استغفر الله العظيم واتوب اليه
.
.
.
.
.
.قضينا ثاني شهر لنا في الكلية، و قد مر بدون ضجحة او مشاكل ففي الايام الأولى من الأسبوع كنا نقضيه بالمذاكرة و الاختبارات، كما كنا لا نهدر الوقت باللهو فالمتعة كانت تنتظرنا في عطلة نهاية الاسبوع حيث كنا نقضيه مع الأمير إدغار.
نحضر له الطعام و الشراب و حاجاته اليومية و بعد تطور علاقتنا معه، اصبحنا في بداية صداقتنا و بدأنا نتجول سويا في المناطق الصغيرة لنقلل من لفت الأنظار، و لكن في معظم الأحيان كنا نقضي وقتنا في حديقة صغيرة في حي متوسط حيث تقل فيه أعداد الناس...
كما ان كلارا لم تكن معنا كثيرا إذ انها تود الدراسة كي لا تعيد هذه السنة من جديد ، فأصبحت اجلس معها في وقت فراغها لأتعلم الحياكة بشكل افضل، لأتولى عنها عملها و أحيك الثياب للامير إدغار...مر الاسبوع الماضي بأكمله بدون رؤية الأمير فقد منعت إدارة كليتنا الخروج منها و ذلك بسبب سوء حالة الطقس و زيادة الأمطار بشكل كبير نهاية الأسبوع...
و طوال تلك الفترة كنت اشعر بملل شديد، لا يوجد ما يمتعنا داخل هذه الكلية.. جلست اليوم على شرفة غرفتي أراقب الثلج و هو يتساقط و يغطي الطرقات و يكسو الأشجار.. فعاد قلقي على الأمير إذ اننا لم نستطع إحضار له شيئا ليأكله، و الطقس بارد و لم نحضر له ما يتدفئ به...
في داخلي كنت قلقة اكثر من كلارا و اليكساندرا، فأنا الوحيدة التي أحست بشعوره و رأيت ملامحه عن قرب منذ اول لقاء لنا، ملامحه التي بان عليها الإرهاق و الحزن و الخوف
أنا على يقين انه يتظاهر أمامنا انه متماسك لكنني أشعر انه من الداخل غير ذلك... و عندما نكون معه يصبحه سعيدا و ينسى آلامه.. فكيف استطاع ان يقدي الأسبوع الفائت لوحده.. هل كان بخير بدوننا.. هل استطاع ان يأكل و يشرب.. هل تمكن من إجاد ما يتدفئ به
الكثير و الكثير من الأفكار لم تتوقف عن مراودتي و كان قلقي يزداد اكثر فاكثر.. اتمنى ان يتوقف الثلج قليلا حتى نستزيع الخروج.-------
أتت عطلة نهاية الاسبوع و قد كنا على أتم استعداد لها، خصوصا أن الثلج قد توقف و بالطبع خططنا الذهاب لرؤية الأمير ...
سمعت دقات متتالية على باب غرفتي، و كانت تزداد حدة مع كل دقة، نهضت من سريري فوجدت أن كلارا ليست في الغرفة، ثم توجهت فورا نحو الباب لأفتحه بسرعة مع تلك الدقات التي لم تتوقف ابدا.
عندما فتحته دخلت اليكساندرا بسرعة، أغلقت الباب و نظرت اليها بأعين ناعسة و هي كانت في كامل نشاطها و طاقتها.. فسألتها بصوت شبه مسموع:"ما بك، لماذا انت تتصريف هكذا؟ لم تشرق الشمس بعد"
وجهت لي من مقلتيها العسليتان، نظرات لم افهمها الى بعد ان ذهب الى الستائر و فتحتهم جاعلة من صوء النهار يضيئ غرفتي بأكملها..

أنت تقرأ
~ { EVAR } ~
Ficción históricaوجهت نظري لتلك اللوحة المعلقة على حائط الصالة الكبيرة ،التي شكلت ألوانها صورة لمنزلنا الضخم و قلت لنفسي.. ماذا لو لم اولد في هذا المكان يوما"... لو لم اولد كالفتاة الصغرى لأسرة بلاكويل.. لو لم اولد في طبقة الأثرياء ،في زمن يكون فيها الرتبة في الم...