|حتى القدر يتغير|

56 4 2
                                    

وقفت أمام ذلك الباب مرتجفة ، هي تقف هناك لما يقارب الربع ساعة، هل تجرؤ على طرقه ؟تشعر بشعور مشؤوم بشأن هذا لكن هذا خيارها الوحيد أو كما كانت تظن...
قربت يدها ببطئ لتطرق الباب، لكن إستوقفتها صوت خطوات تقترب من الشارع الأيمن، شاب طويل مفتول العضلات، بشعر أسود جميل مع خصلة بيضاء خارجة عن المألوف تغطي عينيه العسلية.
لحظة عينان عسلية؟!هي بالفعل تعرف شخص بمثل هذه المواصفات، إبتعدت عن الباب و إقتربت لتقف قبالته:
_جونثان؟
نظر لها مستغربا ثم سرعان ما تعرف عليها و هرول نحوها يعانقها ،و قال بشوق:
_إيف ! إنها أنت لقد مرت فترة!!
نظرت له بغير تصديق فهي لم تره منذ قرابة سنة.
لطمته على أنفه بخفة ، لتتأكد أنه أمامها فعلا، فضحك و قال بنبرة مرحة:
_كوني لطيفة معي قليلا ، أ مباشرة تضربينني فور رؤيتي ؟
نظرت له بأعين حزينة و نبست بصوت مرير:
_ إنه أنت فعلا ، لا أصدق أنك عدت، ظننت مكروها أصابك أيها الأحمق. لقد قلقت حقا.
نظرت له و قد إغرورقت عيناها بالدموع و أخذت تلطمه .
لم تكن ضرباتها الواهنة لتؤثر فيه ،نظر لها حائرا لم يدري ما يفعل، لكن أخيرا ٱنتبه لحالتها إنها شاحبة للغاية ، أمسكها من يدها و بدأ يجرها معه:
_لما قد تقلقين على غبي مثلي، فل نذهب لمكان هادئ أولا.
أخذت تمسح دموعها و تتبعه ، حتى وصلا للحديقة العمومية. هم بالدخول فأخذت تسحبه بعيدا في إتجاه منزلها.
_تعال معي، لدي مكان أكثر هدوءً.
سارا معا في صمت و كان جونثان في حالة صراع داخلي
"لقد قلقت علي... هي تهتم لأمري!...كيف لي أن أختفي هكذا؟... كان يجب أن أعود قبل 9 أشهر ...لما بقيت هناك أخخ....
لكن هناك شيء مختلف هي تتصرف بغرابة ...لقد تغيرت آيفي... فقط ما الذي حدث خلال غيابي!"
بقي شارع واحد للوصول لمنزلها لكنها إنعطفت لتمر خلفه و توقفت أمام شجرة .نظر جونثان بحماس:
_ أهذا منزل شجرة! لم أكن أظن أنكي تملكين شيء مثل هذا.
نظر لها ، العبوس على وجهها لم يتغير،فأمسكها من يدها و جذبها قربه، ثم سأل ممازحا:
_و إذا كيف نصل اللأعلى؟
تقدمت آيفي و بدأت تتسلق جذع الشجرة:
_تسلقًا، كيف تريد الصعود مثلا!؟
بدأ الصعود خلفها باسما:
_هل خيار الزحف متواجد؟
صعدت للاعلى فإلتفت له مبتسمة و مدت يدها له:
_حسنا أيها الفكاهي، تعال هنا.
أمسك يدها و صعد ، وقفت أمام الباب و دفعته بهدوء ،  كانت غرفة صغيرة فرشت بسجادة حمراء جميلة، في زاوية توجد مجموعة من السيوف الخشبية، في الزاوية الأخرى خزانة صغيرة جانبها صندوق غطي بملائة ، فوقها رف علوي إمتلأ كتبا، و توسطت الغرفة طاولة أحاطها 3 كراسي، رغم صغر الغرفة فقد بدت جميلة و ذات طابع مريح.
نظر لها متلهفا و إبتسم ببلاهة:
_كيف لك أن تخفي مكانا كهذا،  إنه رائع كيف قمتي ببناءه؟
ردت إيف  بصوت لا يكاد يسمع:
_أبي بناه مع البستاني عندما أخبرته أنني أردت بيت شجرة...
إعتلى وجهها العبوس الشديد، إستدرك جونثان ف رد بتوتر :
_ أعتذر لفتح ألامك... تعازي لك ... يكاد يمر عام على الحادثة.
_ليست حادثة!!
صرخت إيف بغضب ، ثم إستدركت ما قالته فغطت فمها في شيء من الخوف.
_ليست حادثة؟ كيف ذلك، إيف؟!
نظر لها بتساؤل ، لكنها إنهارت أخيرا و جلست على الكرسي تغطي وجهها بيديها .
_ و هل طعن أوسكار لك حادثة ؟!
نظر لها بتفاجئ و بقي محملقا فيها بذهول :
_ أتعنين ؟
_ إجلس سأفسر كل شيء.
جلس و لم تفارق ملامح الذهول وجهه بعد.
نهضت و أزالت الملاءة لتخرج من الصندوق ، قطعة القماش تلك و تضعها على الطاولة.
أخذ جونثان ينظر لقطعة القماش التي بدت كأنها مزقت من قميص و أرته ايف صورة في هاتفها ارتدى فيها أوسكار قميصا بذات لون قطعة القماش...
أخذت تقص عليه ما حدث قبل سنة، و كان جون يلعن أوسكار في داخله.
_ إذا المتسبب في قتل والديك؟
لم يستطع جونثان أن يستوعب ، لقد طعنه و هذا ممكن الحدوث و لكن قتل شخص و العيش كأنه لم يفعل شيء فهذا مناف لعقله ، غرق بأفكاره و قد بدأ يتذكر ما حدث قبل سنة .

إضطرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن