كان عطرها أزكى عِطر، ولم يكن هنالك اجملُ منها على الاطلاق... في عيني. كانت هي مُشتتة بمشاعرها اتجاهي وتجاه الشخص الأخر او ربما هذا ما ظننتُه...
كانت تدعو بـ ميليسيا ريكارد، كانت فتاة مُشرقة تحبُ البهجة، تعرفت عليها لسنة الا اني وقعت بسحرها على الفور، فورة رؤيتي لذاك الشعر البُني الفاتح الذي يعطي الى صفار زهرة دوار الشمس، وتلك المُقلتين العسليتين، اللتانِ قيدتتاني واصبحتُ محبوساً داخِل سجن لا خروجة مِنه، كانت خطيأتي الوحيدة هي انني قد وقعت بحبها... اول يوم رأيتها بها كان يوم تتويج شقيقي للعرش... حينها لفتتني نظراتُها نحوي... اردتُ الرقص معها لكن والدتها جعلتها ترقص مع شقيقي حينها لم اتمالك اعصابي وكأن فرصتي لارضاء فضولي لتعرف عليها قد ضاعت... فمن يستطيع رفض ولي العهد؟ ذهبتُ للشرفة وانا مُنكدر. رجعت ورقصتُ مع النساء الأخريات الا ان لمحتُها تناظرني وهنا قد تجمدت، لم افهم سبب نظرها المُتكرر لي؟ عندها تقدمت نحوي واخبرتني "هلا رقصتي معي يا سيد ايلفاند؟" كُنت مصدوماً والابتسامة التي في داخلي كادت ان تخرج، كيف لها ان لا تعرفني...فأنا ابن الإمبراطور. عندها مسكتُ يدها وناظرتُ عينيها الساحرتين، لم نكُن نشعر بمن حولنا كانهُ فقط نحنُ الاثنان، يدُها بيدي وخطواتها تتبع خطواتي. كان شعوراً من المستحيل ان ننساه، او ربما هذا ما ظننتُه... بدأتُ برؤيتها في القصر بأستمرار لم افهم السبب لذا سألت رئيس الخدم للإجابة عن سبب زياراتها المتعددة فـ أخبرني بان الملكة تريدها زوجةٌ لولي العهد، من شدة غضبي خرجتُ اركض الى حديقة الخاصة لاجدها تجلسُ هناك، لذا حاولت مغادرت المُكان الا ان صوتها وهي تناديني قد اوقفني. نظرتُ الى الخلف لأراها تقترب، خشيتُ ان ترى كيف ان جسدي يرتجف او سماع صوت نبضُ قُلبي، احسستُ بحرارة، كُنتُ مشوش الذهن الى ان نادتني "ايلفاند، هل انت بخير؟ لا تبدو على ما يُرام" فقُلت " انا بخير، هل تنتظرين احداً؟" لتبتسم لي قائلةً " هذا صحيح انني أنتظر الإمبراطورة، والدة حضرتك" فنظرتُ لها "هل لا اخبرتني عن سبب دعوتها لكِ باستمرار؟" عندما سألتها عن الأمر أحسستها ارتبكت باجابتها " انهُ ليس شيئ مهماً" هذا ما قالتهُ، كانت تريد الرحيل فأمسكت يدها لتنظر ألي، " أرجوك سيرونا" لم افهم سببِ خوفها" فأخبرتها "وماذا اذا رأونا، ليس وكاننا نفعلُ شيئاً خاطئاً؟" فقالت لي بصوت يرتعش "ارجوك فلتدع يدي" حينها سألتُها، "اخبريني هل انت معجبة بشقيقي؟ بل لماذا رقصتي معي في تلك الحفلة؟" في هذه اللحظة، لاحظتُ انه بؤبؤ عينيها اصبحَ كبيران، قائلةً "انا..." وهي خجلة، لتتقدم وتعطي قبلة على خدي حينها لم أفهم ما يجري من حولي لكن قدوم والدتي قد افاقني من حُلمي. فأبعدتُ يدي عنها، كُنت واقفاً واصبح وجهي كـ لون فاكهة الفراولة. رحبت والدتي بها وعرفتني على كونها ستكون خطيبة شقيقي وقفتُ بصدمة والتساؤل يقتلُ عقلي "ماذا عن القبلة؟ من انا بنسبة لها؟"مرت الأيام بسرعة ورؤيتها وهي تضحك وتتمشى مع شقيقي اصابني بجنون، اصبحتُ أكثر جنوناً عند حضوري لمراسيم الزواج وقبلتهِ لها. خرجتُ بسرعة لم أستطيع وكأنني أختنق. مرت الأشهر وانا أتجنب رؤيتهما، حتى اني رفضت جميع النساء اللواتي أحضرتهم امي.
لم أستطيع الزواج ولم استطيع رؤيتها مع غيري لذا اخترتُ الابتعاد والذهاب بعيداً لعلي أنسى ألمي وان انساها~بعد مرور ٤ سنوات...
كان المكان محتشداً بلناس، يستقبلوني بفرح بعد النصر الذي قدمناه انا والجيش وكان علية الدخول الى القصر وتحية الملك وولي عهده وزوجته وطفلها الذي يبلغُ ٣ سنوات، ليقول والدي "على هذا النصر العظيم علينا تزوجيك، لم تعد صغيراً" حينها حنيتُ رأسي للرفض الا اني اردت رؤيتَ وجهها فرفعتُه ورأيتُها تنظر الي بابتسامة حينها خاب ظني كُنت أمل بأن تخبرني عيناها بأن لا أمضي وانهُ هنالك آمل، لكن كان علية الاستيقاظ من هذا الوهم لم يكون ولن يكون هنالك "نحن"، فهي الان امرأة متزوجة واماً ايضاً. هذه الامال الزائفة علية محيُها. لم يكن علية القدوم الى هنا، كان قراراً خاطئاً.
"جلالتك، لستُ مستعداً للزواج الان"
حل الليل وانا افكر ولم استطيع الا المغادرة على عجلة لم استطيع المكوث في قصراً واحد معها. عُدتُ إلى حياتي بل من نقطة الصفر وإنا أدونُ بدفتر مُذكراتي "ايها الكتاب هل لا اخبرت الرياح بأني لن إغفر لها، على كسرِها لغُصن الشجرة."النهاية