( بيت عامرًا بالسـلام خائبًا بالرجاء )
..
حين تلتـف حبـل الذكريـات المشؤومه على عُنق من الكبرياء تؤلمنـا حقيقه الخلاص الوحيد يكون مصحه نفسيّـه ، ننقذ ما بقي من وطننا ، للإنقاذ طريقين إما للمصلحة او لوجه الله و يُرجح لهم الخيّار الثاني نفع !!! متى تستريح ؟
من يورث الحزنّ و الحنين و البكاء و التسكع لها ؟
هي روحها مدينـة مهجورة مُقيّـده !!!
واقفـه امام البيت الشبه شعبي رغم تكامله الا انه من التراث القديـم و الأهـم بمنطقه ريفيه مقطوعه ،
مافي حيـاة من وجودها غير دموعها اللي تبلل خدّهـا مو منتبهه لأحـد ...~
وقفـت السياره الفاخـرة قدام البيت و ماتفرق عنها الا خطوات بسيطه لينزل السواق بعجلـه وهو يفتح الباب الخلفي و يوقف على جنب !
نـزل رجولـه بالأرض وهو لابس بدله رسميّه بعد سفرته يوضح انه جاي من المطار ،
بجمـود : أنا سبّت كُل الدنياء وجيتك
شافها بمكانها و متأكد ما راح ترد ... رفع صوته ببرود : إستعجلوا !
حس بالسواق يخدرها بدون مقاومه منها لتوقف صامده بمكانها .. فصخ السترة السوداء الرسميه وهو يفتح لها أحضانـه من شاف عدم اتزانها كلها ثواني وطاحت لقـدام بحضنه ..
همـس بإذنها بـ إسلوب رقيق : جيتي و جابك الله
ستـر اكتافها بالستـرة وهو يسندهـا على كتفـه وبحـدة : حـرك السيـارة_
إبتسـم بـإنتصار : اللي ماقدرت عليه قدرت أنا عليـه
ببـرود : حفيدتـك تحت أنظارك
نزلت بنفس اللحظه من أعلى الدرج لتنتبه لدموع ابوها و إنذهلت وهي تشـوفه خطيبها واقف بطوله الفارع و جسـده المُرتب سانـد بنت على صدره و لابسه سترته وحست بغصّه توسطت حلقها و برعشه : مين هذي ؟
إنحنى بتجاهـل ليرفعها وهو يحملها بين إيدينـه و شعرها إبتعد عن وجههـا !!
صلبت بمكانها من هول الصدمة وهي تشوف خطيبها مع بنت اختها : وصال !!
بتعمـد اخذ يدها المرتخيه بالهـواء و لفها حول عُنقـه وهو يستنشق ريحة شعرها و عيونه بعيون خالتها لتنضعف و تشد ديزاين الدرج و صرخت بغضّب : يبه تشوف اللي اشوفه ؟
تجاهـلها وهو يتعادها و يصعد الدرج و بدون أي تـردد نزلها بـ أقرب جناح لـ تلاحقـه أنظاره نوف و تنصعـق و هي ترفع صوتها : بجناحك !! ~
..
نزلها بشكل رقيق على السرير وهو يبعد شعرها عن وجههـا ومسح على خدودها بـ إيدينه و بنبرة رقيقه مثل رقة لمساتـه : أنا عونك
مسح على خصـلات شعرها بحنيـة وحنان وهو يرفع اللحـاف عليهـا و يمشي لجهة الباب و ما إستغرب وهو يشوف نيلان واقفه بمكانها تناظره بذهول و ذعر حتى سحبها من إيدها برفض صريح ويقفل الباب .. تجاهـل دموعها و إنكسارهـا و صدمتها اللي ماقدرت تتعداهـا ،
نزلت مع خطوات وهي تحـاول تبلع غصّتها و تسمع نبرتـه الواثقـة وهو واقف قدام آبوها : عمّـي إنتبه على وصال بروح أجيب الممرضـة
هزّ رأسه و بـ إيده سبحته وهو يستغفر ربه : عندها خالتهـا نيلان بتهتـم فيها
لفّ عليها غزّاي بـ إبتسامة عميقـة ساخـرة : فيها الخير
ضحـك بنبرة عاليـه ودّيه وهو يطلـع مثـل العاصفه تمامًا تسحـب اللي حولها و لا تبالي ~
حست بالدموع تغـرق عيونها و بنبرة مكسورة : هان عليك ترضى فيني يا يُبـه ؟
مارد عليهـا و كان الرد نظـراته الحادة اللي لحقتهـا مُباشرة النبـرة نفسهـا : آنـسي غزّاي
إرتعشت بمكانها من هـول الصدمـة ليوقف عندها و بحزّم : ما صار من نصيبك ، و أحذرك تحذير أختك لو عرفـت بوجود بنتها مايصير لك طيب
حست بعاصفه بداخلها و بغضب : بعلمها إنك إنت و غـزّاي اللي خاطفيـن وصـال من المصح النفسي
رمقها بحدة و بكلمـات لاسعة : بوقتها أنسى إنه لي بنـت إسمهـا نيـلان ومن صلبي
حست مثل الكفّ اللي تركهـا تدور و زمت شفايفهـا تمنع إنفجـار بكاهـا ..