الحادية عشر قبيل مُنتصف الليل

مُختلفين

أكوجي : مهلًا ريو توقف

صوت طلق نار، موجهه على اقرب الاشخاص إلي، تناثرت بقع دمائه على لباسي و وجهي، قد اصبحت الارضية بحرًا من الدماء، بحرٌ لا ينتهي، و جفافه ابدي
انفاسه الاخيره و كلماته الاخرى تلقى إليها، لعل ذلك يغير شيئًا
______________________

بين اوراق الساكورا، و رائحة الاعشاب، و شمس الفجر، و زقزقة العصافير، و نسيم الهواء المنعش

يقطع نومها صوت صديق طفولتها : أكوجي أكوجي أكوجي

تستيقظ و حاجبيها مجعدان : ماذا!

ريو : اوه، اريد واجب الرياضيات هل حللته

أكوجي بلا مبالاه : لا "تعود للنوم"

تأفف ريو : تبًا لا فائده منك

نعم.. لا فائده من وجودي اساسًا، ريو محق تمامًا، لا اشعر بحماس الايام، و لا بالسعاده حول زملائي، اشعر بالاستبعاد، الاستبدال، الانطوائيه
لعلي ولدت لتجتمع الصفات السيئه جميعها في، او كان ذلك بسببهما.. ابي وامي

-

ذهبت للمنزل سيرًا مع ريو، ريو حقًا صديقٌ مخلص ولطيف، ولكن لا يستحق ان يصاحب فتاةً مثلي، الانوثه ليست من شيمي، و استبعد كثيرًا من الفتيات، و نظرة الفتيان لي اثارة للشفقه
حتى لو كنت هنا لتحميني، ربما اؤذيك يومًا، ربما الاقدار تجعلنا اعداءً عن الان، انا لا استحقك

وصلت الطريق الذي سأفترق فيه عن ريو، كان يلوح ليَ دائمًا قبل ذهابه الى وجهته، لم اره قط يودعني بحزن، و لم اودعه بشكل لائق قط، سأندم على ذلك انا اعلم، لا بد انني تعلقت بتلويحه اكثر منه..

أكوجي : لقد عدت

اقول تلك الجمله علمًا بأني لن اجد من يرحب بي، أمي بالخارج، و ابي لا يهتم بنا، قد تزوج من امي لينجب طفلًا يرث شركته فقط، لكن ياللنحس، قد انجب طفله..
و قد وقع الذنب كله على وجودها، لا عليهما، لماذا لم يتخلصوا مني بدلًا من العيش بلا حنان ولا احضان، ماذا اكون لكما؟

المنزل فارغ من الحياه، فارغ من المشاعر، اضواء خافته و اثاث خشبي فاخر، وجدت كاري مجمد و سخنته، كان ذلك غدائي، بمفردي من غير عائلةٍ تجتمع حول طاوله كما في الاعلانات، عائلةٌ سعيده بين طاولة الفطور، يضحكون ويأكلون بفرح وشغف، بينما طاولتي تحمل صحنًا واحدًا، و كراسي فارغه، لا وجود لأحد بقربك، و لن تجدي

-

بقيت مستيقظه حتى الثانية عشر، رن الجرس علمًا بأن امي قد عادت، كانت في حالة سكر كالمعتاد، احملها و اضعها على الاريكه و اقدم لها كأسًا من الماء الساخن

أكوجي : أمي اين كنتِ طيلة هذا اليوم؟

الأم : اعمل

اكوجي : ما هذا العمل الذي يجعلك تعودين في منتصف الليل! امي لديك منزلٌ وابنة عليك الاهتمام بهم