0.14

14 1 0
                                    

بِالأَمسِ كانتَ ليلةً مَاطرة بِشدة
شَتويةٌ بِحقّ ، كُلّ فَردٍ يَتّخِذُّ المَدفأةُ مَكاناً لَهُ
أعلَنتَ قَنواتُ الطَقّس وُجودَ مَوجةٍ شَديدةٍ لِلعَواصِفَ ، وإعطاءَ العُطَلِ الرَسميّة لِأُسبوعٍ كَامِل .
.
.
الهُدوءُ والسَكينةُ جُلَّ ما يَشعُر بِهِ ، يَقفُ مُقابلاً لِطاولَةِ الطَعامِ يُعدّ قَهوتَهُ المُثلجةُ المُفضلة ، بَينما يَستمعُ لِأغنيتهُ ، لَم يَستغنِ عَنها رُغم قِدمُها ، مِن نَاحيتهُ تُذكرهُ بالحُبِّ الذَي يَعشقُ الشُعورُ بِه قُربُ لوسيانا ،كَان يُفكر

أصبَحَ يَصدُرُ عَنها رَدّاتِ فِعلٍ خَامدة
وَكلماتٌ قَليلة
بَاتت لَا تُبدِ أيّةُ نَظراتٍ تَبرّقُ
تُواجُهُ العديد من الاشياءِ بالصَمتِ

فَجأةً سُحبَتَ الكَراميل التَي يَنوي وَضعها فَوقَ قَهُوتهُ
كَان تُوان الذَي يَبلُغُ السَابعُ عَشر ، اردَفَ بِأبتسامتِهِ المُشرقةِ المُعتادة :
"أظُنُ انّك تُكثرُ القَهوةُ ، أخي؟"
حَدّق فيهِ المَعنيّ أمامهُ بِفاهٍ مَفتوحٌ نِسبياً ، كَانّ يَبدو بِعالمٍ مُوازي تَماماً ، لَوّحَ تُوان امام وَجهه

قَالَ فاليرو سَاحباً عُلبةَ الكراميل بِهُدوء
"مَاذا ؟"

تحَمحم تُوان يَنظُر أسفلاً بَينما كَفهُ خَلفُ رَقبتُه :
"أنا أشعُر انني أنجذُبُ نَحوَ فَتاةٍ فِي نَفسِ الصَفّ ، أقصد .."
"تُريدُ الاعتِرافَ؟"
قَال فاليرو مُقاطعاً إياهُ مُبتسماً بِأستفزازٍ

دَقيقتَين من الصَمتِ ولا صَوتٍ سِوى صَوت إرتشافِ فاليرو لِقَهوتهِ مُناظراً تُوان مُنتظراً كَلاماً نِهائياً

صَفعَ تُوان الطَاولةُ أمامهُ وَاقفاً مِما سَبب الفَزعُ لِلذي يُقابِلهُ ، أخَذَ يَسعُل بِقوةٍ بِعينين مُحمرة

هَتفَ تُوان : "سَأفعلُ ،سَاعدني !"
ثُم عَاود الكَلامُ بِتردد :"فاليرو؟ القَهوةُ تَخرجُ مِن انفُكَ"

______

طَرقُ البَابِ دَوى المَكان ، إستقامَ فاليرو مُتجهاً نَحوهُ فاتحاً إياهُ بِأبتسامةٍ لَطيفةٍ ، شَعرهُ الغَيرُ مَربوط َبيجامَتهُ البنيّةُ الشَتوية.

هَتفت إيفا بِحيويةٍ كَعادَتِها :
"مَرحباً جَميعاً ، أنا المُذيعةُ..."
"نَعلمُ حَقاً!!"
قَالَ جان مُقاطعاً إياها يَدفعُها نَحو الداخلِ

وَقفَ فاليرو يُناظِرُ لوسيانا يَنتظُر دُخولها ، إنحنى لِمُستوى وَجهها قَائلاً :
"كَيفَ حَالُ جَميلَتي؟"

وَقفت هَيَ الأخرى بِوَجهٍ أحمر كَلونِ وِشاحها المّلفوفُ حَول عُنقها ، تَرتدي بُلوزةً ذات أكمام عّريضة بِنية اللونِ وَبِنطالٌ أسود عَريض نِسبياً ، بِشعرٍ مُفرود

هَمست بِصوتِها النَاعِم بَعدما ألقت نَظرةً عَلى بِيجامةِ الواقف أمامها:
"نَفسُ اللون!"

قَال هُوَ مُقهقها بِصوتٍ عَميق:
" قُلتِ أنّ لَونكِ المُفضل هُوَ البنيّ!"

إبتسمت بِخفةٍ وَأومَئت بِرضا وَاضح حَتى دَخلت
كَانت الصالةُ تَعُمّ بالفَوضى وَكَلامُ إيفا الذَي لا يُرحم

كَانت لوسيانا تُشفقُ عَلى تُوان المُضطرّ لِسَماعُها
رُغمَ هَذا بَدى مُتفاعلاً َمُندمجاً تَماماً عَكس جان الذَي يُحدّق بالتلفازِ ، يَجلُس بِطفوّليةٍ عَلى الارضِ يُقابل إيفا وَهي تَحكي لَهُ قِصصها المُضحكة أمامَ الكَاميرا .

تَحمحمَ فاليرو لِيَلتفتُ الجَميعُ نَحوهُ ، قَال:
"القِردُ مُعجباً بِفتاةٍ بِصفّه وَيود الاعترافَ لَها "

صَفّر جان بَينما تُصفقُ ايفا ، تَحتَ ملامُح لوسيانا المُنصدمةُ ، أما هُوَ إحمرَ خَجلاً يَرمشُ يُحاول إستيعابّ وَضعهُ .

قَالت لوسيانا بَعد مُدة :
"لدَيّ خُطة"
.
.
"إذاً وَالدتُكَ سَافَرت حَقاً ؟ مَتى سَتعودُ"
قَال جان مُتسائلاً بَينما يَتمشى قُربَ فاليرو نَحوَ السُوبر مَاركت

أجابَ "شَهرٌ عَلى الاقل"
"فاليرو"
صَوتاً بَعيداً بَدى مَألوفاً لَديهما ، إلتَفتَ فاليرو نَحوَ تُوان بَينما هُوَ يَلهُث جراء رَكضهِ خَلفهُ ، قَالَ
"أنا مُتردد ! أوقف لوسيانا ارجوك!"

رَمقهُ فاليرو بِهُدوءٍ بِعَدسيتِيهِ البُرجوازيةُ لِيَقولَ :
"المَوقفُ الذي يُحولكَ الى شَخصٍ مُتردد ، سَيتَطلبُ أشهراً وَرُبما أعواماً حَتّى تَعود لِما كُنتَ عَليه ،وَقد لا تفعلُ"
_____
تم ✅
بَارت قَصير كَتبته وقت فراغي 🤍.

بَريْقُ الظَلامُ || DARK GLITTERWhere stories live. Discover now