تَجَرَّدَت مِن ثَوَبِها الجِراحَي و برويةٍ جَلَسَتْ على كُرسَيّها لِتضُم ساقَيها الى صَدرِها و تَجهَشِ بالبُكاء، مِن بينَ شَهقاتِها كانَتْ تُحادِث مدَينتَها و سَمائَها و أَرضَها و أَهلَها ، بأَنّها ذاتَ يوم سوف تَبْصُق عَلى كُلَ شيء و تَهجُر هذهِ المَدينة ....فهنا مَقَبرة طُفولَتها و جَحَيم مُراهَقَتَها ، هُنا صُهِرَتْ أَفكارَها السَامِية حَتى صُيَرتْ مَزَيجاً مَائِعاً مُقرِفاً، و لَم يَعُد يُسمَح إلا لِلعَواطِف الجَافَّة بِأن تُعلِن عَن نَفسِّها بِضَجيجِ إِصطِدامِها.
رُقَاقَاتْ الثَلَج مِثِلَ قُبلاتٌ مِن السَماء تَسقُط عَلَى وَجهِها لِتُشعِرها بِاللُطفِ الخَفَي ، رَفَعَتْ بِرَأَسِها إلى السَمَاء و أَسدَّلَتْ سِتارَ جُفنَيَها تَستَلَذْ بِإِحِساس الطِمَأنِينَة التَي تَخلُقَها هذهِ الأَجواء، أَجفَلَها صَوتَ بوقَ السَيارَة التي رُكِنَتْ أَمامَها.
أَشرَعَتْ لِفَتحِ البابَ الخَلفي لِلسَيارة و إِعتَلَتْ المَقعَد بِهدُوء لكن رافَقَ وَطَأَة قَدَمِها لِأَرضِيَةِ السَيَارَة سُعالِها الجَاف الجَهِير إِثرَ إِختِناقِها بِدُخان السَجائِر التَي شَغلَّ حَيز الهَواءِ النَقَي، غَلفَتْ بِكلتَا يَديها مَاسِك وَجهِها مُحاولَةً مِنَها لِمَنعْ تَسرُب أَيَ ذَرَة هَوَاء مُلَوَثْ لِمَجرَاها التَنَفُسيّ.
وَقَعتْ عَينَاها على المِرآة لِتَجدهُ يُحدق بِها مِن خلالِها ، نَفَثَ دُخانَ سيجارَتهِ لِلمَرَة الأَخيرة قَبل أَن يُخمِدَها في وعاءِ السِيجارة المُخصَص لِهَذا الغَرض ثُم ضَغَطَ عَلَى الفَرَامِل بِقَسوة، مَرَّت دقائِق قِلال لِتستوقِفه الأِشارة الحَمراء فَقرَرَ تحويلَ تركيّزهُ مِنَ القِيادَة إِلى الكَلام :
_ سَنَصِل قَريباً لَقد أَتمَمتْ عَملية تَحويلَ الأموال ستَستلمينَ بِطاقتِك الائتِمانيَة الجَديدة هُناك .
_ خَبرٌ جَيد.
_ إليكِ مُهمَتكِ التَالية...
عليكِ أَنّ تَلُمّي بأَسبابِ إِمتِناعِها عَنْ ارتيادِ المَدرَسة.
أنت تقرأ
Hello, Welcom To The HOST _ WINRINA
ChickLit{ مـكـتـمـلـة} وينتر لودر ذَو التَاسَعةُ عَشَر سَنة حَبيَسة الوَحدَة فَي شُقةٍ صَغيرةٍ فَي أَحَد أَحَياء نيويورك، فَتاةٌ مَتوسطةُ الطَولِ شَاحَبة الوجَهِ تُخفَي مَلامحَها النَاعَمة خَلف مَاسَك الوجَهِ خَاصتَها. ليَسَت فَتَاةٌ عَاديَة فهَي تَعَاني...