.إرتجفت أنأملها و شفايفها إرتجفت بالمثل لتحدق في شفايفـه القاسيه الملتوّيه و لأول مره تحس بقساوة غزاي هالقد ليكمّل كلامـه بحرارة وهو يحس بالنيـران تبعث بكـل جروحه و توصل لجسـده و تحرقه من الداخل قبـل الخارج : ماتعرفين معنى الشـعور اللي بقلبي واللي وصلتين لي بحركتـك هذي !! من بين الكل ياوصال ماجرحتي إلا اللي لو تطلبين روحه عطاك !
أنا افديك بكل روحي بدون مايرمش لي اي جفن !!
لأن الأصل مهما كان يبقى غلاّب كنت أقدر أجرحك و لا جرحتك و لا ودي حتى أجرحك يابنت سيّـف بس هذا مو من شيمّي و لا راح يكون شيمي !
تجمـعت الدموع بعيونها هو يقولها ماجرحها و لكن كلمـاته مثل حـدة السيّف تخترق المتلهف على شوفتـه و همست بنبرة ضعيفه : ولو لي خاطر أجرحك ما كان جرحتك هالكثر أنا أسفه يوضح لي بكل مره كنت أجرحك !
غزاي إبتسم إبتسامة خفيفه و بنبرة جافـه : هذا وهو ما كان بنيتـك الجرح أجل لو بنيتي !!
على العمـوم جرحك وصل حتى مُبتغاه وصـل !
إبتلعت ريقها للمرة اللامعدودة ومو قادرت أبدًا تبعد أنظارهـا من ناحيتـه حتى حدق بعيونها و بنبرة منخذله : جرح منقسم في مكانين أنا وأنتِ ياوصال متى نلتئم؟
كسرت أنظارها بالأرض بقلة حيّله و روحهـا تنزف مثل ماروحه تنزف و يحتاج الضماد !
الرؤيه تشـوشت من الدموع اللي داهمت محاجـرها و هيّ تحس بتفجر الافاق بدون أي تماسك ليعطيها ظهـره غزاي و كأنه اعطى صنابير الدموع الضـوء الأخضر للتفجيـر !
كتمت نواحها بقدر الإمكان وهي تحاول تكتم عبرتها بينهم اميال و اميال و يوضـح إنه غزاي وصل لمرحلة من الاكتفاء !!
كتمت شهقتها الباكيه من شافت إنه بيفتح مقبض الباب بعد ماوصـل للباب بخطوات بطيئه جدًا و إرتفع صوتـه : إنّ احتجتي شيء تراني بـرا !
كمّل بعمق بدون مايلتفت : إنّ اصبحنا ان شاءالله يقررون طلوعك العصـريه او بالليّل !
وصال اخذت نفس عميق وهي تحاول تعدل نبرة صوتها المختنقـه و بألم : ابي بيت أهلي !!
وصـال تمنت و لأول مره إنه يمنعهـا بس هالمرة كانت مُختلفه عن المرات السابقه تمامًا !
غزاي من جُرحها كأنه وضح إنه على ابواب التخلّي هذا إنّ ماتخلى اساسًا عنها !!
غـزاي وقف مكـانه وهو يرتعد بعدم إستوعاب ليبتلع ريقه وهو يغمض عيونه بعنف شديد وبدون مايلتفت فتح الباب و بنبرة مُوزونه أختلت فيها وصـال و توازنها : لك ما طلبتي و جاك !
ساعـدها تصعد الجنـاح المهجـور من عطرها و منها بالذات لسنين طويله و رغم هذا ما استهانو هالسنـوات بنظافه الجنـاح و فصخ اللاب كوت وهو ينقص للصـوت بحكم إنه بينزل تحـت يتكلم مع غـزاي و رودي معاه على الخط و بيقدر غزاي يميز صوت أختـه بسهولة ~
خالد بحنان : تحتاجين شيء ؟
وصال هزت رأسها بلا ليكمل وهو يقترب من الباب : بكلم غزاي تحت !
لفت بوجهها للناحية الثانيه بصد شديد و كأنه إسم غزاي يأذي جـسدها بكبره مو فقط ذاكرتها.
نزل خالد بخطوات سريعه من الدرج على نبرة رودي المتحسره : حرام وجود وصاد عندكم بيذبح غزاي
خالد بطقطقه وهو يتوجهه للمجلس : اخوك العاشق الولهان مثلاً!
رودي بحزن : ماتعرف غزاي ، مايرضى على وصال !
خالد تنهد وهو فعلاً ماحبّ ذبول وصال : الله يلطف بالحال.!
طرق باب المجلس وهو يتقدم ناحية غزاي اللي جالس بصمود و أول مادخل خالد رفع رأسه حتى وقف غزاي و بجديه : أختك بأمانتك يا خالد ، أعرف إنك تحب وصال لكذا الحزن لا يوصل لقلبها !
كمّل بجديه وتهديد صريح وهو يلوح بـ أصبعه السبابة : إن مسها الحزن بغيابي تتحملون العواقب !!
خالد رمقه وهو يرفع حاجبه و حس للحظات بذهول وهو يشوف غزاي مُختلف مُختلف عن المـرات السابقه و واضحه بايع كل شيء !
هزّ رأسه : تطمن من هالناحية ما ارضى لأختي الأذيه
مشى ناحيه الباب غزاي و هو يلمح الايربودز اللي بإدن خالـد و تحريك خالد شفايفه و همساتـه ليقدر بكل سهوله يميزّ و شفايفه إلتوت بِإبتسامة حنونـه عكس ملامح وجهه قبـل شـوي : سلّم على اللي معاك بالخط !
شهقت رودي الخفيفه وضحت لخالد إن اللي سمعه صح وما يتوهـم !!
رفع أنظاره بتوتـر و ربكه وهو يراقب خطوات غزاي الكسوله وهو يطلع و همس بضحكه : أخوانك دواهي
زمت شفايفها بربكـه : ناسيه إنهم دقيقين ملاحظه هالكثر !
خالد بمرح : لا يكون إنتِ بعد ؟ علميني حتى أنتبه من الحين !
رودي بزعل لوت شفايفها : شقصدك ؟
خالد برقه و إرهاق : ابد قصدي إشتقت لك ، بحط رأسي الحين وبنام تعبان يا رودي !!!
إنتبهـت هناي بوضوح لـ ديم اللي تشع مثل النجمه حولهم بشكـل ملحوظ لتبتسم بنوع من الرقه و همـست لنافل اللي جنبها : قُرب غازي من بنتك نُقطه لصالحك !
نافل إبتسم وهو مُدرك تغير ديم و الإقبال اللي أعطتهم و تأخذ و تعطي معاهم عكـس تمسكها و البرود اللي بكـل مره يذبل بعلاقتهم كعائله : اي والله
أخذ فنجان القهوه من إيد ديم و هو يقبّل إيدها بشكل سريع و بحنـان : تسلم الإيد
إبتسمـت بخجل شديد من حركة ابوها وهي ترجـع خصلات شعرها لخلف إذنها اللي حمرت تضامن مع وجههـا و همست : الله يسلمك
نزلت الدله بن بين إيدها و جلست مقابلهم ليأشر لها نافل بجنبـه و مباشرة فزت و كأنها تبي أحد يرشدها !
إرتشف نافل مابقي من الفنجـان و بتنهيده عميقه : إنتِ عارفه إنه بقينا هنا أكثر من وقتنا صح !
زمت شفايفها و كأنه اللي خايفه منه يصير حتى كمّل بحنان بالغ : تعدينا الثلاثه أسابيـع هنا !
إنعصر قلبه بين ضلوعه من لاحظ دموعها و هنـاي بلعت ريقها بشده وهي تسحب ديم لتصير بينها و بين نافل و رفعت خصـلات شعر ديم عن وجهها بشكـل كُلي : المسأله مسأله وقت بس يابنتي !
ديم دمعت عيونها بعبره وهي تناظرها بعدم فهم و نافل بحنيـه إبتسم : إنّ ربي كتـب شهرين بالكثير و نرجع السعوديه نستقر فيها !
هتفت بإنفعال و عدم تصديق : للإبد !
هز رأسه وهو يمسح على شعرهـا : للإبد ، مافيني حيله أخاطر فيكم !
كمّل بصدق شديد و أنظاره على هناي اللي نزلت عيونها بالأرض : أمك كانت صغيـره حيل على إني أنتزعك من بين إيدها ، بكل مره كانت تتعب عليّ وصلت لمراحل الإنهيار ياديم وهي تحفر وراك و لا توصل لك !
المعادله كانت جدًا واضحه لنا اما نتركك بأمان عند عمك او بحضننا و كلها مسألة وقت حتى نفقدك !
إتسعت حدقت عيون ديم برعب و ذاكرتها تتذكر الهجوم كـ تأكيد على كلامه حتى وضح صوتـه اللي فيه البحّه من كثر إختناقـه : تداهمتي بعزّ بيتي وبعزّ النهار هذا وعندهم علم إنه نافل ماعنده بنت !
إرتعشت شفايف ديم لتنتقل نظراتها بحرارة ناحية هنـاي اللي منزلها رأسها بالأرض و دموعها ماوقفـت و إحتضنتها بقوة حتى زفر نافل بعمق :
لو يجي ببالك تحاسبين احد او تجفينه تأكدي إنه أنا هناي خارج الحسابات ياديم !
بكل مره تأسرها عاطفتها و أمومتها إنها تترك كل شيء وراها كنت أمنعها انا و عقلها و وصية جدك بإلتزام منصبه !
ديم رفعت أنظارها المحمره الباكيه ناحية نافل وهي شاده على هناي حتى همسـت بنبرة ناعمه رقيقه باكيـة : المهم إنكم عندي ، تعبت من القطاعه أنا !
نافل مسح على رأسها و كأنه يحمل حنيه العالمين لتمسح ديم دموع أمها و برقه : لا تخليني أبكي !
هناي إبتسمت بصمت من بين جروحها اللي تفتحـت على صوت ديم المشاكس الخجـول : زواجكم سمعت ما كان تقليدي يعني عن حب !
هناي إتسعت حدفت عيونها بإحراج ليضحك نافل بقوه من إحمرار هنـاي و توردها الشديد و بخبث : اي والله ما كان تقليدي !
ديم بزعل متصنع : يعني ر أنا راميين بوجهي غازي !
نافل رفع حاجبه : وعلى أساس إنتِ و ولد عمّك تقليدي ؟
توردت ملامحها بفشله شديده من أدركت إنه ابوها على علم بكل شيء !
وكيف مايكون على علم و غازي إيده اليمين ؟
من قوة قرب غازي من نافل كان يسافر النمسا أكثر منها ويفوقها دايم على معرفته بأصغـر تفاصيل عائلتها !!
ماتنكر إنه أغلب الأوقات تعترف بين نفسها إنها تغار من ولد عمّها و كأنه غازي ولدهم مو العكس تمامًا !