أريد إن إدفع عنك الألم بكلتا يدي أنا أقف بينك وبين حزنك كدرع بشري تعترض المأساة قلبي وتقف هناك دون إن تمر بك.
______
تَركُض في المَمرات غَير آبهةِ بالآخَرين ، كَأن قَلبها قَد فَزَّ وَ سَمِع صَوتهُ وَهوَ يَأنُّ ، تَبحث بِعَينيها عَن حَبيب قَلبُها بِحرقةِ مُستعدةٍ لِمَنضره المُنكَسر .
لَو كُنت قَد رافقتُكَ فَقط !
لَو تَعرضت للأذى بَدل وَالدُك لَما كُنت سَتتيتم
فَقط لُو لَم أدعُك تَذهب لَما كَانو سَيقتُلونهُ !
"لَو أحمِلُ حُزنك بِجوفَي بَدلاً عَنكَ "هَا هُوَ لَا حَول وَلا قُوة هَاوياً أرضاً أمامَ غُرفةٍ لَما عَرفها سَابقاً تِدعى "ثَلاجةُ المَوتى" .
لَم تَسمع سِوى اِنتحابِ كَارينا عَلى زَوجها بِحرقةٍ .
أما هَي كَانت تَنضُر لِذلك الضَعيف دُون حَراكٍ وَكأن أطرافَها تَجمدت
رَفعَ رَأسُهُ إليها وَعيناهُ تَحمل وَيلاً مِن الحُزن والذُبول والخَيبه وَكأنهُ يَقول "أنجديني"تَقدمت تِجاهُه بِسرعةٍ غَير مُباليةً بِما قَد يُقال عَنها ، انخفَظت أرضاً أمامهُ سَاحبةً إياهُ الى صَدرها ، إلى مَكانِه ، مَضخةُ الَدّم ، تَلمَسُ شَعرهُ بِخفةٍ وَتشدّ جَسدهُ اليِها ، لَعلّها حُزنه ينتقَلُ لَها
أما هُو ، أطلقَ العَنان لِدُموعِهِ وَشهقاتُه لَم تَتوقف ، أجزمت أنها لَن تتوقفَ أساساً ، لَم يَقوى عَلى رَفعِ يَداهُ وأحتضانُها ، إكتفى بالأتكّاءِ عَلى صَدرها والبُكاء كَطِفلٍ صَغير فَقدَ وَالديه ، وَهوَ كَذلِك .
أبعَدتهُ وَاضعةً وَجهُهُ بَين كَفّيها تَنضُر لَه وَكانت قَد هَربت بَعضُ الدُموع من مّقلتيها عَنوةً بَعد مُحاولاتٍ فَاشلة ، أخذت تَنضرُ بِقهرٍ لِعيناهُ الذابلتان تَأسفُ عَلى حالهِ ، تَرى مَعشوقَها يُرمى إلى الجُرف ولا تَقدرُ عَلى شيء .
هَمست قَائلةً
- أنتَ أقوى مِن هَذا !
تَنضُر بِعينيه بِعمّق وَهو يَفعَلُ المَثل وَلكن بِعينان لَا تَحمل سِوى مَنظرٍ بَشعٍ قَد رآه "جُثّة وَالدُه"- فَقدُتهُ الِلأَبد
تَمتم بِتلكَ بِخفة وَكان صَوتهُ مَبحوحاً ويكَاد يَختفي- وَهل للِمَوتِ مَهربٍ ؟
قَالت مُستفسرةً تُحاول إقناعَ نَفسها أن مَا حَصل لَيس بِسببها- فاليرو !
صَرخَت والدَتُهُ بِقَهرٍ بَعدَ رُؤيتهِ وَكأنه القِطعةُ الوَحيده المُتبقية مِن زَوجها .أحَتَضنته وبَدأت بالبُكاءِ ، أما الآخر حالُه مُزريةً أكثر ، إنّ دُموعهُ تَمتنع عن التَوقف بَلا صَوتٍ ، كَأن صَوتَهُ قَد تَلاشى وَلم يَتبقّى غَير عَينيه لِتروي مَأساتُهُ
YOU ARE READING
بَريْقُ الظَلامُ || DARK GLITTER
Mystery / Thriller- لو كُنت تَرغبُ بتغير حياتك ، فَمالذي ستُغيرهُ؟ سألتْ لوسيانا رَفيقها البالغُ مِـن العُمر ثماني عَشرة سنة . - كُنت سأرغَبُ بِالعَيش مَعكِ مرةً أخرى ، وَأخرى تَليها ، حِينها لَن ادعَ أحدٌ يَمسُّكِ بِضرر . - أجابَ فاليرو بِنُبرة حالِمة ناضِراً للأ...