حفل توزيع الجوائز..2 (والأخير)

111 4 21
                                    


-الملكة: سيداتي سادتي أشباحنا الكرام سكان عطارد الغائبين أهلا وسهلا بكم وبحضرتكم المحظورة لحفل توزيع الجوائز الذي تأخر سنتين بسبب عوامل صحية فيروسية كوفيدية أجاشية وذاكرة سردينية إلى آخر قائمة الأعذار التي لا نعلم أين نهايتها داخل الثقب الأسود.. وأعطي الكلمة للدب الكسلان النائم بالخلف.

"هيي بست استيقظ يا غبي".. الملكة همست ففتح المستر ظلها عينيه بتثاقل.

-ظل الملكة: أهلا وسهلا ومرحبا.. وأعيد الكلمة لسموّها.

"ايها ال.." .. الملكة رمت بالميكروفون على رأس الحجارة ظلها فانتشر طنين يسبب الصمم في المكان، لحسن الحظ تم جلب ميكروفون آخر ما يزال مغلف بكيسه ليتم إكمال الحفل..

"افتتح استعمال الميكروفون بكلمات من ذهب.. أيها الكسلان أنت مطرود!.. المهم أين كنا؟!"
يشير أحد المسؤولين عن البث للظرف الموجود بيد الملكة فتفهم هذه الأخيرة وتهز رأسها موافقة، وتشرع في إعلان النتائج..
"إذا.. الفائز لهذه السنة.. فلتقرعوا بعض الطبول ما بكم.. تريدون الطرد؟" صرخت بهمس بعد أن غطت الميكروفون بيدها حفاظا على صورتها وعلى الميكفون من أن يصبح غير صالح للاستعمال من قوة طبقات صوتها وهي تزفره غاضبة..

الطبول تقرع 🥁🥁🥁🥁

يمكن رؤية رايدو يعض أصابعه مثل سبونج بوب، الملكة فتحت الظرف اقتربت للميكروفون كي تتكلم..

الملكة: "جائزة افضل كوميدي بوجه متشائم تذهب الى 🎺🥁🥁🎷🎺 المذكرررة، سو ها هي اول جائزة يا مذكرة 💁 تهانينا الحارة.."

صفقت الملكة لتهنئة المذكرة، بينما كانت المذكرة تحاول أن تدعي التفاجئ من إعلان فوزها، لكنها توقفت فجأة لتقول: "من أخدع؟! هه.. لقد كان فوزا متوقعا للغاية!"
قلبت فاصل الكتب الحريري خاصتها بتفاخر وتعالي وهي تقف لتحية الجمهور الذي يهتف لها.. لكن الملكة طفح كيلها ونفذ صبرها لذا ابتسمت وقالت من بين أسنانها التي تصرها بشدة:"أقترح أن تصعدي للمنصة بسرعة وتستلمي الجائزة قبل أن أغير رأيي.."
ولأول مرة في التاريخ، استمعت المذكرة لكلام أحدهم بالفعل وتركت مكانها متوجهة للمنصة..
استلمت الجائزة الذهبية -بلاستيك مطلي بلون ذهبي لأننا مفلسون- وتوجهت نحو الميكروفون لإلقاء خطابها الذي حضرته تحسبا لفوزها..

" كينتشاناا تألقي تألقي.. مهما حاولتي أنا من يشع دوما" همست الملكة في سرها وهي تسلم الجائزة للآنسة مذكرة.

المستر رايدو كان يصفق بحرارة غير مهتم بألم الحروق التي حصل عليها بمساعدة من الشمس وملح البحر والذي سيصل لنخاع العظام بعد ثلاث تصفيقات على الأكثر..
بل من حماسه ترك مقعده وصار مصنفا رسميا مع المعجبين المجانين بقفزه المتهور نحو المنصة معلنا فخره: "نونو..وايت لدي كلمة قبل أن توزعوا الجائزة القادمة بعد قرن"
وصل أخيرا لقرب مذكرته أمام الميكروفون وطاقم التمثيل العطاردي بأسره دون نسيان سمو الملكة التي تشتم رجال الأمن الوهميين بنظراتها وظلها يتثاءب يفكر هل سينام على شقه الأيسر أم الأيمن بعد الحفل.. إلا أنه بلا شك سيتخذ وضعية شخص انتحر من ناطحة سحاب في الأخير.
ما إن استرجع المستر -الغبي- رايدو أنفاسه رفع بنصف جسده العلوي وأمسك بالميكروفون مع أصابعه المرتعشة ومسح بنظراته الجمهور المختبئ في الظلام -والغير موجود من الأصل- وشرع في إلقاء كلماته: "مذكرتي رغم جلدي المحترق الذي لا ينطفئ حتى في حمام ماء مثلج إلا أني فخور وأصفق لك بحرارة ولا يهم حدة الألم الذي وصل لعظامي."
والأحمق رغم أنها مشربتلو الخل إلا أنه راح يصفق كالمجنون غير مستشعر الألم بسبب كمية الأدرينالين المتدفقة في دمائه، المخدر القانوني الذي لا يمكن للدولة أن تحاسب من يتعاطاه، ثم كان سيضيف بضعة كلمات يختتم بها ظهوره مع المذكرة تحت أضواء المنصة إلا أن صاحبة الجائزة 'الشرعية' ضاقت ذرعا وقررت أن تعيد السيطرة لقبضتها..

"اتس ماي مومنت، وسأضاعف تأثيره!"
بحركة لم يتوقعها أحد تسببت بجرح رفيع في قدمه وهي تفتح أوارقها بوحشية فتعرض جلده المحترق بأشعة الشمس لجراح متعددة وكأنه تعرض للهجوم من حيوان مفترس بمخالب قَلَّمَها صباحا -هذا ما أحس به وصنعه له عقله يا سادة وإلا فالحقيقة فقد كانت مجرد نسمة رياح  مفاجئة صنعتها أوراق المذكرة_ وطبعا هو  دراما كينغ من النوع الرفيع أخذ يقفز فوق المنصة من الألم الحاد المباغت فانتهى به الأمر يقع من على المنصة..

وهكذا سيداتي وسادتي تم أخذه للمشفى والتخلص من ضوضاءه لتعود الأضواء للمذكرة التي كانت تتفاخر بفوزها بالجائزة على بقية المرشحين، والذي لم ينل استحسان إحداهن، هي ذات خصلات ذهبية وقرون متشققة تكاد تُخرج الحمم من بين تشققاتها وفستان فاخر من جلد الأفاعي، نهضت من بين الحضور مطلقة العنان للثعابين التي كانت تلتف حول يديها كالأساور معبرة عن غضبها كبركان ثائر..
"كيف تجرؤون على جلبي كل هذه المسافة من برينكلاسيا إلى هذه القاعة الرخيصة كي أشاهد تكريم أحدهم؟!"

لحسن الحظ كان قربها شخص يبدو من نفس عالمها، خصلات ليلية وقرون سوداء وقزحية يسرى بنفسجية آسرة، مال بجسده نحوها وهمس شيئا في أذنها: "ريلاكس، أتينا لأجل جائزة باست كوبل.."
كالسحر تماما كلماته جعلتها تخمد كما لو أن دلوا من مكعبات الجليد قد انسكب على النار التي ألهبها غضبها، لذا ببساطة جلست مجددا..

اقتربت الملكة للميكروفون لتلقي كلمات قبل الفاصل وخلفها ظلها يتثاءب مليون مرة في الثانية..
الملكة:" وبالتالي أيها السادة دعونا نأخذ فترة فاصل ونواصل في توزيع ما تبقى من جوائز في باقي الفئات العملية والأعمار العقلية، لا داعي لتعتنوا بأنفسكم فأنتم بخير.. وشكرا".

استدارت لتبتسم لظلها كي ينزلا من المنصة لكن وجدت الهواء لا غير فقد كان وصل لباب الخروج في طريقه ليأخذ قيلولة قبل العودة، لعنته وشتمته وهي في طريقها لتغير له ترتيب عظامه.

يا سادة تمنوا له شفاء عاجل أرجوكم.

.
.
.
.
.

ملاحظة من سبيريت مايز:

شكرا وجزيل الشكر لكل من قرأ اليوميات سرا أو جهرا.. شبحا أو عقلا.
نتمنى أن تزوروا باقي أعمالنا وأن تنال إعجابكم.

إنتظرونا في عمل آخر من مثل هذا الصنف الكوميدي الخفيف الظريف المطهو على السريع.

دمتم بخير ..
وإلى لقاء قريب😇

•|يوميات الحجر الصحي|•Where stories live. Discover now