الفصل الرابع والعشرون " هدير "

19 3 0
                                    

كان هذا القرار الصواب بالنسبة لي، الذهاب إلى الشرطه ، كان هذا الشيء يجب أن أفعله منذُ سنوات ، أعترفت بكل ما فعلته وبالطبع سأُعدم ولكنها مسألة وقت لا أكثر ، " كنت أتمني أن تسامحني مريم ، كنت أتمني لو أري أمي للمره الاخيره ، كنت أريد رؤيه مني ولكني ليس بيدي شيء لن أستطيع وضع عيني فى أعينهم " ، سمعت صوت يُنادي أسمي فجأة ذهبت إلى غرفه الشرطي رأيتهم...
رأيتهم جميعاً ماجد ... مريم ... مني لم أكن أعرف هل أكن سعيده الآن أم أحزن لم أنطق بأي كلمه ، رأيت مريم توجه كلامها ونظراتها لي وتقول :
" سامحتك ... سامحتك يا هدير ، لن يتغير الواقع ، لن يعود أهلى مره أخري ،كُتب علي بأن لا اري أهلى مجدداً ، سامحتك يا هدير سامحتك "
قالت جملتها الاخيره وظللت أبكي ثم
عانقتها بقوه و قلت لها :
أسفه ... أسفه لكي حقاً يا مريم
عانقتني مني بقوه وقالت لي :
" سأشتاق لكي كثيراً لن أنساكي يا هدير لقد أحببتك كثيراً لما فعلتي هذا ...
لما ستتركيني وحدي "
قلت لها :
نفعل أشياء نظنها هينه ، نظن أننا أصبحنا لا نشعر ، نفعل أشياء ندفع ثمنها غالياً ، نفعل أشياء نندم عليها طوال حياتنا ولا نستطيع جعل الأمور مثل السابق ...
ثم قلت لماجد :
" أمي يا ماجد .. أمي وأخوتي أرجوك أرعاهم جيداً ، لم يختار أحد منا مرضه يا ماجد، أريدك أن تجعلني أراهم لو لآخر مره فى عمرى ، سوف أعدم بعد غد لا تنسي الموعد رجاءً "...
قلت كلمتي الأخيره وأخذني الشرطي من يدي لكي أعود إلى السجن مرهً أخرى كنت أنظر إليهم جيداً.. كنت أريد أن أحفظ ملامحهم جيداً ، لكي أراهم أمامي فى أخر لحظاتي، رأيتهم ينظرون لي نظره لم أنساها نظره حزن ،نظره شفقه لا أعلم .. ولكني كنت أنظر لهم والدموع تتجمع في عيني..." كنت أنظر إليهم بكل حب "...

من أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن