جلست والدتها بجانبها على الأريكة في الشقة الجديدة وهي تقول : صباحية مُباركة يا عروسة
نظرت لها إبنتها بطرف عينيها وهي تقول : ماما من فضلك أنا عاوزة أروح معاكِ
ضحكت والدتها لتقول بهدوء : متهزريش الهزار دا ربنا يثبت عتبتك ويخليكم لبعض
أدارت رباب وجهها لوالدتها وهي تقول : أنا مبهزرش يا ماما ! أنا خايفة ومنمتش طول الليل !
نظرت لها والدتها بريبة وهي تقول : إيه الكلام دا ! هو مش إتكتب كتابكم وحط إيده في إيد أبوكِ !
رباب بخوف : يا ماما أنا محضرتش كتب الكتاب أنا قالولي إدخلي وقعي على العقد ووقعت وخرجنا أنا وهو سوا ! حتى بابا مكانش قاعد معرفش في إيه مكُناش كُلنا موجودين غير في الفرح ! وإنتِ مقعدتيش معانا في كتب الكتاب !
واتها وهي تتذكر : مقعدتش معاكم عشان أبوكِ رفض أحضره ، إنتِ تُقصدي إيه مش فهماكِ ؟
رباب بصوت مُنخفض : أقصد إن العريس دا غريب ، هو بابا مجاش معاكِ ليه ؟
أجابت والدتها بحُزن : تعبان وطول الليل يرجع عملتله شوربة دافية وسيبته يرتاح ، سيبك من الكلام دا وفهميني يعني الدُخلة متمتش !
رباب وهي تتلفت حولها : بقولك بني أدم غريب ، أول ما دخلنا الشقة ..* مساء ليلة أمس
دخلت رباب إلى الشقة وهي تُمسك بأطراف ثوب الزفاف الخاص بها ، وتخطو داخل الشقة بخجل .. دخل هو بلا مُبالاة وأغلق باب الشقة مُتجاهلاً عروسه
ظلت واقفة مكانها تنظر حولها ثُم تنظر لظهره بخجل
لم يقُل أي شيء سوى : أنا في الأوضة الأخيرة ، متدخُليش عليا ، لو حابة تنامي نامي ..
ثُم تركها وأغلق باب الغُرفة خلفه ! .. خلعت حذاؤها العالي وهي تقف على الأرضية الباردة ، تصميم المنزل غريب نوعاً ما ف الجُدران باللون الأسود ويُزينها خطين بالعرض لونهم أحمر ، والأرضية رمادية والأثاث يجمع ما بين الأحمر والأسود ، والإضاءة صفراء ، كانت الشقة غريبة نوعاً ما والزفاف تم بصورة سريعة نظراً لإن رباب أصبحت في عُمر الثلاثون وحديث الجيران عن عنوستها أصابها وأصاب عائلتها بالإكتئاب ، عندما تقدم ذلك الشاب للزواج منها وافقوا على الفور وتمت الإجراءات بصورة سريعة نظراً لإنه كان على عجلة من أمره وهم لم يمانعوا ظناً منهم أن قطار الزواج قد فاتها
جلست المسكينة على الأريكة وهي تنظُر لباب غُرفته في إنتظار أن يخرُج ، لكنه ظل طوال الليل في تلك الغُرفة تاركاً عروسه التي لازالت عذراء* الوقت الحالي
قبل أن تُجيبها والدتها عن كُل ما سمعته ، وقف هو أمامهم بملامح غير مفهومة ، باردة لا تحمل حُزناً ولا سعادة .. ملامح جدية للغاية ، ليقول كالإنسان الألي موجهاً حديثه لوالدتها : مبسوط بزيارتك
نظرت له والدتها بإبتسامة وهي تقول : كتر خيرك يابني ربنا يحميك
عقد حاجبيه بضيق وهو يتنفس سريعاً وينظُر لوالدتها بضيق ..
شعرت والدتها بعدم الراحة لتضُب حقيبتها وهي تقول : شكلكم كنتوا تعبانين من الفرح وملحقتوش تتهنوا ببعض وتقعدوا سوا
فهمت رباب أنها تلميحات لسُرعة الزواج وأن تمنحه بعض الوقت ليقترب منها وتتم الدُخلة
هو ببرود : شرفتينا ..
أغلق خلف والدتها الباب لتقوم رباب من الأريكة وهي تتثائب ، وقف أمامها ك لوح الثلج وهو يقول بنظرة ضيق : إزاي تحكي عن خصوصياتنا لأمك ؟
رفعت رأسها بإرتباك ثُم قالت : إنت كُنت بتتجسس علينا !
بنبرة حازمة قال : جاوبيني !!
رباب بتوتر : طبيعي أحكيلها ! حقها زيها زي أي أم تطمن على بنتها ولا إنت كُنت عاوزني أكذب عليها وأقول حاجة محصلتش ؟
هو بنظرة تعالي : يعني بتحاولي تقنعيني إنك عمرك ما كذبتي ؟ مفيش حد من جنسكم مبيكذبش .
رباب بإستغراب : جنسنا ؟
هو بتعديل لذلك الخطأ : جنسنا يعني ، البشر .
ظلت تنظُر لملامحه الباردة ووجهه شديد الإصفرار وكأنه معدوم الدم ، ليست إهانة لكن .. وجهه غريب
جائت لتتحرك من أماامه ف أوقفها قائلاً : وجودك في البيت دا هيكون ليه قواعد ، أولهم إن أي حاجة بتحصل هنا محدش يعرف عنها حاجة
رباب وقد بدأ الغضب يتسلل لجوفها : مفيش حاجة بتحصل أصلاً عشان حد يعرفها ! هو طبيعي إن كتب الكتاب يتم في اوضة مقفوله ولما الأوضة تتفتح ملاقيش أي حد جواها أعرفه ! كلهم تبعك وملاقيش أبويا ! هو طبيعي كتب الكتاب ميتصورش في شريط الفرح ؟؟ وأدخل فجأة أمضي على ورقة ملحقتش أشوفها !
لا واللي زود الموضوع إنك لما دخلت الشقة عشان دُخلتنا سيبتني وروحت قعدت في أوضة لوحدك وزعلان أوي أني بشتكي لماما
ظل واقفاً أمامها غير مُتأثر بحديثها ، ليُجيبها بنبرة غريبة : أكيد فهمتي القاعدة الأولى ، اللي يحصل في البيت هنا ميخرجش برا .. دا لمصلحتك
إقتربت بوجهها منه وهي تقول بحنق : إوعى تفتكر إني عشان عندي ٣٠ سنة والجوازة مشيت بسُرعة إنك هتذلني !
ركضت إلى غُرفتها وجلست على الفراش تبكي بحُزن ، وبينما هي تبكي وجدت على الملاءة ما أفزعها ..يتبع ..
#زوجة_إبليس
#بقلمييي
#روزان_مصطفى