لف أنظاره خالـد ناحية ما قالت لينذهـل بوجود اللي بجنبهم و تعدل حجابها وهي محاوله تسوي لثمه حتى همس بعدم إدراك : رودي !!
نيلان ما سمعت صوته الخافت المذهول : ماسمعتك !
خالد حاول يبتلع ريقه وهو يخفي صدمته و لف بـ أنظاره ناحيتها و هو يتصنع عدم المعرفه : أشوف جدي عبدالله عند غزّاي و وصـال .. مين اللي بجنبهم ؟
نيلان بقرف و سخريه : مين غير محور الكون ..
بنت نجم الدلوعـة ماغيرها !
شحبت ملامح وجهه وهو يحس العرق يتصبب من جبينه بعدم إدراك و كأنه يركض مسافه بعيـده يلاقي هالجهاد البدني : نجم عنده بنت !
نيلان بإستحقار : إيوه تلوع الكبد
خالد وهو يسوي إنه ما يعرفها و لا يعرف وضعها و بطقطقه و مرح : كل هالحلاوة و تلوع الكبد ؟ و الله إنه انتِ اللي تلوعين الكبد يا خالتي !
نيلان ضربت كتفه بعنف : لأبو هالوجهه اللي مايستحي ، قطيعه تقطعها يا دلعها يجيب المرض !
خالد ضحك وهو ينسف شماغه و تنحنح : بشوف وصال !
حاوطت ذراعه بتملك : مو الحين .. بعدين عيب بنت نجم واقفه عندهم صعبه !
خالد بإستهتار : و إذا ؟ الموجودة أختي .. إتركي عنك هالحركات بس ..
حرر ذراعـه منها و بسخريه : خابر حركتك ماودك ألتقي بوصال ، ودك تتركينها منبوذه !
إختفت ملامح وجهها المشرقه ليحل الإرتباك و مشـى متجاهِلها وهو يشوف على الطاوله جده و بحضنه وصال اللي مستسلمه و رودي بجنب غزّاي اللي محاوط ظهرها و عيونه متركزه على وصال و يقبّل رأس رودي أكثـر من مرة و كأنه يدل على إمتنانـه .. ،
إقترب منهم بثقه وهو يوقف عندهم ويتنحنح : مساء الخير
عبدالله بفخر إنه جاء معاه لمناسبة عائلته : حيّ الله حفيدي اللي مالنا غنى عنه
خالد إبتسم من ترحيب جده اللي للمرة اللامعدودة من كثر ترحيبه فيه : الله يحييك جدي
خالد رفع أنظاره بتردد ناحيه رودي بنظرة سريعه اللي إعتدلت من حضن غزاي بعد ما سمعته يتنحنح لتوقف بطريقة لائـقه و ركز أنظاره بإحراج على غزاي : كيف الحال يا ولد نجم ؟
رمقه عبدالله بعتاب ليتجاهل خالد و غزاي بنفس البرود : الحمدلله ، كيف الحال ياولد سيف ؟
خالد بدقه لرودي من خلف التريلات : من بعد ماشفت بعض الخـلايق إنقلب حالي ، ماشي حالي !
رفعت رودي أنظارها ناحيته مباشره بنظرة إنكسار و كأنه مشاعرها تحطمت ..،
كل اللي حول الطاوله فهموا معنى خالد على إنه برؤيه غزاي إنقلب حاله ..
غزاي بعدم إهتمـام : من حال لإردى
رفعت نظراتها رودي لـ غـزّاي مصدومة من جُملتـه لخالد و واضح مشاكلهم العائله كثيـره وجدًا ! ~
ضحك خالد و ببـرود : ولك بالممثل ياحبيبي
سحب وصال من إيدين جده اللي يرمقه بنظرات حادة بسبب إسلوبه مع غزاي .. تجاهـل خالد وهو يمسح على خدودها و يشوف أنظارها بالأرض : يا الجمال إلا مابعده جمال !
و بعد هالسنين نشوف هالطلّه المميزه حسنه تنضـاف لـ غـزّاي !
غزاي تحركت شفايفه ليرمي لاذعته لتضغط على ذراعه رودي بترجي و هي ملاحظه إنه غزاي فقد أعصابه مباشره عند خالد عكس صـبره اللي يتحلّى فيه !
خالد قبّل جبينها بإحترام : بغلاتي عندك لو تقولين حرف لو واحد .. إرحمي شوقي لصوتك ، من وصلني العلم و انا أحس بالدُنيا متفتحه عندي و شايف ضوء وسط العتمه !
من همس بأول كلماته رفعت أنظارها مباشرة و كأنها تثبت غلاته عندها .. تحنّ و كثيـر لـ خالد و تحس بشعور الإمومه تجاهه بحكـم إنه أصغـر منها بسنوات حتى ولو كانـت قليّلـة ..
همست ببحّة : بخير دامني شفتك !
غمض عيونه و كأنه يستمتع بصوتهـا بعد كل هالسـنوات البعيده و تنهد تنهيدة طالعه من قلـبّ و بلهفه : تجين اليوم معي ؟ بس اليوم يا وصال طلبتك !! نسترجع أيامنا !
رفعت أنظارها تلقائيًا ناحيـة غـزّاي اللي حدق فيهم بذهول عجـيب و كأنه بتبتعد عن عالمه تمامًا ~
رجعت أنظارها لجدها اللي غمص عيونه بمعنى آيوه و هزت رأسها بشكل خفيف .. لتهزّ رأسها بتردد وهو يبتسـم بعمق و يقبّل إيدها : جدي وصلها لسيارتي .. و انا ماشي أخذ اغراضي و الاقيكم !
اخذها الجد بعد ماتحكم غزاي بصدمته وهو يقبّـل رأسها و مشت .. ليمشي خالد بطريق مُختلـف وهو متأكد إنه رودي بلحقه .. ~
غـزّاي إبتلع ريقه ونزل أنظاره لرودي اللي ربتت على كتفه بمواساة : اكيد مشتاقه لأهلها بترجع
مشت من عنده تاركته يعض شفايفـه بقهر شديد إنه تركها تحضر هالحفله لتتركه بموضع السخافه !
بكل سهولـة مشت مع أخوهـا و تركته هامش .. و لا كأنه تعب كل هالسنين و الشهـور حتى يرجعها لوضعها السابق ،.
وضعها الحالي فيه فرق عن السابق و كثير .. تعب و تعب و تعبه راح هباء منثـور !!
بلمح البصر راح جهـده لليالي اللي سهرها و كأنه ضيع كل أيامـه عشانهـا !!
إبتلع ريقه للمرة الثالثه وهو يحس ملامحه وجهه شاحبه و مختنق وهو يفتح ازرار ثوبه بقهر يستوطن ذاته ،
همس بنبرة مخنوقه من حس بـ أيد أمه تضغط على كتفه بمواساة بعد ما لمحت اللي صار :
أنا صرت بموضع مغفل ؟ و لا كأني تعبت بيوم من الأيام ، راحت و سابتني يا أمي !!
راميه حررت حجابها و بتنهيدة : ماراح تنسى تعبك ، لا تبالغ !
رفع أنظاره بنظرة مخذوله : ما أبالغ و لا أمنّ بأفعالي و لكن يا أمي ما احد وقف معاها و بسهولة خضعت لهم .. ما أستبعد لو جت بكره طالبه الطلاق !
راميه لاحظت عصبيته اللي يحاول يكبتها : مو للدرجة هذي
غزاي بنبرة مكتومه : تسويها نوف و تلعب بعقلها و مشاعرها !!
همس وهو يتصنع عدم المبالاة : سويت اللي عليّ و بكيفها عاد .. بستين حريقه لو أختارتهم !
رمى قارورة العصير من على الطاولة بغضب و مشى لتزفر راميه من شافـت إنه يتصنع عدم المبالاة وهو يحترق و بداخله نار !! ~