الله تتقبلي يانور عيني، متقلقيش!"

ابتسمت بحبٍ لحنان والدتها وقضت معها يومها وجلست جوارها يحكيان بكل شيء قد يخطر ببالهما

__

إنتهت «كارما» من ارتداء ملابسها في الصباح، ونظرت لنفسها برضا لتلك الالوان الجميلة التي ترتديها والحِجاب المظبوط تمامًا كما تُحب، ثُم أخذت اغراضها وغادرت منزلها، ووصلت أمام الشاطئ وبدأت تلتقط بعض الصور للمارة وللبحر وللصياديين بالكاميرا الخاصة بها.

مشت خطوة للأمام وهي تضع الكاميرا أمام عينها لتلتقط تلك الصورة الخرافية ولكنها وجدت من يصتدمها فنظرت له بضيقٍ
"ماتحاسب يا أخينا"

"انا اللي أحاسب ولا انتِ يا استاذة، انتِ اللي مش شايفة قدامك!"
"بشمهندسة لو سمحت!"
اجابته بتعالٍ

نظر لها بسخطٍ
"وانا أقول مغرورة ليه، طلعتِ مهندسة، طب حاسبي ياشاطرة انا مش فاضي!"

وغادر من أمامها تاركًا إياها تستشيط غضبًا وعكر صفو مزاجها سريعًا، فنسيتُ أن اخبركم
صديقتنا لا تطيق الذُباب الذي يطير أمام وجهها، ومن أقل شيء قد يحدث؛ تجدها بُركانًا سينفجر

عادت لمنزلها وجلست أمام الحاسوب لتجد إن كانت قد قُبلت بذلك العمل أو لا، والتفكير لا يترك رأسها
"هتقبل ولا لا ياترى؟"
"الـ cv بتاعي جميل على فكرة، لو رفضوني هما اللي خسروا شخص دمه خفيف زيي"

"اوفف وهما هيعملوا إيه بدمك الخفيف ياكارما يامعتوهة، المهم المهارات!"

"طب والله حتى مهاراتي جامدة ومافيش مني اتنين فالكوكب!"
كانت كل هذا تتحدث بينها وبين نفسها وهي شاردة بعيدًا حتى اجتاح رأسها الصُداع الشديد، فأغلقت الاضواء وتسطحت على فراشها ودخلت في دوامة التفكير المُفرط الليلي - فقرة كل يوم - المُنتهية بالبكاء والنحيب

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 17, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكايات من القلب للقلب ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن