•13• الخاتمة ♤ الأخيييير
مُنذ بدأ طريق الخليقة في الحياة ، خُير الإنسان بين أمرين في غاية الأهمية
عند إنتهاء العُمر الإفتراضي لشخصاً ما .. ينتقل لرحمة الله ومن هُنا تُحدد أعماله هل سينتقل لدرجة عالية من درجات الجنة ، أم سيحترق في الدرك الأسفل من النار !
مُهيبة تلك الفكرة أليس كذلك ؟ لكن يبدو أن مُعظم البشر تناسوا ذلك ، ف أصبحوا يلتهون مع متاع الدُنيا غير عابئين بكم السيئات التي يحصدونها إثر إستهتارهم بتعاليم دينهم الرفيع
إنظُر إلى أين آل بنا الحال ..
___________________________________________
إرتجفت تقوى وهي تقول : طب قولي العنوان بسُرعة ، سمعاك ..
أملاها الشاب العُنوان الذي من الأكيد ستجد به خطيبها الغائب مُنذ أيام كثيرة ، دونته جيداً ثُم أغلقت الهاتف وهي تقول بوجه قد سُر أساريره لوالدة حاتم : لقوه بيقولك في عنوان *** ، أنا لازم أروح
والدة حاتم بتعب وسعادة غامرة : إستني هلبس وجاية
تقوى بهدوء : خليكي يا ماما أنا هروح مع الشيخ محمد جارنا هو قال لو لقيتوه عرفوني ، إقعدي إدعيلنا وبس
عدلت تقوى من ملابسها وهي تُمسك بمقبض الباب وتفتحه على مصراعيه ثُم تُغلقه بقوة وهي تنزل درجتين لتطرُق باب شقة ، مرت ثوان قبل أن تفتح لها سيدة مُنتقبة لتقول تقوى : أبلة خديجة إزيك ، كُنت محتاجة الشيخ محمد ييجي معايا مشوار
ثُم إقتربت تقوى من خديجة وأمسكت بيدها وهي تقول بسعادة : لقوا حاتم يا أبلة خديجة لقووه !
سُعدت خديجة بهذا الخبر وهي تقول : اللهم لك الحمد ، مُبارك يا حبيبتي هبلغ الشيخ يغير هدومه وينزل معاكي ، قولتلك صلي وإتكلي على الله لن يخذُلك
تقوى بسعادة وهي تقف تنتظر : يااارب
* في شقة لوي ورباب
بينما كانت رباب مُغمضة عينيها وتضع يدها فوق فمها منعاً للصُراخ ، مرت دقيقتين لتفتح عينيها بهدوء لترى أن الغُرفة حولها فارغة والمرآة كُتب عليها باللون الأحمر " لا تخرُج من العُرفة ! "
ظلت تلتقط أنفاسها بصعوبة وهي تحاول لمس مقبض الباب بأطراف أصابعها ، حتى لمسته أخيراً ف قامت بفتح الباب وهي تزحف لخارج الغُرفة
وبينما هي تزحف على رُكبتيها توقفت أمام شيئاً ما .. هُلامي أسود اللون ، رفعت رباب رأسها بإرتجاف وهي تنظُر للشيء أمامها
إبليس من دون إخفاء لهويته ، من شِدة الخوف شعرت أن أطرافها تجمدت بل وأنها أصبحت تسير بسُرعة بواسطة يديها وقدميها ، وهو وراؤها .. لا يترُك مسافة بينهما
وصلت لباب الشقة أخيراً وهي تفتحه على مصراعيه لتخرُج وما أن وجدت أمامها ثلاثة رجال وفتاة حتى صرخت بما فاض بها من خوف
إرتعدت تقوى للخلف وهي تقول بخوف : مين دي فين حاتم !!
الشيخ وهو ينظُر لحالة رباب الرثة وينظُر للشقة بريبة ، زحفت رباب لقدميه وهي تقول برجاء : خرجني من هنا ، هيموتني أبوس رجلك الشقة مسكونة
وضعت تقوى يدها على فمها وهي تقول للشيخ مُحمد : هي بتقول إيه ؟ أنا اللي كلمني قالي إن حاتم هنا
الشاب من خلفها : أيوة يا أبلة والله وشوفناه بعنينا
ساعدتها تقوى على النهوض ووجدت وجه ربتداب مصفر من الخوف وشعرها رث وهيئتها مُزرية
تقوى بحُزن : خطيبي بيعمل إيه معاكي في شقة واحدة ؟ ممكن ترُدي ؟
رفعت رباب عينيها المُرتعبتين وقالت : شيطان ، دا مش بني أدم ، أنا متجوزة شيطان
الشيخ محمد تغيرت ملامح وجهه للضيق وهو يتفحص الشقة التي ثفير الهواء ينتشر بها ثُم قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أاااااااااااااع
صوت صريخ مكتوم أتى من الشقة ، وهواء بارد أرتطم بجسدهم كالصاعقة
رباب ببُكاء باهت : بالظبط ، دي الجُملة اللي لساني عجز ينطقها
أكملت وهي تُمسك بقبضة يد تقوى وتقول : طب أهلي فين ؟ مُتأكدة آن اللي شوفتهم جوا مش أهلي
تقدم الشيخ مُحمد لداخل الشقة وهو يقول : بسم الله الرحمن الرحيم
♤ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ♧ لا تأخُذه سنة ولا نوم ♧ له ما في السموات وما في الأرض ♤ أية الكُرسي
وضعت رباب يدها على صدرها وهي تُغمض عينيها براحة وتتذكر جدها وهو يُمسك بكف يدها الصغير بين يديه المُجعدة ويقول : قولي بقى اللي حفظتهولك
رباب بطفولية أتلت على مسامعه أية الكُرسي ، ليحتضنها بعد ما إنتهت وهو يقول : هجبلك عود قصب طويل تاكليه لوحدك ، الأية دي يا جدو هتحميكي من أي شر ، كُل كلام ربنا جميل وحافظ لينا بس إحنا نبقى معاه
بس إحنا نبقى معاه
بس إحنا نبقى معاهه
تردد صوت جدها في أُذنيها وهي تُردد الأية بشفتيها وقد تذكرتها أخيراً ، والدموع الساخنة علقت بين جفنيها
أفاقت على صوت تقوى تقول بفزع : حاااتم !
لتجد رباب لوي قد إرتطم جسده بالأرض والشيخ مازال يتلو الأيات القُرآنية بصوت مُرتفع
حاولت تقوى الأقتراب منه ف منعها الشيخ ، بدون سابق إنذار جحظت عينا رباب وهي تختنق
علم الشيخ وقتها أن حاتم كان يتلبسه شيطان ، والأن هو يحاول تلبُس ضعيف الإيمان بينهم .. وهي رباب :))
إمحنى الشيخ وهو يُمسك بمُقدمة رأسها ويتلو الأيات القُرآنية والأدعية بصوت مُرتفع ..
حتى فقدت الوعي بين يديه ..
مر شهر كامل على تلك الحادثة ، أُنقذت رباب من بين يدي الشيطان ، وأمرت الشُرطة المصرية بإضاءة تلك المنطقة وبدأ العمل بها .. مع هدم البنايات القديمة وإستمرار العمل على المصانع المهجورة وجعلها ملكية عامة
عاد حاتم لوالدته وهو يُقبل يديها بضياع ، روى لها كُل ما حدث
لم تتحمل تقوى فكرة أن الشيطان كان مُتلبس جسده لكنها أخبرته أنها إنتظرته طويلاً ، ليترُك لها خاتم الخُطبة الذي كان برفقة والدته طوال الوقت .. أملاً في عودته
ويُصارحها أنها تستحق الأفضل ، لم يستطع أن يتحمل نظرة الخوف والريبة في عينيها طوال الوقت ف أراد أن تكون تقوى مع شخص أفضل تشعُر معهُ بالأمان
عاد للصلاة ولكن مُتقطع ، ووالدته تستيقظ كُل صباح لتضع التلفاز على إذاعة القُرآن الكريم
لم تغب رباب ولو للحظة عن عقله ، بالرغم من أن الشيطان كان المُسيطر الكُلي عليه ولكنه يتذكر لقطات هامشية لها معه
أما بعد خروج رباب من المشفى سردت لوالدتها ووالدها كُل ما حدث ، قالت لها والدتها أنها حاولت زيارتها مرات مُتكررة لتجد الشقة فارغة لا تعلم كيف ، لا أحد كان بها ليفتحها ، مما أثار رُعب رباب من كُل ما عانته ، إنخفاض ملحوظ في وزنها وشحوب بشرتها
قرر حاتم أخيراً أن يزور منزلها
إستقبلته والدتها بريبة من زيارته الغامضة ، حتى خرجت رباب لتجده جالساً مع والدها
رباب بضيق : أفندم ؟
والد رباب بهدوء : عيب يا بابا ، إقعدي مع الراجل وإسمعي اللي هيقوله
رباب بغضب : وإيه ضمنك إنه مش نفس الشيطان اللي أذاني ووراني أسوأ أيام حياتي !!
أشار حاتم بيده لوالد رباب وهو يقول : تسمحلي أقعد معاها نتكللم دقيقة على إنفراد ؟
قام والد رباب وهو يشير لإبنته بالجلوس ، تقدمت رباب وهي تجلس بوجه زُجاجي مُمتعض ، تنهد حاتم قبل أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ، يس والقرآن الحكيم إنك لمن المُرسلين ♤ سورة يس
إرتخت ملامح رباب ف قال حاتم فور إنتهاؤه : حفظتها في إسبوعين حفظ كامل .. تأكدتي إني مش شيطان ؟ خلينا نتعرف من أول وجديد
رباب بضيق : وليه نتعرف طالما كُل واحد رجع لحياته الطبيعية ؟
وضع يده فوق يدها ف إرتجفت هي ف قال : أنا كُنت زيك لو تعرفي ، كُنت أكتر مخلوق فاسد ممكن تقابليه في حياتك .. وحاولت كذا مرة أأذي تقوى بأفعالي ، لكنها كانت بتتجنبني بحكمة وتدعيلي بالهداية .. شيطاني كان مُتحكم فيا وفي أفعالي ، لحد ما بقى مُتحكم فيا فعلياً ، معرفش وصلتلك إزاي معرفش إيه جرني لطريقك بس ساعتها كُنت في جزء بسيط من وعيي ك حاتم .. لكن الأكيد اللي جمعنا شيء واحد
ضعف إيماننا
رفعت رباب رأسها وهي تُنصت إليه بإهتمام ف أكمل قائلاً : رغم إنه كان مُتحكم فيا لكن فترة التعافي منه خدت وقت طويل إسبوعين كاملين .. بس في ذاكرتي كُنتي موجودة لما فوقت .. بتيجي صورتك في بالي مش عارف إزاي
رفعت رباب رأسها وقالت بهدوء : ربنا يخليلك خطيبتك
رفع كف يديه في وجهها وهو يقول : فسخت ، كُنت خاطب ودبلة خطوبتي مع والدتي .. لكني فسخت ، هي متحملتش إنه كان لابسني وكُل نظراتها ليا فيها خوف وتوجس ، ف أنا مستحملتش
ظهرت إبتسامة خفيفة على وجه رباب ف أزاحتها سريعاً ليقول هو : هو أنا ، يعني إنتي ك واحدة لو إتقدملك واحد زيي هتقبليه بعيوبه ؟
صمتت رباب قليلاً قبل أن تعُض شفتها السُفلى وتقول بإبتسامة مائلة : واحدة كانت عايشة معاك وإنت شيطان مش هتستحمل عصبيتك ؟
صمت لمدة ثوان ثُم ضحك بصوت مُرتفع وتبعتها ضحكة رباب ، علت أصوات ضحكاتهم في مُنتصف الشقة وهُم ينظرون لبعضهم وكأنها بدايتهم سوياً ♡
ولكن ك بداية طبيعية بين أدم وحواء ولا دخيل بينهم ♡♡
إرتفع صوت الأذان في المنطقة ف توقفت رباب عن الضحك وآبتسمت براحة
حضر والدها وهو يقول لحاتم : يلا نصلي سوا ؟ متوضي ولا هتدخل تتوضى
حاتم بهدوء : متوضي وجاهز
قام معه وصوت الاذان وإسم الله ينتشر في المنطقة ، وأهالي البلدة يجولون ذهاباً للمسجد برفقة أطفالهم ♡♡ما دُمت مع الله لا تخشى شيئاً ، كُل ظلام سيُضيء .. كُل خوف سينقشع وسيحل محله السلام ، الله ومن غيره يشعُر بنا ويحمينا ف كُن معه دائماً ♡
النهاية
تمت بحمد الله
#زوجة_إبليس
#بقلميييي
#روزان_مصطفى