الفصل الأول

863 24 9
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
يلا نبدأ على بركة الله

رواية: ليدي نور

الفصل الأول

امرأة

الظلام وحش كاسر، قوي لا يمكن هزيمته إلا بالنور ولكن ماذا لو أن الظلام دائم محصن بحصن منيع لا يمكن للنور أن يخترقه؟

هكذا كان ظلام الفنان والمغني الشهير رائد ياسين صاحب أجمل صوت وأمهر أصابع تلعب على القيثارة بمهارة يحسده عليها الكثيرين، أخذ قلوب الشباب بأغانيه الرومانسية الحالمة ولعب بألحانه على أوتار قلوب العذارى حتى سقطت بغرامه، خاصة وهو شاب بأواخر العشرينات قوي البنية وسيم الملامح حتى عيونه الصماء كانت غاية في الجمال بزرقتها الصافية ولون بشرته البرونزي جعله يبدو فارس الأحلام لكل فتاة

انتهت حفلته التي كانت بإحدى الدول العربية ضمن جولته الفنية التي نظمها له عز الدين مدير أعماله الذي أصبح لا يفارقه، هو الشخص الوحيد الذي يفهمه دون شرح وهو الذي بنى له كل ذلك النجاح الذي وصل إليه لذا لا يفارقه إلا عند النوم..

دخل غرفته بصعوبة من كثرة المعجبين الذين التفوا حوله يطلبون صورة سيلفي معه وقد تعلم أن يلبي رغبات جمهوره بطريقة لبقة كي لا يخسر ما وصل إليه

فك ربطة عنقه وتحرك بالغرفة بدون هدى لولا يد عز التي لمست ذراعه وهو يقول "هل تريد أن نذهب الآن؟"

توقف وقد كانت طريقة عز في مساعدته تريح أعصابه ولا تشعره بعجزه واحتياجه للآخرين، توقف ويد عز تقوده للمقعد حيث ألقى بجسده بإرهاق من الأيام السابقة وقال

“نعم أريد أن أعود الفندق، متى سنعود أمريكا؟"

قال عز وهو يجلس أمامه وقد استقر الاثنان منذ سنوات بولاية أمريكية هي التي تبنت الفنان الشاب وصنعت له طريق الشهرة بكل مكان رغم أنه مصري ولكن مصر بالنسبة له أصبح مكان قد يزوره بيوم ما لإقامة حفلة

أجاب عز بهدوء "موعد الطائرة بالتاسعة صباحا، تعلم أن الجميع هنا لا يريد رحيلك ولدينا دعوة خاصة من شخصية هامة هنا لإحياء حفل خاص بقاعته الخاصة ولكنك رفضت ولقد كرر طلبه مرة أخرى فهل تعيد التفكير؟"

بحث عن السجائر حتى أشعل واحدة ونفخ دخانها بعصبية وقال "ألن ننتهي من هذا الأمر يا عز؟ جو المدينة خانق وأنا لا أتحمله، ما الفائدة من ذلك الحفل؟"

أشعل عز سيجارة هو الآخر وقال "تعلم أن ذلك الرجل شخصية هامة ووجودنا هناك يمثل دعاية مجانية لنا ولكن هذا لا يعني أننا لابد أن نفعل"

صمت قليلا ثم قال "والطائرة؟"

ضحك عز وقال "هل تظن أن تلك مشكلة؟ ذلك الرجل وعدنا بطائرة خاصة تعيدنا بمجرد انتهاء الحفل، هيا رائد وافق ودعنا نمرح قليلا"

رواية ليدي نور.       بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن