سرابي
تجمدت سرابي مكانها من شدة الهلع بينما زحفت إليها تارا وقامت بلف جسدها الضخم ذي الحراشف الدقيقة الخشنة حول جسدها بشكل أفعواني:
- دعينا نتحدث بشأن تلك النظرة التي استمرت للحظات بينك وبين العرافة..أجابتها متظاهرة بالبراءة:!!!.. إنها نظرة عادية
قربت تارا لسانها السام الطويل المنتهي بشعبتين من عند أذنها، وقالت لها بأسلوب ساخر:
- عندما كنت ترضعين من ثدي والدتكِ أيتها الملكة، كان عمري قد ناهز السبع مئة عام فهل تظنين أن بمقدوركِ الكذب علي؟!!"سبع مئة عام؟! إنه عمر طويل" هكذا فكرت سرابي في تلك اللحظةوفكرت أيضاً أن القصص التي تُحاك عن كوبرا أفعى الجن تارا والتي تقول إنها تحوي داخل جسدها على أرواح متعددة ربما تكون حقيقة وليست أسطورة ..
قاطعت تارا حبال أفكارها: انظري لعيني وأخبريني.. نظرت سرابي لعينيها المخيفتين: ماذا تريدين أن أخبركِ؟!
- هل انتزعت العرافة سربيل القوة من قلب ابنتك، أم أنها لا تزال هجينة ؟!
كانت تدرك أنها لن تستطيع الكذب عليها فقالت معترفة:
- نعم، إنها لا تزال هجينة..كان الخبر مفاجئاً لكوبرا أفعى الجن للحد الذي جعلها لا إرادياً تلف نفسها بقوة أكبر على جسد سرابي وتطرح السؤال التالي:
- كيف وقد شاهدها الجميع بمن فيهم أنا وهي تقوم بانتزاع القوة منها؟!
- حرري جسدي أولاً.. حرريه كي أتحدث معك.. إلي أكاد أختنق یا تارا..
حررت تارا جسدها.. فأخذت سرابي بعض الوقت ريثما تستجمع أنفاسها، وبعد أن استعادت شيئاً من قوتها بدات برواية القصة منذ البداية
فقالت:
- أخبرني عاصف تلك الليلة أنه ذاهب برفقة أيوب للعرافة كي طلب منها انتزاع القوة من قلب ابنتنا؛ لذلك فإنهما ما أن غادرا القصر حتى قمت باستدعاء إكليل وطلبت منه أن يرافقني ..
- يرافقك إلى أين؟!
- إلى جبل غراب؛ كي أقابل العرافة أنا أيضا..
في تلك الليلة وبعد مغادرة عاصف وأيوب القصر، قامت سراب باستدعاء طال العنقاء إكليل الذي لم يتأخر في القدوم أليها..
قال وهو يهبط أمامها ويطوي جناحيه إلى جسده:
- كيف أخدمك يا سيدتي ؟!- سوف تعدي أولا أنك لن تخبر عاصف بما سأقوله لك..
كانت سرابي تدرك أن طائر العنقاء لا يخفي شيئا على سيده لذلك فإنها أردفت تقول بنبرة متوسلة : أرجوك يا إكليل فأنا لا أستطيع الاعتماد على أحد آخر غيرك..
- حسنا أعدك - وأضاف لكي يكون واضحاً منذ البداية: ولكن هذا لا يعني أني أوافق على المساعدة، والان اخبريني ما الأمر..
أنت تقرأ
الجساسة
Historical Fictionفي هذه الحياة ستواجه الكثير من المعارك اليومية ولكن معركتك الأهم ستكون تلك التي تخوضها مع ذاتك؛ لتبقى فيها قلبك سليمًا وسط كل الدمار الذي يحدث من حولك .