غَدَتْ فَي كُلِ ليَلةٍ تَذهبُ إلى غُرفَتها ، لتَتناولَ أدَويتَها المُعلقَة عَلى رَفِ الأَمان لِتفَادي الوَجعُ تَتناولُ مُسكنَات لأَلمِ الفَقد ذَاك ولا تَجد سبَيلاً لذَلك إلا النَوم.
كان لِغيَاب كارينا و أَنقَطَاعَ أَخبْارها لأَسبَوعَينِ كاملينِ وجعٌ لا صَوتَ ولا أَثرَ لَه، لكن كانَ يؤلمَها كثيرًا ويَزدَاد فَي كُلِ مَرةٍ تَجتَاحَها ذِكرى مِن تَلك الأَيامِ ، لا تَجدُ مبرراً لهَذا الأَعتَياد السَريَع غَير رَغبَتها الجَامحةِ بِالخَلاصِ مِن وَحدتَها القَاتَلة.
يَفيَضُ عَلى بَردِ الشَتاءِ و يَخفَي مَلامَحهُ القَاسَيةِ دَفئ العَائَلة و جَمعَتهَم و لِربَما وجَدتْ بِكارينا ذَلك الدَفَئ فَهي لَم تَرزقْ بِأخٍ أَو أَختٍ يَصغَرها سِناً يُلاطَف أَيامَها و يُؤنسُ عَليَها غُربتَها بَعد والديَّها .إِنَها صَبَيحةُ الوَاحَدُ مِن شَهرِ ديَسَمَبْر، تَتَوسَدُ التُرابَ عَنَد قَبَريَّ والدَيّها فَي ذَكَرى وَافَاتِهم وتَأَنُ بِوجَعٍ و الدَمَوعُ تَلهَبُ وَجَنَتَيها و هَي تُشَافَههُم بِأَتَعَابِها ، فَي كُل يَومٍ حَزَينٍ تَكبَرُ مَئَة عَامٍ أَو رُبَما أَلفٍ تَعوَدُ إِليَهم فَي دَيَسمَبْر تَكَعزُ بِشَيخَوخَتِها التَي لِم تَصل العَشَريَن وَ تَعَصَفُ ذِكَراهَم بِقلبِها الشَفِيقِ.
شَعَرتْ بِيدٍ نَاعَمَةٍ تَربَتُ بِخَفةً عَلى مَتْنِها فَأَرتَعَدتْ ،
دَوِرَتْ قَافَها تَزَامُناً مَع حَركَةِ بُؤبؤيَها إِلى الجَانبِ بِتَوتَر حَتْى أَلتَفَتْ بِالكَامَلِ لتُبْصَر مَنَظَر كارينا المُدجَجَةُ بِالإسَى و الدَمَوعِ عَليَها، أَبَتَسَم ثَغَرُها بِلا شَعَورٍ مِنَها.رُبمَا لأَن هَذه المَرةُ الأَولى التَي يَربَتُ عَلى قَلبِها أَحدٍ وَ لَرُبما أَسعَدهَا شَلالُ المَلحِ المُنَحدَرِ مِن مَحجَريَّ كارينا الذَي قَررَ أَن يَنَضَبْ بَعَد إِحتِباسٍ مِن الدَمعِ دَامَ لِسَنْين كَما أَسَرتْ لهَا كارينا ذَات مَرة.
إِذا تَلاقَى المَرءُ بِأحَبَتهِ تَبدو مُعَانَاة يَومَه أَقَرَب إِلى الخَيَالِ ، تَتَلاشَى بِمرورِ الوَقَتِ كأَنها كَابَوسَ قَيَلوَلةً قَد تَبَددَ .
أنت تقرأ
Hello, Welcom To The HOST _ WINRINA
ChickLit{ مـكـتـمـلـة} وينتر لودر ذَو التَاسَعةُ عَشَر سَنة حَبيَسة الوَحدَة فَي شُقةٍ صَغيرةٍ فَي أَحَد أَحَياء نيويورك، فَتاةٌ مَتوسطةُ الطَولِ شَاحَبة الوجَهِ تُخفَي مَلامحَها النَاعَمة خَلف مَاسَك الوجَهِ خَاصتَها. ليَسَت فَتَاةٌ عَاديَة فهَي تَعَاني...