|لقاء غير متوقع|

50 6 14
                                    

مد يده مصافحا أخاه:
_بكل تأكيد يا كارل !
أمسك كل منهما بيد الأخر و هتفا معا بحماس و هما يبتسمان بخبث:
_ فل تبدأ خطة صيد ذلك اللعين!
ضحكت إيف بخفوت:
_حسنا لا أصدق أنني لم ألاحظ التشابه بينكما من قبل.
نبس كارل بتساؤل:
_من أي ناحية؟
إبتسمت إيف و أجابته بنبرة هادئة:
_شخصيتكما متعاكسة رغم كونكما توأم اوجه الشبه بينكما قليلة.
لكن الآن أنتما متناغمان تماما، تفكران بذات الطريقة و تفهمان بعضكما ،هذا جميل.
ضحك كلاهما، و أجاب جون مبتسما و قد إحمر وجهه قليلا:
_ أنت تبقين لطيفة مهما نظرت إلى الامر، عابسة و لكن لطيفة.
إبتسمت إثر كلامه و أردفت بمزاح:
_قل هذا لاحقا يا سفاح.
نظر كارل لكليهما بتساؤل ثم لكز جونثان بكتفه:
_ أي مشكلة إفتعلت يا أحمق؟
أجابت إيف بمزاح:
_ضرب أحدهم بحافة سيف خشبي ليس جريمة،على ما أظن.
بدا على كارل الجدية و تمتم ببرود:
_ إيف ، هل بقي الشخص المعني على قيد الحياة؟
نظرت له إيف بقلة تصديق و أجابت بنبرة متشككة:
_ أجل...بالأساس لا يمكن أن تكون ضربة سبب وفاة شخص
إتجه كارل لكومة السيوف و أمسك بأصغر سيف ثم رماه بخفة ل جون :
_ أرمه على الحائط في تلك الزاوية بأقوى ما لديك.
أخذ جون يتململ و قال بنبرة غامضة:
_ إيف ألا تمانعين؟
هزت رأسها بالنفي ، ليرمي جونثان السيف ليغرس تماما في الزاوية كاسرا الخشبة.
نظرت إيف بتعجب لما حدث،بينما أقترب كارل من الزاوية محاولا سحب السيف متحدثا بهدوء:
_إيف كما تعلمين جونثان في فريق البيسبول و الرمي يختلف عن الضرب، لذا عند الضرب-
سحب السيف بقوة و أردف بنظرة جادة:
_ يكون تأثير الضرر أقوى.
أشاح جون بنظره و أخذ يصفر مدعيا البلاهة ، ثم أخذ يتمتم محاولا تغيير الموضوع:
_إيف هل أخبرتك أن رف كتبك جميل؟
أكمل كارل بذات النبرة الجدية:
_يبدو أن الشخص الذي ضربه هذا الأبله، محظوظ ، أو أنه يملك قدرة تحمل شديدة.
_حسنا هذا يفسر الكثير.
نظرت إيف لجون بحدة قليلا لكنها سرعان ما إبتسمت إذ تذكرت أن لا فائدة من إستيائها الآن و أردفت ممازحة:
_فقط تأكد من عدم قتل أوسكار.
ضحك ثلاثتهم حتى قاطعهم كارل:
_و إذا متى سنبدأ التنفيذ؟
بدا على إيف أنها لا تدري لكنها تمتمت بعبوس:
_الحقيقة لا فكرة لي متى سيخرج أوسكار ، لكني متأكدة أنه لن يتجاوز هذا الأسبوع.
حمحم جون و أشاح بنظره عن إيف :
_سيخرج أوسكار بعد ثلاثة أيام.
باغته كارل بالسؤال:
_و كيف عرفت؟
بدا على ملامح جون الإنزعاج و تمتم ببرود:
_عرفت و إنتهى الأمر .
تنهد كارل و قال بنبرة ذات مغزى:
_أستطيع تدبر أمر الحساب الوهمي في ثوان و لكن هل أنتِ واثقة أنكِ ستكونين بخير؟
سرعان ما إنقلبت ملامح جون و نظر لأخيه نظرة لوم إلا أنه هدأ ما إن سمع إيف :
_أحيانا من أجل بقاء وجودنا علينا أن ندهس قلوبنا، لم أعد أحمل لأوسكار سوى الكره و البغض. لذا سأكون على أحسن ما يرام.
هز كارل رأسه علامة على الرضى ثم لكم جون في كتفه بمزاح:
_هيي، أيها المنفعل كان يجب أن تخبرني مسبقا أن علي أن أجلب حاسوبي.
أدخل جونثان يده في جيبه و أخرج هاتفا مده لكارل:
_ألن يكون هذا كافيا؟
أخذ كارل الهاتف و لم يقل المزيد ثم إتجه إلى أحد الكراسي و جلس و سرعان ما تبعه جون و إيف و طفقا يتحدثان عن تفاصيل خطتهم...
...
... جوزيف...
أخذ يسير عابسا و مازال منزلا رأسه للأسفل:
_فقط ما الذي يحدث مع إيف؟
تمتم جوزيف لنفسه بحزن.
كاد أن ينعطف في إتجاه منزله لكنه غير رأيه و وجهته نحو المكتبة العمومية.
"هي ليست ملزمة بإخباري بكل شيء، من حقها أن تمتلك بعض الخصوصية ، لا بد أني كنت بمثابة مصدر إزعاج، لكن لا يمكنني تحمل ذلك الدخيل"
أخذ يفكر ناظرا للأرض لكن بمجرد  أن رفع رأسه إلتقت عيناه عينّي  أوليفر.
_أنت!
صرخ جوزيف و لكم أوليفر في وجهه لكمة طرحته أرضا.
...
... أوليفر...
لم يستطع النوم بتاتا، لم يجد حلا  بعد . لقد ربط كل الأمور ببعضها و لم يجد الثغرة التي أوقعت خطته ، أخذ يسير إتجاه المكتبة شعره فوضوي و هالاته أكثر وضوحا من المعتاد، وصل ولكن لصدمته وجد جوزيف أمامه لم يملك الفرصة ليتحرك إلا أن باغته جوزيف بلكمة .
_ما خطبك بحق الجحيم !
صرخ  أوليفر و هو ينهض مغطيا خده الأيسر . أخذ جوزيف ينظر بحيرة كأنه لم يلكمه منذ ثانيتين، لكن سرعان ما بدا على ملامحه الغضب و نظر نظرة ملؤها الكره و الإحتقار تفاجئ منها أوليفر :
_أنه بسببك! كل هذا بسببك لو لم تنشر تلك الشائعات اللعينة لكنت أعرف ما خطب إيف ، و لو تركتها بحال سبيلها كانت لتكون بخير ، أنت السبب!

إضطرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن