4-نور أحمد شوقي

323 12 4
                                    

"فخذوا العلمَ على أعلامِهِ.. واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ"

ذلك الصوت....ذلك الصوت...أميزه! ...الرجل من الصباح....
رخيم،قوي،صادق،عاذب،عذب
يا الله لما يغزو أحلامي بأقواله التي لا أفهمها
أهذا تتطور مرضي في روحي ؟
هل سأت حالتي ؟
لقد كنت أقاتل طيلة الوقت...لقد قاتلت حقا
أقاتل عدو لم أراه قط
أقاتل شئ يعيش بداخل روحي
أقاتلني
لكن...إن فزت و هزمت نفسي ؟
أ أنا المنتصرة أم المنهزمة؟
"فخذوا العلمَ على أعلامِهِ.. واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ"

-"واطلبوا العلمَ لذاتِ العلمِ لا.. لشهاداتٍ وآرا بٍ أخرْ."
تلك المرة قد امنت فما صدر الصوت منه و إن عرفت بعد أنها كانت كلماته و إن لم يكن صوته المتحدث
كم شعرت براحه عند وجودها بجواري،راحة أثلجت قلبي و أفتحت عيني شيئا فشيئا حتي عادت لي الرؤية

-تأوهت و هي تستعيد طاقتها تدريجيا : إنتي...إنتي بتسمعي صوتوا إنتي كمان يا نونا ؟

-ابتسمت الجدة التي كانت تضع راس حفيدتها الحبيبة الوحيدة بين فخذيها و هي تمسد شعرها ثم تابعت:

"تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ.. تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ."

تنهدت تنهيده طويله و هي تشعر بسخونة دمعتها التي تنزلق من علي خديها :
أنا خايفة يا نونا ،أنا تعبانه،و متلغبطه و خايفة أوي
قوليلي يا نونا ...أرجوكي قوليلي إنك بتسمعيه زيي"

-لم تخرج الجدة ردت فعل جديدة
فقط تلعب بشعرها لتهدئها حتي قالت أخيرا :
بس أنا مش بسمعه يا نور

-وقفت نور من جلستها لتجلس علي الأريكة في مفاجأة :
بس يا نونا الكلام ...الكلام اللي هو قالوا إنتي عارفاه

-لأن هو بيدور علي نسله بس يا نور

-صرخت في عقلها ليصمت و هي تعدل جلستها لتحتضن قدميها و تخبأ دموعها وراء شعرها المبعثر :نسله ؟ هو ؟ هو مين ؟ ليه أنا ؟ ليه يا نونا ؟

-ظلت الجدة تمسح دموعها و هي تهدئها : صدقيني يا نور
كل حاجة حتكون كويسه و أنا معاكي هنا و هو مش عايز يأذيكي ،هو بيحبك يا نور

-مين ده اللي بيحبني يا نونا ؟ مين ده اللي أنا من نسله ؟ و إزاي عارفه كلامه لو إنتي مش بتسمعيه ؟

- اسكتتها الجدة بحنان :ششش
إنتي قوية يا نور ،متسبيش نفسك لمخك ينتصر عليكي
أنا حقولك كل حاجه
أنا فعلا عمري ما شوفته و لا سمعته
بس عارفاه كويس أوي و من زمان أوي كمان
عارفاه من ساعة ما كان بيزور جدك الله يرحمه و يغفر له

-جدو؟

-أنا حوريكي تعالي يا نور

سحبتها جدتها و هي تسير بها إلي حائط لم تنتبه له حفيدتها عند بداية داخولها ، كان مليئ بالصور العتيقة و الحديثة
صورها هي و عائلتها كانت الوحيدة التي ميزت

 حفيدة بن حفيد أحمد شوقي Where stories live. Discover now