ملاكٌ من نار: كِيم سونُوو

٥: شتاءٌ أبدي

الصهباء المثيرة للريبة لم تكن شخصا عاديًا بالطبع.. فليس هناك تفسير آخر لشحوب وجهها، حبها للظلام و حتى صبغة شعرها لم تكن إعتيادية لمحيطها.. ليست مصاصة دماء بل ساحرة.

الساحرة التي قلبت حياة كيم سونو و أصدقائه
جعلتهم يتخبطون في أمور لم يكن يجدر بهم تجربتها على الإطلاق.

و على غرار هذا، هي الأخرى سيئة الحظ لأن مشاغلها وقعت بين يدي إبن قس الكنيسة.

"تباً.. كيف لي أن أسترد كتابي.. تعويذتي.. إرث جداتي من الساحرات."

جالسة عند قدمي سريرها بوجه مبلل مع أثار الكحول على خديها. كانت تصرخ في يأس شادةً على خصلاتها البرتقالية و رسم النجمة السداسية على الأرض لم تحضر لها أي شخص من العالم السفلي، كانت يائسة لدرجة التعامل مع أي مسخ من هناك يعيد لها أشيائها الضائعة.

و على تلك الحال هبت عاصفة كادت تقتلعها من داخل بيتها، بصيص من الأمل لمع داخل بؤبيها و لكن فورا ما سقطت إبتسامتها حينما رأت أن كارثة أخرى حلت بها، هي لم تستدع 'أيا كان' من العالم السفلي

"الساحرة وينتر، يؤسفني أن أخبرك أنكِ في قائمة التعاملات المحضورة في أرضي..
أما بعد، أنا هنا أمامك لإستعادة قطعة من قلب الجحيم و لا شك أن لديك يد في إضاعتها."

•••

على غرار العادة كنا داخل أسوار الكنيسة المحترمة
لإستئناف ما وقع على عاتقنا فجأةً..

أقبل الشتاء علينا باكرا.. برودته قاسية بشكل لم نعهده من قبل.

إجتمعنا نحن الأربعة منذ الصباح الباكر مستمرين في البحث لكن قلبي لم يطاوعني على البقاء في نفس الدائرة و أفشيت بأمر الصهباء التي أكرهها بشدة...

كيف أمكنك إخفاء شيء كهذا عنا سونوو؟!
إستحققت كل اللوم! و لكنني فتحت مجالا ثابتا و واضحا لرحلتنا المجنونة هذه.

و حدث أنني غفوت لوقت طويل و لم يوقضني أي أحد من هؤلاء الملاعين حتى فتك بي كابوس مرعب جعلني أستيقظ بهلع تزامنا مع رياح عاتية و عطسة ظريفة خرجت من سوليون لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيئ سوى طرف جناح أسود من زاوية عيني مما زاد من حدة نوبة هلعي.

كانت الملاك أول من أتى إلى نجدتي مربتتة على ظهري بخفة و تهمس لي بكل رقة تحثني على الهدوء أما الأخران إستمرا بالنظر نحوي كما لو.. لا أعلم مالذي يفكران به و لكنها أول مرة سوليون تقوم بشيء مراعٍ إتجاه أحد منا.

تجاهلنا ما حصل و لم أعر هلوساتي إهتماما زائدا و بعد ذلك صفقت يونا جاذبة انتباهنا و -كانت مكسوة بذرات الغبار نتيجة الكتب القديمة- تأمرنا بالإلتفاف حولها و نظرة الإنتصار على وجهها، يد تمسك الكتاب اللعنة و الأخرى كتاب ممزق و مصفر