" حسنًا قد بدأ كل شئ منذ بضعة اعوام عندما كانت والدتكِ وابي اطفالًا.. كانت احداث حياتهم تجري بطريقة طبيعية تمامًا حتى.. غادر جدنا المنزل دون قول كلمة او ترك رسالة.. فبالطبع اضطرت جدتي ان تعتني بوالدتكِ واشقائها الثلاثة وحدها.. دون اي مساعدة واضطرت للعمل لان والدهم لم يكن يرسل لهم اي مال.. وبالتأكيد قد تغيرت حياتهم كانت طلباتهم كثيرة ولم يكن لديهم المال الكافي لهذا وذاك فلم تكن تشتري لهم كل ما يريدونه ما دام غير ضروري.. فغضب احد منهم.. وقال انه قد سئم.. وغادر ايضًا كما فعل جدي.. بالتأكيد اصبح حال جدتي فظيعًا منذ ذلك الحين.. فلم يتبقى لها حينها سوى ابي وعمتي.. وقد قامت بتربيتهم بأفضل شكل.. وترعروا كأن الماضي بالفعل لم يكن له وجود في حياتهم.. ولكن عندما كانت جدتي تقرأ البريد.. وجدت انه يجب على ابي ان ينضم للجيش... فكان هذا الخبر كالصاعقة حرفيًّا... وفي اليوم الذي غادر به لم تتوقف عن البكاء ونامت بجانبه على السرير الليلة التي كانت قبلها.. والفضل كان لعمتي في كل شئ.. مرضت جدتي وبدأت صحتها في التراجع شيئًا فشيئًا فقررت عمتي ترك دراستها والبحث عن عمل للاعتناء بها.. وشراء الدواء والطعام.. وبعد مدة شخصها الطبيب بأنها مصابة بمرض في القلب.. وانها لن تعيش طويلًا بالطبع قد انهارت عمتي... وبعد عدة سنوات توفت الجدة.. واصبحت والدتكِ تعيش وحيدة.. وفي ذلك الوقت لم يعد ابي للمنزل حتى بالرغم من انه قد انهى الجيش.. فقررت كتابة رسالة له..لكنه اخبرها انه الآن قد وقع في حب مراة كانت امي.. وانه لن يعود ابدًا.. عاش ابي في رخاء بينما كانت والدتكِ تكافح لذلك نحترمها انا وامي كثيرًا.. حتى تزوجت بوالدكِ.. يعتقد ابي للآن انها كانت السبب في وفاة جدتي.. التي كانت ترغب في رؤيته هو واخاهم الثالث.. ولو للحظة قبل وفاتها..
-م.. ماذا هاميس انا لا اصدق ان امي قد عانت من كل هذا وحدها.. فهى لم تخبرني بأي شئ من قبل غير ان عمي مشغول وينسى ان يرسل لنا رسائل للسؤال عن حالها...
-هذه هى الحقيقة المؤلمة..
-افكاري مشوشة الآن..
-انا آسفة اذا جرحكِ ما اخبرتكِ عنه.. وكما ترين ايضًا الفتى الذي قابلتيه منذ قليل هو ابن عمنا الثالث..
-على اي حال.. اسمحي لي سوف اذهب لاطمئن على امي في غرفتها.. لانها قد اخبرتني انها سوف تنال قسطًا من الراحة.. لبعض الوقت
-حسنًا.. بالطبع اراكِ لاحقًا
في الواقع اعترف ان هاميس و والدتها كانتا لطيفتين وبالاخص ان والدتها ليست جزءًا بالكامل من العائلة لكنها تنادي امي بـ "اختي ".. مما فاجئني لانني قد حسبتهم جميعًا مروعين.. لكن لن تتأكد من احساسك قبل ان تراه بعينك..
وانا اصعد الدرج لغرفة امي.. لم اكن افكر في شئ الا ان ما حدث مع جدتي في الماضي تكرر مع امي في الحاضر.. عندما ترك ادموند المنزل مضطرًا... لم اكن منتبهة... وكنت سأسقط عندما امسك بي احدهم..
- حبيبتي كان هذا وشيكًا.. انتبهي في المرة القادمة حتى لا تتأذي..
-شكرًا جزيلًا سيدتي.. ( والدة هاميس )
-لا شكر على واجب.. لقد مررت هنا بالصدفة.. وبالمناسبة الى اين انتِ ذاهبة ؟
-لغرفة امي..حتى اطمئن عليها
-هكذا اذًا.. حسنًا لن اضيع لكِ وقتكِ..ولا تنسي الغداء بعد ساعة من الآن..
-اعلم هذا اشكركِ لتذكيري..
افترقنا بعدها وصلت لغرفة امي.. وطرقت الباب
-فلتتفضل بالدخول..
-امي منذ متى وانتِ مستيقظة..ام لم تنامِ منذ البداية ؟!
-لابيس حبيبتي تعالِ اجلسي بجانبي.. لم اتمكن من النوم.. كنت سأنزل وابحث عنكِ الآن..
-اتعلمين ما حدث.. كنت سأسقط من على الدرج لكن امسكتني العمة والدة هاميس.. وقالت ان الغداء سيجهز بعد ساعة من الآن..
-ت.. تسقطي ماذا ؟!! وهل حدث لكِ مكروه ؟!!
-لا.. لا امي انا بخير تمامًا!!
بدأت امي تتأكد اذا كانت توجد هناك اي كدمات على وجهي..
-ارأيتي ؟!
-لقد اطمئننت الآن.. سوف اشكرها لاحقًا..انها الوحيدة التي لطالما كانت تعاملني بشكل جيد.. كأخت لها..
لم اعلق على كلام امي.. الا بابتسامة.. بسيطة
-لابيس.. هل هناك شئ ما يزعجكِ ؟
-ب.. بالطبع لا ومما انزعج وانا اجلس معكِ الآن!
-اخبريني بالحقيقة.. فأنا والدتكِ بالنهاية
-امي بحقكِ اخبرتكِ انه لا شئ
-ما زلت لا اصدق عينيك توضح هذا!!
ظللنا هكذا قليلًا حتى طرق باب الغرفة..
-تفضل بالدخول..
كان رجلًا لا اعرفه.. ايضًا..
-ا.. اخي..!!!
-لقد فات وقتًا طويل.. "
أنت تقرأ
✰Looking at the stars✰
Short Story" تخيل.. عندما تتمنى الموت بسبب شخص كان من المفترض له.. ان يكون اكثر من يحبك ؟ وفقدان اشخاص كانوا هم الذين يعينونك على الاستمرار في العيش من اجلهم..؟ من ثم لا تراهم للأبد.. وكل ما يتبقى لك هو زيارة قبورهم المحفور عليها اسمائهم ويمكن ان يكونوا سعداء...