0.04

56 4 3
                                    

انا وانت
نشبه الحَرب والسَلام
لا نلتقي ولا نفترق
كِلانا نبحث عن الاخر
والهدنه بيننا حفنة أحلام
لا قدَر يجمعُنا ولا بعد يُفرقنا .
_________

- لُوسي
هَمس بخفة ومازالَت بَين يَديه دُون النَظر أليها ، فَهو يَعلم أنه لّو نَظرَ لِعينيها ، سَيُسيطر عَليه الضَياعُ.

- ماذا.
قالَت لُوسي بِخُفوت ، وَكأن الخَجل سَيطر عَليها .

- كُوني بِخير دائِماً ، لأجلي .
هَمس بِصَوتِه الخَشِن بِخفه ، مُبعداً لوسي عَنه كَي لا يُسبب الأحراجَ لها ، مُظهراً لَها مَلامِحه الخَجولة المُختلطة بالقَلق ، وَفي عَينيه لَمعةُ حُبهِ لَها ، وَكأن مَشاعرهُ مَحبوسةً في عَينيه وَلا يستطيع تَحريرها .

إندَفعت لُوسي بِسُرعة بِقُبلةٍ عَلى خَده .

- وَجهُكَ لَطيف .
قالت بِمَزح ، تحت نَظرات ڤاليرو لِحركاتها مُنصدماً بِجُرأتها ، فَأحمرّ خَجلاً ، وأشاح بِنظرهِ بَعيداً .

- أنظُر ، أحضرتُ الباستا المُفضلةُ لَديك .
كانت الطَريقةُ الوَحيده لِجعل فاليرو يَلتفتُ بِسرعَة نحوها ، لِأن الباستا هَي عَشيقَةُ الطُفولة

تَناولاها سَوياً أثناء أحاديثِهما عَن المَدرسة ، أو ما قَد حَصل لِفنانيهُم المُفضلين ، وأشياءً أُخرى .

قَاطعهُما صَوت رَنين الهاتف ، كان مُلك فاليرو .

- مرحباً .
- بُني ، إن والدَكَ لا يَرُد عَلى مُكالماتي !
- لابُد انّهُ مَشغول
- اليَوم إجازَتهُ ، وَهو لا يَتجاهل أتصالاتي .
- سأُحاولُ الوُصول إليه.
قَال فاليرو مُغلقاً هاتِفهُ وتَبعتُه تَنهيدة مُناظراً لِما حَولهُ .

- يَجب أن أذهب إلى مَكان عَمل والدي .
قال مُستقيماً .
- لَكنك مُتعب .
قالت لوسيانا مُحاولةً جَعله يَعود لِغُرفته .
وَلكن مِـن اسوء صِفات فاليرو ، هـي العِناد .

ذَهب نحو مَكان عَمل والدُه بِرفقةِ لوسي ، مُتسلائلاً إذا ما كان يَعمَلُ بالضَغط الذي يَجعلهُ يتجاهَل مُكالمات زَوجتهُ .

- عَفواً ، هَل أجد رئيس المَكتب جوردن ؟
تكَلم مَع مُوظفة الاستقِبال .
- اهلاً ، اليومُ لَن يَحضُر ، فَقط المُوظفين .
- حَسناً .
قال مُستغرباً .
- أظُن أنهُ اضطَرَ لِقُفلِ هاتفه ؟
إقترحَت لوسي .

- لا يَفعُل ذلك عادةً .
- همم .
همهمت لوسي بِحيرة .

فيما بَعد قَرر فاليرو الأنتِضار ، لَعلهُ يَعود ليلاً .
أما الساعَة كاَنت قَد تَجاوزت التاسعةُ مساءاً
وَقد عَم القَلقُ عَلى أفراد عائلتِه .

بَريْقُ الظَلامُ || DARK GLITTERWhere stories live. Discover now