|خطة مجنونة لأشخاص مجانين|

51 4 15
                                    

صوت ضبابي يعبر أذنيه...حاول تحريك رأسه لكنه مازال يعاني من الصداع...فتح عينيه بصعوبة ...أمامه شخصان لكن رؤيته الضبابية منعته من تبينهما. أنصت السمع ليعرف عما يتجادلان:
_فقط جون ما الذي دهاك ، كيف لك أن تفعل هذا !
أخذ يتمتم بخفوت:
_أنا... أنا فقط توترت، و كنت أحاول التدرب على ضرب أوسكار.
لطمت جبهتها بإستسلام و إلتفتت  لجوزيف لترى انه فتح عينيه:
_جوزيف، لقد إستيقظت!  أنا أسفة بشدة عن هذا.
تبين أخيرا ملامح إيف و شاب آخر ينظر له بعبوس.
لكزت إيف جونثان في ذراعه  الذي  أخذ ينظر لجوزيف بحدة:
_أسف لضربك، لم أقصد أي سوء.
أخذ جوزيف يتحدث ببطئ و هو يحك رأسه:
_إيف! من هذا، و لما هو هنا؟ و لما رأسي يؤلمني بهذا الشكل؟
نظرت له بحزن و لكزت جونثان مجددا الذي اعترف ببرود:
_إنها غلطتي,لقد ضربتك على رأسك بحافة العصا و لكنك ضعيف نوعا ما.
نظرت آيفي له بحدة أكثر ليصمت جون عابثا بشعره في عبوس لكنه سرعان ما أردف بإنزعاج:
_لم تخبريني أن أحدا سيأتي و أنا لست متأهبا لأي مفاجآت، من هو على أي حال؟
تحامل جوزيف على نفسه و نهض عن الكرسي مصافحا جونثان مبتسما و لكن عيناه تحدجانه بنظرة حادة:
_أنا جوزيف ، صديق طفولة إيف و أنا معتاد على أن أبقى هنا، لذا أشعر ببعض الأهانة لضربك لي و لكن جميعنا نخطئ ما باليد حيلة.
زفر جون بإنزعاج نوعا ما و نظر لإيف بعبوس:
_كم صديق طفولة تملكين و حسب ؟ لقد إعتذرت له و هذا يكفي أليس كذلك.
لاحقته عينا إيف بنظرة مؤنبة:
_ هذا كاف حاليا رغم أني أرى إعتذارك غير صادق.
إبتسم جوزيف و حاول تلطيف الأجواء و خاطبهما ممازحا:
_حسنا ، هيا إنتهى الأمر و أنا بخير ، بالمناسبة ما الذي تفعلانه هنا، هل تناقشان رواية، سأحزن إن قلتي نعم ، سيحزنني أن تناقشي الروايات مع أحد غيري.
نبس جون و هو يمسك بالسيف الخشبي مجددا:
_فقط بعض الأشياء التي يجب إنهائها...
نظر له جوزيف نظرة ذات مغزى:
_ذكرت أنك تتدرب على ضرب أوسكار ، أتسأل لما؟
ضغط جونثان على السيف و نظر لجوزيف بتهديد لكنه تمتم بهدوء:
_هل أنا مطالب بإخبارك؟
إقترب جوزيف يربت على كتفه مبتسما:
_مجرد فضول يا صديقي ، لكن إن كنت تخطط لضربه أخطرني أولا كي أساعدك.
دفع جونثان يده بعنف:
_أولا لا تلمسني، ثانيا لست صديقك، ثالثا لا دخل لك، و قطعا لا أحتاج مساعدة ضعيف مثلك.
نظر له جوزيف بنصف عين مبتعدا:
_تلقى نفس الضربة و أتحداك ألا تفقد الوعي يا ...
نبس جون بثقة:
_جونثان
هتف جوزيف بحماسة، مديرا له ظهره:
_إسم جميل يليق بك.
تمتم جون و هو يرمي السيف مجددا :
_لن أقول المثل عنك-
_عذرا هل نسيتما وجودي هنا.
نبست إيف و هي تنظر لهما بإستنكار.
أخيرا إلتفتا لها بشيء من الإستغراب، لقد نسيا حقا وجودها.
أردفت إيف بقلة صبر:
_أخيرا فهمت مصتلح الحرب الباردة.لم أتوقع منكما هذا السلوك العدائي، على ماذا تتشاجران أساسا؟
نظر كل منهما للآخر و صمتا ، لطمت جبهتها بعبوس:
_لا تخبراني ، سأقيم حفلا لو كان سببا مقنعا، جوزيف ، عادة أنت متسامح لما تتصرف هكذا، جون أنت أيضا ،ما الخطب معكما ، لقد إلتقيتما للتو من أين نبتت هذه العداوة فقط.
طأطأ رأسيهما بندم، بينما نبس جوزيف بندم:
_إيف ،أنا ، نحن ... كلانا فقط منزعجان و غاضبان بعض الشيء ، لكن لا مشاكل كبيرة بيننا ،أليس كذلك ،جون.
نظر له جوزيف بإبتسامة خفيفة لكنها صادقة ، حك جونثان رأسه في إستسلام، و إبتسم قليلا:
_حسنا، أعتقد، أنا آسف بحق لكنك مريب لحد ما ، حسنا أصدقاء؟
إبتسمت آيفي بقلة حيلة:
_ لا تجيد الإعتذار أبدا يا جون.
ربت جوزيف على كتفه:
_أصدقاء.
نظرت لهما باطمئنان:
_أوه، أشعر بشعور أفضل الآن.
أردفت و قد ذبلت ملامحها قليلا:
لكن أحتاج توضيحا أنا أدرك  سبب وجودك هنا يا جونثان ، لكن جوزيف ،ظننت أنه بقي بضعة أيام على عودة والديك؟
هز رأسه مؤيدا كلامها:
_ أجل لكن.مضت فترة طويلة منذ أخر مرة أتيت فيها لبيت الشجرة أردت تفقده و قراءة رواية.
هز جونثان رأسه في عبوس:
_اوه، لقد أتيت في أسوء توقيت حرفيا، كنت منزعجا و أفكر بشدة و لم أستطع التوصل لحل، لذا أفترض ان ضربتي كانت عنيفة قليلا.
أردفت إيف ساخرة و هي تنظر له بإستنكار:
_قليلا؟
تحدث جون  بشيء من الندم:
_حسنا كانت قوية ...أعتذر.
جوزيف بهدوء:
_ لا أريد فظا، لكن هل لي التسائل عن سبب وجودك هنا؟
كاد جون يتكلم لكن إيف قاطعته:
_ أنا من طلبت منه القدوم.
نظر جوزيف متسائلا و بدت عليه الحيرة:
_هل لي أن أسأل لما؟
عبست آيفي و لم تطل النظر في أعين جوزيف:
_هذا...إنه سر نوعا ما، أعتذر جوزيف لكن لا يمكنني إخبارك.
عبس جوزيف و أردف بنبرة هادئة ممزوجة بألم:
_هل الأمر سري لدرجة أن تخفيه عني؟
أشاحت بنظرها و تمتمت :
_أجل هو كذلك، جوزيف أمل ألا تأتي لمنزل الشجرة لبضعة أيام.
بدا جوزيف محطما للغاية:
_أوه أنا أتفهم، إذن سأرحل لا أريد أن أكون مصدر إزعاج.
نزل جوزيف و إتجه عائدا لمنزله بينما تراقبه إيف بنظرة حزينة.
_ظننتك ستخبرينه، لم أكن لأمانع لو رغبت بإخباره.
هزت إيف رأسها بعبوس:
_يكفي أنني أقحمتك بهذا، هذا يؤلمني كفاية ، لا أريد أن أكون سبب أذية أ_
وضع أصبعه السبابة على فمها مشيرا لها للصمت و قال بصوت هادئ :
_أنتي لا تأذين أحدا و لن يتأذى أحد عدا أوسكار، و أيضا لم تقحميني في شيء ، أنا أفعل هذا بإرادتي لذا كفي عن التفكير هكذا.
إبتسمت بذبول و قالت بنبرة شبه مازحة:
_هل من الأدب مقاطعة حديث أحدهم يا جون.
_ لو كان يقول الهراء فأجل.
لكمته على كتفه ضاحكة:
_كلامي هراء إذا أيها المزعج.
هز جون  رأسه نافيا و هو يضحك معها:
_ فقط ما قلتيه قبل قليل ، و إذا هل ستفكرين معي أو سنضيع المزيد من الوقت.
نظرت له بتسائل:
_ نفكر في ماذا؟
ضحك و هو يربت على كتفها و وضع نظارة شمسية سحبها من جيبه مبتسما بخبث:
_ خطة صيد أوسكار يا إيف، يجب ننصب الشباك اولا .
إبتسمت إيف و سألته:
_هل تفكر في شيء؟
_أجل... لا...لحد ما...أمم حسنا لدي فكرة غير مكتملة.
نزعت إيف النظارة عن عينيه و إرتدتها و هي تجلس على الكرسي واضعة ساقا فوق ساق بثقة:
_أبهرني يا جون!
أخذ جون يشرح لها فكرته و هي تستمع له بإصغاء و تركيز شديد.
_حسنا بخصوص التفاصيل لم أجد حلا بعد.
نظرت له بإعجاب و هي تنزع النظارة مبتسمة و عيناها الخضروان تتألقان حماسا:
_لا ، كل شيء مثالي البقية لي، جون أليس أخوك مختص بالبرمجة؟
_كارل؟ أجل لحد ما ، لما تسألين؟
إبتسمت بثقة :
_ لأنه حل مشكلتنا.
أخيرا فهم قصدها و نظر لها ضاحكا:
_هدف موفق ،غفلت هذه المعلومة عن ذهني.
ضحكت قليلا و أجابته بنبرة ساخرة:
_ لأنك أبله يا جون.
_ إن قالت آيفي أنني أبله فحتما أنا كذلك
ضحكت بخفوت و أكملت بذات النبرة الساخرة:
_جون بحق أين كرامتك؟
أجابها بذات نبرتها:
_ أخبركِ و لا تغضبين؟
لطمته على وجهه ضاحكة:
_ مزعج  ! حسنا لكن هل سيمانع كارل مساعدتنا ؟
_لا ، و حتى و إن مانع سأخطفه مع أوسكار ، فل يفكر بالرفض فقط ، لأعلقنه على عمود الإنارة.
إبتسمت آيفي و نظرت له بتعجب:
_إمم ، هل تتذكر أننا نتحدث ان أخيك أو نسيت.
أجابها ممازحا مدعيا البلاهة:
_ إمم اخي؟ من أخي لا أعرف عن من تتحدثين هل لدي شخص كهذا.
ضحكت بخفوت و ربتت على كتفه:
_ حسنا يا فكاهي و لكن فعلا لا يجب علينا إضاعة الوقت صحيح.
سحب هاتفه و أخذ يضغط على الأزرار بسرعة:
_معكِ حق، فليكن هاتفه قربه و حسب.
لم يلبث كثيرا أن أجابه كارل الذي صرخ فيه متحدثا بسرعة و غضب طفيف:
_جونثان!  أين كنت منذ الصباح ؟؟؟أبي قتلني بالأسألة و كذبت عليه و أخبرته أنك خرجت من دون هاتفك، تعال الآن قبل أن يقضى علي.
أخذ جون يتحدث بنبرة هادئة مبتسما بغباء:
_ كارل، أخي، عزيزي، تعرف كم أحبك صحيح ، أخي التوأم الحبيب .
أجابه كارل بنبرة شبه متهكمة:
_ إنتقل للنقطة الأساسية ، أي مشكلة وقعت فيها؟
ضحك جونثان و أردف :
_ لا لا ، ما من مشاكل...حاليا.
سأله متهكما:
_حاليا؟
أخيرا تكلم جون ببعض الجدية:
_هل ستحلل كل كلمة أقولها؟  أحتاج خدمة صغيرة للغاية منك.
ضحك كارل و رد متهكما:
_ هه، صغيرة، أعرف ما يلي هذه الكلمة. مصيبة ستقع فوق رأسينا، و لكن حسنا ماذا تريد؟
_عليك القدوم أولا ثم سأخبرك.
عاد كارل يكلمه بسرعة و غضب:
_ بحقك يا جون، هل ترغب في أن يقتلني والدي.
رد جون ببرود:
_أخبره أني إتصلت بك و أنني في المكتبة أقرأ كتابا أو أي يكن.
اجابه متهكما:
_أبي قد يصدق أن الزومبي سيهجمون علينا و لن يصدق أنك ذهبت للمكتبة .
_ هيا كارل اعرف أنك تستطيع إقناعه، بحقك يا أخي.
صمت قليلا و أجاب بهدوء:
_ فقط مقابل خدمة سأطلبها منك.
أجاب جون بدون تفكير :
_ أي شيء، فقط تعال.
رد كارل بنبرة أمرة:
_ أمم، أي طلب في أي وقت متى ما أريد و لا يحق لك الرفض.
اجابه بحماس:
_ موافق ، موافق ، فقط تعال.
_ إرفض لاحقا و سيحكم عليك بالإعدام ، أين أنت ، سآتي.
حمحم و تكلم بجدية:
_حسنا أنت تعرف منزل آيفي ورائه....
لاحقا بعد 20 دقيقة، صعد كارل و دخل بيت الشجرة:
صدم كارل اذ وجد ايف امامه و تمتم بشيء من التوتر:
_ أوه إيف مرحبا...لم يخبرني أحدهم أنك هنا .
نظر لجون الذي أشاح بنظره و على وجهه إبتسامة ساخرة:
_ و إذا ، ما الأمر؟
أخذ جون يشرح لأخيه ما هم مقدمون عليه و الخطة بكل تفاصيلها.
_عذرا ماذااا؟ لا مستحيل لا تقحمني في هذا أنا راحل.
هم كارل بالنزول و لكن جون إقترب منه و أمسكه من حافة قميصه و هو ينظر له بحدة:
_إبقى و أعطيك مجسمات هانجي و ميكاسا...
إلتفت له كارل ناظرا بحدة أيضا :
_أضف مجسمات هيستوريا ، أخترق لك هاتف أوسكار.
ضحك جونثان ساخرا:
_لا تقلق سأحتاج تلك الخدمة منك لاحقا.
إلتفت لأيف و أردف ممازحا:
_ إيف دعيني أعرف أخي بطريقة أفضل، أوتاكو مهووس و مبرمج  مبتدأ.
إبتسم كارل بتهكم:
_ أعد كلمة مبتدأ و ودع حاسوبك !
ضحكت إيف عليهما و تكلمت بهدوء:
_لم أكن أعرف أنك أوتاكو، حسنا في فترة ما كنت كذلك لكن مللت في مرحلة ما . و حقيقة أجد أغلب الأوتاكو الآخرين مستفزون، ممتنة على قبولك مساعدتنا يا كارل ، أسفة على إقحامك هكذا.
إبتسم كارل و هو ينظر لأخيه :
_ لا مشكلة، فقط كنت أمزح ما كنت لأرحل على أي حال ، لن أترك هذا الأبله عالقا في مشكلة كهذه ، إن تدمر كل شيء فل نتدمر معا، أليس كذلك يا جون.
مد يده مصافحا أخاه:
_بكل تأكيد يا كارل !
أمسك كل منهما بيد الأخر و هتفا معا بحماس و هما يبتسمان بخبث:
_ فل تبدأ خطة صيد ذلك اللعين!

إضطرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن