I-M_TWO

380 36 52
                                    

صعدت ذات الخصلات البندقية متجهة نحو غرفتها ثم وصدتها جيدًا لتخور قواها في لحظة

الذي يراها الآن لن يصدق أنها كانت كالجبل الذي لا يزعزعه شيء ،لكن هي في النهاية إنسان ذو مشاعر مُرهفة لا تقدر على هذا الكم من المشاكل

و الذي يرهقها أكثر هو أنها لا تنبس بأي حرف من مشاكلها لأصدقائها ،حتى صديقتها المُقربة لا تعلم إلا أن والدها شخص مؤذي و أن والدتها تخلت عنها فقط ،غير ذلك هي لا تعلم شيء

لا تعلم أن أقل كلمة سيئة تقال لها و تصدها بكل قوة هي تجرح قلبها جرح لا يلتئم و تتخذ من عقلها مسكنًا لتجعلها غير قادرة على النوم لأيام كثيرة

لا أحد يعلم كم تعاني ،في الحقيقة لا يوجد شخص حارب لأجل معرفة معاناتها ،جميعهم يحبون كيف هي تستمع لهم و كلها آذان صاغية و تريحهم بحديثها و من ثم يذهبون

هم حتى لا يفكرون أنها تظل تفكر في مشاكلهم لدرجة هلاكها و في بعض الأحيان تبكي لمشاكلهم و لأنهم يُعانون فقط

و لكن في النهاية تُلقب بذات القلب الأسود التي لا تشعر بأحد و أن دمائها باردة ،بعد كل هذا هي تُهجر من قِبل صديقاتها و من قِبل أعز الأشخاص على قلبها

لكنها مازالت على أمل أن مُنقذها يوجد في العالم بمكان ما ينتظرها ،و حتى بعد حين.

.
.
.

ظلت تبكي إلى أن تلف قلبها و أسود تحت أعينها و مات جزء من شعورها بالأمل و الحياة

جاء إشعار لهاتفها لتمسكه بينما تزيل دموعها بقميصها بني اللون لتفتح المحادثة و هذا الشاب يحادثها مرة أخرى

قامت لتغسل وجهها ببعض الماء البارد لتعود مرة أخرى لتتفقد الرسائل لتراه بعث لها رسالة أخرى

'لما لم تحادثيني؟'
'أين أنتِ؟'

'تتجاهليني أيضًا؟'

تنفست بعمق ثم أرسلت له

"كنت في منزل صديقتي"

ظهر لها قرائته لرسائلها لتبتسم بخفة و تعي على نفسها لتزيل الإبتسامة سريعًا و تخرج من المحادثة و لكن قبل ذلك هو كان قد أرسل رسالة أخرى

'إذًا...هل يمكن أن نكون أصدقاء؟بما أننا نسكن في نفس الحي..أعتقد'

مالت برأسها قليلًا لتهمس في نفسها

_هل هو يقطن في نفس الحي؟ مثير للإنتباه

كتبت و أرسلتله

"لا أؤمن بالصداقة بين البنات والشباب"

أرسل لها سؤاله المتوقع

Invisible marriageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن